تزامنًا مع الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها عدة مدن وولايات أمريكية والتي أثارتها وفاة الأميركي من أصل إفريقي "جورج فلويد" أثناء احتجازه في مدينة منيابوليس، أعاد عمدة واشنطن تسمية شارع أمام البيت الأبيض باسم "الحياة السوداء ماتر بلازا".
وفي الوقت الذي دخلت فيه الاحتجاجات الغاضبة مرحلة جديدة للمطالبة بالعدالة العرقية، أمر العمدة "موريل باوزر" يوم الجمعة الماضي برسم شعار "حياة السود مهمة" بأحرف صفراء ضخمة على الطريق المؤدي للبيت الأبيض للرد على الرئيس "دونالد ترامب" الذي طالب بنشر الحرس الوطني في المدن الأمريكية لمواجهة الاحتجاجات.
وامتد النقش العملاق على مربعين في شارع 16 بالعاصمة، حيث أخلت واشنطن دي.سي. الشارع حتى يتسنى للفنانين إكمال العمل.
كما شهدت العاصمة واشنطن تظاهر عشرات الآلاف عند نصب لينكولن التذكاري وهم يرددون هتافات منها "لا أستطيع التنفس" و"ارفعوا أياديكم.. لا تطلقوا النار"، وتوجهوا في مسيرة نحو البيت الأبيض.
وكان ذلك أكبر احتجاج حتى الآن على مستوى البلاد خلال 12 يومًا من التظاهرات بأنحاء الولايات المتحدة منذ وفاة فلويد.
والرسالة المشتركة في احتجاجات السبت هي التأكيد على تحويل الغضب الناجم عن وفاة "جورج فلويد" إلى حركة تسعى لإصلاحات أوسع نطاقًا في نظام العدالة الجنائية الأميركي ومعاملته للأقليات.
حياة السود مهمة (Black Lives Matter) هي حركة ناشطة نشأت في المجتمع الأمريكي الأفريقي تهدف إلى التخلّص من العنف ضد الأشخاص السود. تنظّم الحركة مظاهراتٍ ضدّ مقتل أفراد من العرق الأسود من قبل ضباط الشرطة بشكل منتظم، بالإضافة إلى مشاكل أخرى تتركز حول التنميط العنصري وعنف الشرطة واللامساواة القائمة على العنصرية في النظام القضائي في الولايات المتحدة.
انطلقت الحملة في عام 2013 عندما انتشر هاشتاغ BlackLivesMatter# في وسائط التواصل الاجتماعي عقب محاكمة "جورج زيمرمان" في قضية إطلاق الرصاص وقتل الصبي الأمريكي ذو الأصل الأفريقي ترايفون مارتين، وأصبحت الحركة مشهورة على المستوى الوطني بمظاهرات الشوارع عقب مقتل "مايكل براون" في عام 2014 التي أسفرت عن اضطرابات فيرجسون 2014، ومقتل إريك غارنر في مدينة نيويورك.
منذ احتجاجات فيرغسون، تظاهر أعضاء الحركة ضد مقتل العديد من الأمريكيين الأفارقة الآخرين بسبب استخدام الشرطة للقوّة أو السلاح أو أثناء احتجازهم لدى الشرطة، ففي صيف عام 2015، شارك نشطاء من حركة (حياة السود مهمّة) في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016. وقام من أنشأوا الهاشتاج والدّاعون إلى المظاهرات (أليسيا غارزا)، "باتريس كولورز"، و"أوبال تومتي"، بتوسيع مشروعهم إلى شبكة وطنيّة تضمّ أكثر من 30 فرعًا محلّيًا بين عامي 2014 و 2016. ومع ذلك، فإنّ حركة "حياة السود" هي شبكة لا مركزية وليس لها تسلسل هرمي رسمي.
لمزيد من اختيار المحرر:
سيناتور مكسيكية عارية الصدر خلال اجتماع عبر "زووم".. وترد: لا أخجل من إظهار جسدي عن طريق الصدفة