متحدثون من مؤسسة قطر يؤكّدون أن الحراك ضد تغيّر المناخ يجب أن يكون "نابعًا من الحرص لا الخوف" ضمن مؤتمر شباب من أجل المناخ

لا ينبغي أن يكون التصدي لتغيّر المناخ نابعًا من الشعور بالخوف، بل من الحرص على البيئة والاهتمام بها، ومن خلال اتخاذ إجراءات ضد أزمة المناخ، مما يفرض تغيير الطريقة التي نتعامل فيها مع هذه الأزمة، هذا ما تناولته جلسة نقاشية عقدتها مؤسسة قطر في إطار مؤتمر شباب من أجل المناخ في ميلانو.
خلال مشاركتها في النقاش الذي استضافته مؤسسة قطر الدولية، عضو مؤسسة قطر ضمن المؤتمر الشبابي العالمي، قالت لينا نايل الطراونة، الشريك المؤسس لمشروع "المنغروف الأخضر" في قطر: "يجب أن نتحلّى بالحرص والاهتمام الشديد تجاه العالم الذي نعيش فيه".
وكطالبة طب، تقول الطراونة إنها تتطلّع إلى أن تشهد التعاون بين مجالي الطب والحراك ضد تغير المناخ، فكلاهما يعدّان من الممارسات العلاجية. وأوضحت قائلةً: "إذا نظرنا حولنا، فإننا نشهد الكثير من الأمراض، مثل أمراض القلب والسرطان، وذلك بسبب بيئتنا والطعام الذي نأكله".
شهد النقاش أيضًا مشاركة سينثيا بولتون، مدير مبادرة التعلّم المستمر، ومدير تعليم الموهوبين، التابع للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، وأويس الصلاحي، ناشط من مؤسسة التعليم فوق الجميع؛ وجينيفر جيست، مستشارة التعليم العالمي في مؤسسة قطر الدولية، التي أدارت أيضًا مناقشة بعنوان "ربط الشباب عالميًا لإحداث تأثير محليًا: تعليم الاستدامة بالتزامن مع يوم الأرض".
خلال الجلسة، شارك المتحدثون محطات من مسيرتهم في الأنشطة المتعلقة بتغير المناخ وكيف تؤثر أدوارهم، كما شرحت بولتون الدور الذي يلعبه المعلمون في ذلك، قائلةً: "إن مفهوم 365 للتعلم يعني إعطاء منصة للشباب لتوسيع آفاق أفكارهم خارج حدود الفصول الدراسية، والوصول إلى ما هو أبعد مما يمكن أن تقدمه المناهج الدراسية العادية".
وأضافت: "نحن ندعم الطلاب لاستكشاف مناطق من العالم ربما لم يتم استكشافها سابقًا في الفصول الدراسية العادية، على سبيل المثال، مهارة تسلق الجبال، ومن خلال القيام بذلك، نسمح لهم باستكشاف الاستدامة وجوانب مختلفة من البيئة".
كما عرضت بولتون فيلمًا يسلط الضوء على مبادرة الأبراج الزراعية في مدارس مؤسسة قطر، حيث يحضر الطلاب في برنامج 365 للتعلم، فصول افتراضية مع مدارس في الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال شراكة مع مؤسسة قطر الدولية، لفهم الأبراج الرزاعية، ومشاهدة النباتات تنمو أمامهم في فصولهم الدراسية.
وحسبما قالت جيست، تهدف هذه الفصول الافتراضية إلى تعزيز التعاطف، وجعل الطلاب يفهمون أهمية التواصل مع بعضهم البعض، وقالت: "نتشارك نفس المساحة على كوكبنا، وعلينا جميعًا أن نتعايش معًا، والتواصل مع بعضنا البعض، وهنا يكمن السر".
وأوضح الصلاحي، أحد ممثلي مؤسسة التعليم فوق الجميع، وطالب في جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، لماذا أثارت النشاطات المتعلقة بتغير المناخ اهتمامه، حيث قال إنه عندما كان في سن المراهقة، كان يزور الملاعب المليئة بالبلاستيك، إلا أن فكرة تغير المناخ أو الآثار الضارة للمواد البلاستيكية لم تخطر بباله أبدًا، حتى جلست معه ومع أصدقاءة إحدى المعلمات وبدأت بشرح ذلك.
مردفًا بالقول: "شرحت لنا أنه إذا لم نكن نعتني بكوكبنا، فلن يفعل ذلك أحد. وبالتالي، قمنا بجمع النفايات فعليًا. وكلماتها لازالت عالقة في ذهني".
يعتقد الصلاحي أن التعليم هو الأساس في معرفة كيفية التعامل مع هذه التحديات، وأن المعلمين يجب ألا يحصروا معارف الطلاب في مواضيع معينة، مضيفًا أن الجميع لديهم شغف ورغبة بالتعلم، قائلاً: "يجب أن ندع الشباب يختارون ما يريدون، إذ يرتبط موضوع تغير المناخ بالسلوك، وبمجرد أن ندرك قدراتنا وعواقبنا الاجتماعية، سنقوم باختيارات أفضل، والتي يمكن تحقيقها من خلال التعليم".
وأضاف الصلاحي: "أعتقد أن الحكومات وصُنّاع القرار يجب أن يعطوا الشباب فرصة للمشاركة بآرائهم وأفكارهم، لأن شباب اليوم هم مستقبل الغد، ونحن من سنعيش عواقب القرارات التي يتم اتخاذها اليوم".
وفقًا لبولتون، تعرّف المدارس في مؤسسة قطر طلابها على التحديات في سن مبكرة، مما سيساهم في تغير طريقة تفكيرهم وتصرفهم، قائلةً: "كمعلمين، تتمثل مهمتنا في تدريس طلابنا مجالات محددة، وعندما نرى أن الطلاب لديهم شغف بشيء ما، فإن مهمتنا هي تشجيعهم من أجل أن يصبح هذا الشغف شيئًا حقيقيًا"
وفي حديثها عن رحلة برية مع عائلتها، قالت الطراونة، التي نشأت في قطر: "العاطفة تأتي من الاكتشاف، "شعرت "بالذهول" للعثور على مساحات خضراء شاسعة داخل المسطحات المائية في قطر، وهي الشرارة التي أطلقت بداية مشروع المانغروف الأخضر".
واختتمت قائلةً: "إذا أخذنا الناس إلى الخارج لاستشكاف الطبيعة، فإنهم سيدركون مدى جمال هذا العالم، ويهتمون بالتعرف عليه أكثر، لذا، أشجع الأفراد على التصدي لأزمة تغير المناخ بالحب والاهتمام وليس بالخوف".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.