دراسة في علم الأعصاب الموسيقي لوايل كورنيل للطب - قطر تكشف أسرار الإبداع البشري

بيان صحفي
تاريخ النشر: 29 ديسمبر 2021 - 01:04 GMT

دراسة في علم الأعصاب الموسيقي لوايل كورنيل للطب - قطر تكشف أسرار الإبداع البشري
الطالب محمد يغمور أثناء رصد النشاط الدماغي لموسيقي يرتجل العزف على آلة الناي
أبرز العناوين
استكشف باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر الأسس المعرفية والعصبية للإبداع البشري عن طريق رصد النشاط الدماغي لموسيقي يرتجل العزف على آلة الناي.

استكشف باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر الأسس المعرفية والعصبية للإبداع البشري عن طريق رصد النشاط الدماغي لموسيقي يرتجل العزف على آلة الناي. ونُشرت الدراسة في الدورية العالمية المتخصصة Frontiers in Psychology وهي أول دراسة علمية من نوعها في مجال علم الأعصاب الموسيقي تتناول موسيقى منطقة الشرق الأوسط.

وقد استخدم فريق الباحثين، بقيادة الدكتورة غزلان بن دريس الأستاذ المساعد في علم الأحياء والحاصلة على درجة الدكتوراه في العلوم العصبية، سماعة رأس لاسلكية لتخطيط كهربيّة الدماغ لتسجيل الموجات الدماغية لموسيقي في أثناء عزفه ما مجموعه 24 معزوفة مرتجلة مختلفة على آلة الناي بإيقاعات منخفضة ومتوسطة وعالية. وكانت الدكتورة بن دريس قد شرعت بتصميم هذا المشروع بعد أن أظهر الطالب محمد يغمور اهتماماً قوياً في هذا المجال، حيث جمعت فريقاً متكاملاً لتوجيهه في تنفيذ دراسته الأصلية وغير المسبوقة في مجال علم الأعصاب الموسيقي. وتألّف الفريق من أخصائية علم النفس سارة روتش، وخبيرة الإحصاءات البيولوجية بادماكوماري سارادا، إلى جانب عضوين من هيئة التدريس في أكاديمية قطر للموسيقى هما إبراهيم كدر وجيفكا بيشيفا.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة بن دريس: "مما تتسم به موسيقى الشرق الأوسط استخدامها للنغمات الدقيقة الإضافية، أو ميكروتون، ما ينجم عنه نظام نغمي-مكاني يُعرف باسم المقام. وقد اضطلعت هذه الموسيقى بدور مهم في الطب والاستشفاء في منطقة الشرق الأوسط منذ القرن العاشر، وثمة نظريات عدّة تربط بين استخدام مقامات معينة وعلاج حالات مرضيّة محددة. ومن المؤسف أن هذه النظريات قائمة على الملاحظات التجريبية وليس ثمة ما يدعمها بعد من دراسات رصينة ومحكّمة من قبل الأقران. وتستكشف هذه الدراسة للمرة الأولى الارتباطات العصبية لهذه المقامات، لتعطينا صورة مفصلة عن تأثيراتها الحقيقية في الأنشطة الدماغية، ولتعطينا أيضاً نظرة متبصرة جديدة عن سبل استخدامها لأغراض علاجية".

وقارن الباحثون من خلال استخدام برمجيات حاسوبية متقدمة، البيانات المتأتية من إشارات تخطيط كهربيّة الدماغ ولاحظوا أن كل مقام يتّسم بتوليفة ذات فرادة طبوغرافية من التغيرات المهمة في تخطيط كهربيّة الدماغ، ما يشير إلى وجود ما أطلقوا عليه اسم "إمضاءات مقامية لتخطيط كهربيّة الدماغ". وتقدم الدراسة أيضاً المزيد من الدعم لدراسات سابقة ربطت بين المعزوفات الارتجالية وازدياد النشاط في النصف الأيسر من الدماغ، لا سيما موجات دماغية منخفضة التردد في الأجزاء الجبهية والصدغية من الدماغ. وتدعم الدراسة أيضاً الملاحظة التي تشير إلى أن المعزوفة المرتجلة تقترن أيضاً بازدياد مستويات الأنشطة المتكاملة في نصفي الدماغ كليهما عند الإمضاءات المرتفعة التردد. وحتى الآن، انصبّ اهتمام جلّ البحوث في مجال علم الأعصاب الموسيقي على الموسيقى الغربية، ويُعتقد أن هذا المشروع هو الأول من نوعه الذي يستخدم بيانات تخطيط كهربيّة الدماغ لدراسة نشاط الدماغ في أثناء ارتجال معزوفات المقامات العربية وأيضاً في أثناء عزف آلة موسيقية شرق أوسطية هي آلة الناي.

وأسهم محمد يغمور، الطالب في وايل كورنيل للطب - قطر، في الدراسة بإشراف الدكتورة بن دريس، وقال عن هذه الدراسة: "كانت المشاركة في هذا المشروع ممتعة للغاية لأنه أعطانا نظرة متبصرة مثيرة للاهتمام عن إبداع الإنسان، إلى جانب أن هذه أول دراسة من نوعها تستند إلى آلات ومعزوفات موسيقية شرق أوسطية. وما من شك بأن الإسهام في دراسة بهذه الأهمية في هذه المرحلة المبكرة من دراستي الطب كان مجزياً للغاية".

ووجد الباحثون أنماطاً في بيانات تخطيط كهربيّة الدماغ أظهرت أوجه تشابه في تصوّر المقامات ذات الأبعاد المتشابهة. وكما هو الحال في دراسات الموسيقى الغربية، لوحظ تزايد الموجات الدماغية العالية التردد، وهي المرتبطة بالمشاعر السلبية، في ما يتعلق بالمعزوفات القائمة على مقام نهاوند الذي يقترب من أبعاد السّلم الصغير.

وختمت الدكتورة بن دريس قائلة: "نتائج الدراسة مهمة للغاية لأنها تبرز أهمية مراعاة الأبعاد والنغمات والنغمات الدقيقة، في الدراسات المعنية بمعالجة الموسيقى والارتباطات العاطفية. وتدعم هذه الدراسة عن المعزوفات التلقائية الأدلة المستمدة من بحوث سابقة والتي تشير إلى أن قشرة الفص الجبهي في الدماغ ذات أهمية حاسمة للإبداع والتأمل الذاتي والمعالجة الحسية. ونعتزم أن تكون هذه أول دراسة ضمن سلسلة، فبدعم من إبراهيم كدر، الضليع في دراسة مجموعات المقامات في موسيقى الشرق الأوسط، نأمل أن نتوصل إلى فهم أعمق للارتباطات العاطفية للمقام، ومن ثم اكتساب نظرة متعمقة عن تأثيرات وتطبيقات التدخلات العلاجية القائمة على الموسيقى، لا سيما في سياق منطقة الشرق الأوسط وشعوبها وثراء موسيقاها وعراقة الطب فيها".

خلفية عامة

وايل كورنيل للطب - قطر

 

تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء. 

 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن