كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت تحتفل بـ 125 عامًا من تعليم إدارة الأعمال

احتفلت كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت بمرور 125 عامًا على انطلاق مسيرتها في تعليم إدارة الأعمال، ما يتوّج مرحلة تاريخية بالنسبة إلى الجامعة والمنطقة. جمع الاحتفال، الذي استمر يومًا كاملاً، أفراد أسرة الجامعة الأميركية في بيروت وضيوفًا مميّزين في سلسلة من الفعاليات التي كرّمت إرث الكلية وتطلّعت نحو مستقبلها.
بدأ الاحتفال صباحًا بنشاطات أجراها الطلاب الذين ملأوا حرم كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال بالموسيقى والألعاب والطعام والمشاركات الحماسية. وشدّد عميد كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال البروفيسور يوسف صيداني على دور الطلاب في تشكيل مستقبل الكلية، فقال، "لدينا آلاف الطلاب الذين تخرّجوا من كلية إدارة الأعمال. يجب أن تفخروا بكليّتكم. كنا نحتفي بالماضي، لكننا نريد أن نتكلم عن المستقبل اليوم. تتمحور هذه الكلية حول المستقبل، والمستقبل يحمل أشياء ممتازة قادمة."
رحّبت مديرة التسويق في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال يارا حداد بالضيوف والهيئة التعليمية والخريجين والطلاب والموظّفين، وقدّمت شكرًا خاصًّا لكل من "سبينس" و"سيفن مانجمنت" وشركة طيران الشرق الأوسط و"ساكو" و"بلس هول" على دعمهم القيّم في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.
وألقت ماري جابر، نائب الرئيس للشؤون الإدارية وكبير موظفي مكتب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، الكلمة الترحيبية الرسمية ممثلةً رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، والتي سلطت فيها الضوء على التاريخ الطويل والمتميّز لتعليم إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت الذي يعود إلى عام 1900. وقال جابر، "كبرت هذه المؤسسة بثبات على مرّ العقود، فأصبحت دائرةً ثمّ كليةً متخصّصة في إدارة الأعمال في عام 2000. لقد رسّخت هذه الكلية مكانتها كمركز للابتكار الأكاديمي والعملي. يؤكد الاعتماد والاعتراف العالمي الذي حازت عليه على التزام الجامعة الأميركية في بيروت كمؤسسة رائدة في التعليم العالي في المنطقة."
وبعد الترحيب، تحدّث العميد صيداني عن الدور الذي يضطلع به تعليم إدارة الأعمال في عالمنا اليوم والغاية منه. وأردف أنه كثيرًا ما يُسأل عن الجدوى من كليات إدارة الأعمال ومكانتها ضمن الرسالة الجامعية الأوسع. ثم شدّد في إجابته أن كليات إدارة الأعمال تلعب دورًا حيويًا يتجاوز نطاق التدريب التقني، إذ تصقل شخصيات الطلاب وتقويها. وأشار، "باعتقادي، هنا تكمن الأهمية البالغة لكلية سليمان العليان لإدارة الأعمال."
ثم انتقل البرنامج المسائي للاحتفال نحو التأمل والحوار بدءًا بعرض ملخص مشروع قدّمه الدكتور مكرم رباح، الأستاذ المساعد في التاريخ في كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت، والباحث شارل الحايك الذي قاد فريق الأرشيف في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال. على مدار العام الماضي، كشفت بحوث فريق الأرشيف عن أكثر من 2,000 وثيقة تاريخية تلقي الضوء على تطوّر تعليم إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت. وقد حصل الضيوف على كتيب تذكاري مفصّل عن تاريخ الكلية الغنّي الذي يربط أصولها بالمحطة التاريخية الحالية.
واستنادًا إلى هذا المنظور التاريخي، توجّهت الأضواء نحو المستقبل من خلال ندوة حوارية عنوانها "من الإرث إلى القيادة،" بإدارة الدكتور عماد بو حمد الأستاذ المشارك في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال وبمشاركة خرّيجين متميّزين تركوا بصمتهم الخاصة كصنّاع التغيير في مجال الأعمال والمجتمع، وهم: ربيع فخر الدين، المؤسس والمدير التنفيذي لمجموعة "سيفن مانجمنت"؛ وياسمين بربير، الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية للمحتوى والاستدامة في "فيوجن مايندز إيه آي؛" وجان نخّول، الصحافي والمنتج في تلفزيون "إم تي في" ومؤسس "ستاتيفاي؛" وداليا جبيلي، نائب رئيس مركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت وعضو مجلس إدارة شركة جبيلي اخوان.
تأمل المحاورون في تجاربهم في الجامعة الأميركية في بيروت والقيم التي أثّرت في قيادتهم. فذكر فخر الدين كيف بنى مسيرته في مجال الضيافة والترفيه على أسس تجاربه الأولى في إدارة الفعاليات في الجامعة الأميركية في بيروت، قائلاً، "أعلم يقينًا أنني بدأت بتنظيم الفعاليات حين كنت في الجامعة الأميركية في بيروت. كنت ناشطًا جدًا في الهيئة الطلابية أيضًا، مما ساعد إلى حد كبير في صقل شخصيتي."
وتحدّث نخوّل عن قراره باستكمال دراسة الماجستير على الرغم من خبرته المهنية في مجال الإعلام التي لامست العقدين، مضيفًا أن تجربته في الجامعة الأميركية قد مكّنته من تعزيز تأثيره. وشدّدت بربير على أهمية القيم في القيادة مشيرةً إلى أن "القيم الراسخة التي غُرست فينا، إلى جانب نشأتنا، هي التي شكّلتنا." وشبّهت جبيلي نموّها في الجامعة الأميركية في بيروت بشجرة البامبو الصينية، قائلةً، "في السنوات الأربع الأولى، لا يحدث شيء فوق الأرض؛ وفي السنة الخامسة، يشقّ برعمٌ صغير التربة أخيرًا. هذه هي القيادة بالنسبة إلي. أن تستثمر بحكمة، وتبني القيم، ثم ترى النتائج. هذه هي كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال بالنسبة إلي. دخلتُها فضوليّة ومتحمّسة ثم منحتني الجذور."
وبعد الندوة، انضم الضيوف إلى حفل العشاء حيث ألقى العميد صيداني كلمة رئيسية عن أهمية هذه المناسبة التاريخية. وقال، "هناك أسباب عديدة لانطلاقنا في هذه الرحلة: لكي نتعلّم من الماضي، ونشكر أسلافنا، ونتفكّر في النجاحات والإخفاقات، ونربط ماضينا بمستقبلنا،" ثم أضاف، "هذه الليلة أريد أن أركّز على سبب واحد؛ سبب يخاطب قلب هذه المؤسسة العظيمة. لا يمكننا أن نتخيّل لبنان، أو بيروت، دون الجامعة الأميركية في بيروت."
وكرّم صيداني داعمي الحدث مقدّمًا لكل منهم عربون تقدير، ثم شاهد الضيوف فيديو تذكاري استعرض إرث كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال ورؤيتها المستقبلية. كما عُرضت لوحات شخصية لـ 125 خريجًا مؤثرًا في مجال إدارة الأعمال من الكلية احتفالاً بالأثر العالمي الذي يتركه الخرّيجون، ثم اختُتم الحدث بأداء موسيقي خاص للمغني الشهير مارك حاتم.
كان الاحتفال فرصة لإمعان التفكير برحلة كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت في عامها الـ 125 وتأكيدًا على رسالتها في تعليم وإلهام وتمكين قادة المستقبل في مجال الأعمال في لبنان والمنطقة وما بعدها.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.