وفق تقدير الخبراء في المنتدى الآسيوي لقيادة الأعمال: التعافي الاقتصادي من الوباء سيستغرق عامين

الاجتماع الافتراضي الخامس لجلسات المنتدى الآسيوي لقيادة الأعمال يشهد مشاركة مهمة من معالي الدكتورة سارة بنت يوسف الأميري رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وويليام هاينكي قطب الضيافة، وكولم ماكلوغلين الرئيس التنفيذي للأسواق الحرة في دبي .. وغيرهم
قال المتحدثون في المؤتمر الافتراضي الخامس للمنتدى الآسيوي لقيادة الأعمال الذي عقد في 18 مايو 2021 في المدينة الافتراضية المتطورة للمنتدى، إن القيادة المرنة والشاملة، والنهج غير التقليدي للاستثمارات، وتعزيز المزاج العلمي، وضمان حماية الشرائح الأضعف في المجتمع، تمثل العوامل الأساسية للمساعي الهادفة إلى تحقيق التعافي من تأثير جائحة "كوفيد – 19".
وكما جرت العادة، فقد استقطب الاجتماع الشهري الذي يُعقد بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الإماراتية، متحدثين بارزين من جميع أنحاء العالم، لمناقشة ظروق الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي الناجمة عن الوباء، وسبل التخفيف من حدتها عن طريق اتباع الحلول المستدامة.
وشاركت معالي الدكتورة سارة بنت يوسف الأميري، أول وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، حيث طرحت رؤيتها حول الإطلاق الناجح لمسبار الأمل في خضم انتشار الوباء، ما أسهم في دفع برنامج الفضاء الإماراتي إلى مستوى جديد تماماً. وأشارت إلى أن التخفيف من المخاطر، وتوفير المرونة اللازمة كانا بمثابة العاملين الأساسيين اللذين ساعدا على تجاوز تحديات إطلاق المهمة خلال ذروة الوباء. وقالت: "يقع على عاتق جميع الدول عليها التزام اجتماعي واقتصادي لضمان قيامها بإنشاء منظومة علمية قوية".
واعترف ويليام هاينكي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة "ماينور إنترناشيونال" (مينت)، إحدى أكبر شركات الضيافة والمطاعم والموضة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أن شركاته تكبدت خسائر بلغت 700 مليون دولار تقريباً في السنة المالية الماضية بسبب الوباء، ولكنها كانت أيضاً واحدة من أوائل الشركات التي سجلت عودة سريعة إلى السوق، حيث جمعت رأس مال زاد على 500 مليون دولار. واقترح هاينكي بعض الطرق والتدابير التي يمكن لصناعة الضيافة اتباعها لتحقيق التعافي من تأثير "كوفيد – 19". وسلط هاينكي الضوء على الحاجة إلى حملة تطعيم أكثر صرامة في جميع أنحاء آسيا، حتى تتمكن صناعة السفر من العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة. وأضافت: ستكون رحلة الخروج من الوباء غير متكافئة، وسيظل العام 2021 يمثل تحدياً كبيراً".
وأعرب كولم ماكلوغلين، نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لسوق دبي الحرة، أكبر مشغل للتجزئة في العالم، عن مشاعر ممثالة. وتحدث عن حاجة الشركات للوفاء بالتزاماتها تجاه الموظفين، وإظهار مواقف غير مسبوقة، مضيفاً أنه يتعين على القادة الاستعداد للصمود بقوة أكبر، والتعاون بشكل أفضل، والشروع بمناقشات كاملة حول اتخاذ الإجراءات للعودة إلى الحياة الطبيعية".
وتأييداً لرأي هاينكي، قدر ماكلوغلين أن صناعة السفر ستستغرق بعض الوقت قبل أن تشهد انتعاشاً حقيقياً. وأضاف: "سيستغرق الأمر عامين أو ثلاثة أعوام قبل أن نعود إلى مستويات الأعمال والعائدات التي كانت سائدة قبل ظهور الوباء".
ورغم النكسات، اعتمدت السوق الحرة في دبي استراتيجيات مبتكرة للتعامل مع حالة انعدام اليقين، مثل إطلاق خدمة التوصيل للمنازل عبر الإنترنت التي حققت عوائد قدرها 14 مليون دولار منذ يونيو الماضي.
وركز محور الجلسة على تأثير النكسات الاقتصادية على أضعف قطاعات المجتمع، وهو ما تطرق إليه الدكتور جاي ستاندينغ، أستاذ البحث المساعد في جامعة SOAS بلندن في المملكة المتحدة، والشريك المؤسس والرئيس المشارك الفخري لشبكة (BIEN). وقال الدكتور ستاندينغ، إنه يؤيد بقوة الدخل الأساسي الشامل، والسبب الذي يجعل منه أداة للتصدي للوباء ومعالجة عدم المساواة على المدى الطويل. وأضاف: "إن الأساس المنطقي للدخل الأساسي لكل مواطن ومقيم يحمل بعداً أخلاقياً، ما يزيد من حرية المجتمعات. أي أن الدخل الأساسي يمثل عائداً اجتماعياً".
وقال أيضاً: "يعتمد تحقيق المرونة على تحلي الجميع بالمرونة، بما في ذلك أضعف الأفراد في المجتمع. وإذا ظلت هذه الشريحة ضعيفة، فلن تكون قادرة على التصرف بالطريقة التي نتوقعها منها".
وتحدثت نادين مزهر، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للتسويق في "ثروة"، وهي أول منصة استثمار آلي هجينة في المنطقة، عن الطريقة التي غيّر فيها الوباء بيئة الأعمال وسلوك المستهلك بصورة جذرية، الأمر الذي يحتم على الشركات التكيف معه. وقالت: "كانت ملكية الأعمال تمثل العمود الفقري للاقتصاد في المنطقة. ونرى الآن المزيد من الشباب يتطلعون إلى تغيير الوضع الراهن، والانخراط في ريادة الأعمال، فضلاً عن المشاركة الكبيرة من الحكومة. لقد ظهر نهج رائع على جميع المستويات في المنطقة، وسيؤدي حتماً إلى إعادة بناء اقتصاد نابض بالحياة".
وتعليقاً على الاتجاهات السائدة حالياً في قطاع الشركات الناشئة، أعربت نادين عن اعتقادها أنه "في الوقت الذي تستحوذ فيه التجارة الإلكترونية على موقع الريادة، سيكون هناك تركيز أقوى على التقنيات المالية والزراعية والصحية، أي أنه سيكون هناك تركيز أكبر على التكنولوجيا التي يمكن أن تضيف قيمة إلى الاقتصاد".
وأسهمت جائحة كوفيد -19 أيضاً في تسريع قطاع التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير. وفي هذا الإطار، تحدثت سونيا ويمولر، الشريك المؤسس لمنصة "فينتشر سوق" VentureSouq الاستثمارية في الإمارات لشركات التكنولوجيا العالمية المبكرة، عن الاستثمار المؤثر في المنطقة، والتحول العالمي في هذا المجال، مع دخول المزيد من رجال الأعمال من جيل الألفية والجيل الذي يليه (Z). ووصفت أي فرصة للتكنولوجيا المالية بأنها "فرصة للاندماج المالي".
ويقام الحدث بالشراكة مع التكتل الهندي العالمي (مجموعة أديتيا بيرلا) التي تنضم إلى المنتدى كشريك بلاتيني هذا الشهر. وتشارك في مناقشات المنتدى منظمة اليونيسيف كشريك استراتيجي التي تنفذ أكبر عملية الشراء وتوريد اللقاحات في إطار مبادرة كوفاكس العالمية. ويحظى المنتدى الافتراضي بالدعم أيضاً من قبل مجموعة مرموقة من الشركاء، بما في ذلك "اتصالات" كشريك اتصالات رسمي، والشركاء المشاركين مثل "إم إيه إيه آند بارتنرز" و "آستر للرعاية الصحية"، إضافة إلى الشركاء الاستراتيجيين، مثل اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية، ومجلس الأعمال السنغافوري في الإمارات.
ومن المقرر عقد الاجتماع الافتراضي القادم لجلسات المنتدى في 8 يونيو القادم.
خلفية عامة
وكالة الإمارات للفضاء
أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة تاريخية من خلال إعلانها عن إنشاء وكالة للفضاء من شأنها أن تشارك الدول الأخرى في تعزيز استكشاف الفضاء والمساهمة في مجتمع الفضاء العلمي العالمي.
لقد وضعت وكالة الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة إطارًا استراتيجيًا لتوجيه جهودها نحو تنفيذ مهامها وفقاً لما ورد في مرسوم تأسيسها الصادر في شهر يوليو/ تموز من العام 2014. وتشتمل هذه الصلاحيات تطوير قطاع الفضاء الوطني، صياغة سياسات ونظم الفضاء، دعم بناء جيل من المهندسين والعلماء فضلاً عن توجيه البرامج الفضائية الوطنية التي من شأنها أن تعود بالفوائد المباشرة على اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة.