"قطر تقرأ" ومؤسسة حمد الطبية يناقشان أهمية الصحة النفسية للأمهات

من المهم للنساء في قطر التحدث والتعبير عن أنفسهن مع الأخصائيين المعنين إذا كنّ يواجهن تحديات تتعلق بالصحة النفسية، لأنها متاحة لهنّ، هذا ما أورده خبراء من مؤسسة حمد الطبية في جلسة نقاشية نظمتها مبادرة "قطر تقرأ"، التابعة لمؤسسة قطر، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، ومكتبة قطر الوطنية.
أقيمت هذه الفعالية، تحت عنوان "الصحة النفسية للأم"، وذلك ضمن ورش عمل برنامج "أنا وطفلي"، الذي يندرج تحت مبادرة "قطر تقرأ"، ويستهدف النساء الحوامل والأمهات الجدد، ويوفر مواد القراءة التعليمية وبرنامج قراءة للأطفال من يوم الولادة وحتى عُمر السنتين، بالإضافة إلى ورش عمل حول الصحة والأبوة، في إطار دعم العائلات وبناء علاقات أُسرية وغرس قيم صحية وتعزيزها عبر الأُسر في دولة قطر.
تناولت الجلسة النقاشية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي النسائي في مؤسسة حمد الطبية، وأهداف التمريض النفسي، العلاج الأسري واستخداماته في الطب النفسي، بالإضافة إلى دور الصيدلي في تقديم الرعاية الصيدلانية لتحسين الصحة النفسية للسيدات في قطر، العلاج الوظائفي، دور الأخصائي الاجتماعي، دور أخصائي التغذية، وأهمية التغذية السليمة.
وأكّد المتحدثون على أهمية الطب النفسي وما له من تأثير إيجابي ينعكس بشكل تلقائي على سلوكيات الفرد في المجتمع، وفي هذا الصدد، قال الدكتور ماجد العبدالله، استشاري أول ورئيس قسم الطب النفسي، في مؤسسة حمد الطبية: "نصيحتي لكل من يكافح بصمت، ليس عليكم العيش بهذه الطريقة، فأغلب الأفراد يمكنهم العيش بشكل جيد وبحالة نفسية صحية، طالما لديهم الفرصة للتحدث مع شخص ما، فمن المهم حقًا مشاركة تجاربهم مع الطبيب والأخصائي النفسي حتى يتمكنوا من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها".
من جانبها قالت الدكتورة سزكر عبد الله حمد، القائدة السريرية لمركز صحة المرأة وخدمة الصحة العقلية الافتراضية للمرأة: "يوفر فريق الصحة العقلية للسيدات فريقًا متعدد التخصصات لتقديم الدعم في الأوقات الصعبة، وبالتالي تجنب تصعيد الحالة النفسية، والمشاكل الصحية وتأثيرها على نوعية الحياة، بالإضافة إلى تمكين المرأة وإدارة صحتها النفسية والتحديات اليومية بطرق إيجابية وبناءة". تابعت: "هذا البرنامج هو الأول من نوعه في قطر، وهو أحد أكثر الأساليب فعالية حتى على المستوى الدولي، حيث تتوفر خدمات رقمية، ووجهًا لوجه، ويمكن لمن يستخدمون الخط الساخن الحصول على استشارة رقمية في غضون 72 ساعة من وقت الاتصال". وأشارت أن فريق الطب النفسي يخطط للقيام بزيارات منزلية في المستقبل في حالة عدم رغبة المريضة الذهاب للمستشفى، وبالتالي يمكنها تلقي العلاج من المنزل.
وأشارت الدكتورة مها السبيعي، زميل إكلينيكي في الطب النفسي، إلى أن جميع الاستشارات تخضع للسرية التامة، وتُحفظ في نظام منفصل عن النظام الخاص بالمستشفى، قائلةً: "يوفر المركز خدمة الصحة النفسية الافتراضية للمرأة، ونستقبل من خلالها الحالات النفسية والأمراض العقلية، كما نقدم الدعم المهني والعاطفي للصحة النفسية للمرأة الحامل والمرضع، والاستشارات النفسية لمن فقدوا ذويهم، ويشمل العلاج كلاً من الأدوية والاستشارات النفسية حسب الحاجة، ، وجميع أنواع الاستشارات تخضع للسرية والخصوصية التامة".
أضافت السبيعي: "تقدير الذات أمر مهم للغاية للشعور بالسعادة، فمن لا يشعر بالرضى عن نفسه، من الصعب أن يشعر بالرضا عن أي شيء آخر".
وأكدت الدكتورة ميسم مدحت عبدالوهاب، طبيب نفسي ومعالج الأسرة، أنه إذا صاحب أحد أفراد الأسرة اضطراب نفسي أو عقلي سوف يؤثر على باقي أفراد الأسرة، ومن هنا تأتي أهمية العلاج الأسري كمكمل أساسي لعلاج الأمراض النفسية، قائلةً: "العلاج الأسري يتم استخدامه لعلاج الحالات النفسية واضطرابات السلوك، وبشكل عام يعتبر وسيلة ناجحة لعلاج المشاكل النفسية التي تنشأ بين أفراد الأسرة" وتابعت: "هذا النوع من العلاج يمكن استخدامه لأفراد العائلة ككل أو بشكل فردي. ولا يقتصر على الكبار فحسب، بل على الأطفال وخاصة من يعانون من اضطرابات عاطفية وسلوكية ناتجة عن المشاكل الأسرية".
في ختام الجلسة، تم عرض دراسة حالة لسيدتين من المجتمع، لتوضيح طبيعة الحالات التي يستقبلها المركز، وأعقبها جلسة أسئلة وأجوبة معمقة.
على المهتمين بتلقي الاستشارة، التواصل عبر الخط الساخن رقم 16000 الخيار رقم 4، وسيتم الرد عليهم من قبل فريق مكون من أطباء نفسيين، أخصائيين اجتماعيين، أخصائيين نفسيين، تمريض، صيدلانية، أخصائية تغذية خلال 72 ساعة، تبدأ ساعات العمل من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، من السبت إلى الخميس.
للاشتراك في برنامج "أنا وطفلي" التابع لمبادرة "قطر تقرأ"، تفضلوا بزيارة الموقع الإلكتروني www.qatarreads.qa، ومتابعة حساب QatarReads@ على الإنستغرام للحصول على تفاصيل الفعاليات القادمة.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.