احتفالًا بيوم الموتى.. "باربي" تفقد ملامحها الرقيقة وتكتسب أخرى مرعبة

تاريخ النشر: 15 سبتمبر 2019 - 10:42 GMT
باربي
باربي

أثارت شركة "ماتيل" الأمريكية المُتخصصة في صناعة الألعاب جدلًا بعد طرحها دمية "باربي" بحلة جديدة مرعبة وذلك لإحياء تذكار (يوم الموتى) في المكسيك.

وتمثل الدمية الجديدة شخصية "كاترينا" الشبيهة بهيكل عظمي مكسوّ بملابس ملوّنة غنيّة، والتي تعد من رموز الثقافة الشعبية المحلية، وهي شخصية ابتكرها سنة 1912 رسام الكاريكاتور المكسيكي "خوسيه غوادالوبي بوسادا" تحيّة إلى المكسيك وشعبه وتقاليده.

وترتدي الدمية الجديدة، والتي تكلف 1750 بيزوس مكسيكيًا (85 دولارًا تقريبًا) ثوبًا أسود مزخرفًا بورود ملوّنة، ولها شعر أسود مزيّن بفراشات.

وكانت شخصية "كاترينا" قد اشتهرت بفضل رسم جداري للرسام المكسيكي "دييغو ريفيرا" (1886-1957)، تعود إلى العام 1947 وتحمل اسم "حلم يوم سبت من بعد الظهر في متنزّه ألاميدا".

وفي الوقت الذي رحب فيه الكثيرون بهذه الدمية الجديدة، فإنها أثارت جدلًا، إذ ندد بعض المكسيكيين "بالاستحواذ الثقافي وتسليع التقاليد القديمة لجني الأرباح".

يذكر أن احتفالات (ـيوم الموتى) في المكسيك تقام بين نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر، حيث يتذكر المكسيكيون أسلافهم وأقاربهم الذين فارقوا الحياة، وهناك بعضًا من الدول اللاتينية وأمريكا والفلبين يحتفلون بهذه المناسبة ولكن بنسبة أقل.

أصل الاحتفال:

ترجع جذور يوم الموتى إلى حضارات أمريكا الوسطى والجنوبية وبخاصة حضارات الأزتيك، الناهوا، والمايا، وبيروبتشاس، حيث الطقوس بالاحتفال بحياة الأسلاف بالاحتفاظ بجماجم الموتى وإبرازها في يوم الأموات لتمثل الموت نفسه وكذلك الولادة، وذلك قبل قرابة 3 آلاف عام.

وفي الحقبة قبل الإسبانية، ارتبطت تلك الطقوس بالموت والبعث، ولذا فإن تلك الاحتفاليات تم توجيها إلى الأطفال وإلى حياة الأقارب المتوفيين، ومع وصول الغزاه الإسبان في القرن الخامس عشر، تم إدراج عناصر من التقاليد المسيحية المتعلقة بالاحتفاليات الكاثولوكية لعيد القديسسين وكافة النفوس، مؤديا إلى توافقها مع الثقاقة المكسيكية الشعبية.

طريقة الاحتفال

ومع اقتراب يوم الاحتفال يبدأ الناس بتنظيف قبور العائلة والأحبة وتزينيها بمختلف أنواع الزينة الملونة، فيما تقوم بعض العائلات الغنية بوضع الشمعدان المزين بالمنزل. وفي يوم الاحتفال تذهب جموع المحتفلين إلى المقابر للاحتفال والغناء وتقديم القرابين والتي هي عبارة عن الأطعمة المفضلة للمتوفيين وكذلك الشراب المفضل.

وبعد الانتهاء من الزيارة يأكل المحتفلون الأطعمة التي قدموها كقرابين لإعتقادهم أن أرواح الموتى قد التهمت القيمة الروحية للطعام وماتبقى هو عبارة عن طعام قد فقد قيمته الغذائية.

وبهذا يتم تذكر الموتى في جو من المرح، بدلًا من الشعور بالخوف من إحتمالية وصول الأرواح الشريرة، حيث تكرم أسرة المتوفي ذكراه في جو من الاسترخاء حيث الاستماع إلى الموسيقى وتناول الطعام كعناصر للتمتع والاحترام.

البعض يقوم بكتابه عبارة (calaveras) وهي عبارة عن قصائد قصيرة مهداه للمتوفيين، وتقوم العديد من الصحف اليومية بنشر هذه القصائد التي عادة ماتكون قد كُتبت من قبل مشاهير مصاحبة مع رسوم كاريكاترية عن الهياكل العظمية والأرواح.

لمزيد من اختيار المحرر:

الحلم الأميركي يتحول الى كابوس.. غرق مهاجر مكسيكي وابنته في نهر "ريو غراندي"

بمشاركة 900 شاب وفتاة.. المكسيك تدخل "غينيس" بأكبر رقصة فلكلورية في العالم