طلبة الهندسة في جامعة أبوظبي يستعرضون بحثاً علمياً حول استجابة المدن لجائحة كوفيد-19 في مؤتمر عالمي مرموق

استعرض طلبة من قسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة أبوظبي ورقة علمية حملت عنوان "مرونة المدن وجائحة كوفيد-19 – أبوظبي كمثال حي" في مؤتمر عالمي ركز على "التخطيط العمراني في ظل الإغلاقات الشاملة"، نظمته "الجمعية الدولية للتخطيط والتهيئة العمرانية والتنمية المستدامة".

وتم استعراض الورقة البحثية أمام لجنة تحكيم خلال المؤتمر الدولي الذي عقد الشهر الماضي، حيث حظيت باهتمام لافت، وتمت دعوة الطلبة لنشر الورقة البحثية في "المجلة الدولية للتخطيط والتهيئة العمرانية والتنمية المستدامة"، أحد المجلات العلمية المدرجة ضمن الربع الثاني في تصنيف "سكوبس" العالمي الذي يُعد أكبر قاعدة بيانات للملخصات والاقتباسات في الأدبيات التي يتبادلها ذوو الاختصاص.

ويكشف البحث عن التحديات المحتملة التي قد تواجهها البلدان في جميع أنحاء العالم في ظل الجائحة، بما في ذلك إدارة المخاطر والبنية التحتية والموارد، مقدماً دراسة حالة عن دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص تستعرض النهج المرن الذي اتبعته أبوظبي لمواجهة جائحة كوفيد-19.

وتهدف الورقة البحثية، التي تركز على الجانب المعماري والحضري، إلى دراسة الطاقة الاستيعابية للمباني الكبيرة وكيف يمكن تحويلها إلى مساحات واسعة ذات معايير صحة عالية ومستويات تعقيم متميزة لاستيعاب حالات الطوارئ الطبية خلال مواجهة الأوبئة.

من جهة أخرى، تقدم الورقة البحثية خطة شاملة في أحد أحياء مدينة أبوظبي الذي أخذته كعينة توضح فيه توزيع ومواقع المساحات الكبيرة والمباني المحتملة، والتي تم اختيارها بناءً على معايير محددة بما في ذلك إمكانية الوصول، والقرب، والطاقة الاستيعابية، ونطاق الخدمات، ومرونة الخطط/التخطيط بالإضافة إلى الجوانب التقنية ذات الصلة. ويشير البحث إلى أنه يمكن تحويل هذه المباني للاستخدام الطبي في حالات الطوارئ والأزمات في المستقبل. فمن خلال وضع هذه الإجراءات، تعزز أبوظبي جاهزيتها من الناحية المكانية لهذه المخاطر وتحقق سرعة وكفاءة أكبر في الاستجابة والمرونة للتعامل معها.

وتعليقاً على ذلك، قال البروفيسور توماس هوكستيتلر، نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية في جامعة أبوظبي: "نعتز بطلبتنا الموهوبين وإنجازاتهم وما استطاعوا تحقيقه من نجاحات في مؤتمر التخطيط العمراني في ظل الإغلاقات الشاملة بالمدن الدولي، والمشروع البحثي الذي نُشر في أشهر المجلات الأكاديمية العالمية. نواصل في جامعة أبوظبي الارتقاء ببيئة تعليمية نابضة بالحياة لطلبتنا وتزويدهم بالمهارات والخبرات المتقدمة لتعزيز تنافسيتهم وإطلاق العنان لإمكاناتهم، وكذلك منحهم الفرصة لاستعراض آرائهم وأفكارهم التي تسهم في الوقوف على التحديات الحياتية التي يواجهها العالم في الوقت الراهن، خاصة تلك التي أثرت عليه بشكل كبير وغير مسبوق، بما في ذلك جائحة كوفيد-19".

من جانبه، أضاف الدكتور حمدي الشيباني، عميد كلية الهندسة في جامعة أبوظبي: "يأتي هذا الإنجاز كدليل آخر على إبداع طلبة جامعة أبوظبي وعملهم الدؤوب للمساهمة في دعم رؤية الجامعة للريادة في إجراء البحوث المتميزة، التي تُعد من أفضل السبل التعليمية، حيث تحفز إبداعات الطلبة بأسلوب مبتكر لا يخلو من التحدي، فيمكّنهم من تجربة عملية الاستكشاف العلمي التي تميز العقلية الأكاديمية بشكل مباشر. لذلك، نواصل التزامنا بتزويد الطلبة بأعلى معايير البحث والابتكار، ونوفر لهم منصة متاحة للجميع للتفكير والملاحظة والتواصل".

وأضافت الدكتورة ريم مزياني، أستاذ مساعد في الهندسة المعمارية: "فخورة جداً بنجاح طلبتنا في تطوير هذا البحث الذي حظي باهتمام لافت من قبل لجنة التحكيم. أتقدم بالشكر إلى جامعة أبوظبي على دعم مثل هذه  المبادرات، ويسعدني الإشراف والعمل مع المواهب الشابة التي تحتضنها الجامعة، وأن أكون جزءاً من مؤسسة أكاديمية رائدة كجامعة أبوظبي تحرص دوماً على تعزيز جودة البحث والتعليم وتحفيز طلبتها للسعي نحو التفوق والتميز الأكاديمي."

وطور الورقة البحثية طلبة كلية الهندسة في جامعة أبوظبي: آية الخطيب، مايا وكيلي، وهبة حجي، وزينة عادل همام، وزكية العامري، تحت إشراف الدكتورة ريم ميزياني، مستفيدين من المواد المتنوعة المتاحة في الجامعة.