هل تذكرون "موناليزا الموصل".. شاهدوا كيف أصبح شكلها اليوم

تاريخ النشر: 30 سبتمبر 2019 - 04:54 GMT
موناليزا الموصل
موناليزا الموصل

قبل عامين، فطرت صورة لفتاة عراقية هاربة من بطش تنظيم داعش الإرهابي قلوب الملايين حول العالم حتى لُقبت بـ"موناليزا الموصل".

وتحوّلت الطفلة العراقية الهاربة من معارك الموصل إلى أيقونة حرب مثلت بدموعها المدنيين والأبرياء الذين يدفعون الثمن الباهظ للحرب في العراق.

وأخيرًا، تمكن صاحب الصورة علي الفهداوي، وهو مصوّر يعمل لصالح وكالة رويتررز، من العثور على "موناليزا الموصل" بعد أن عادت إلى منزلها الذي دُمر إثر القذائف، وتبين بأن اسمها (سبأ).

قصة الصورة:

الصورة المشهورة التقطت بتاريخ  16 مارس 2017 من قبل المصوّر الفهداوي أثناء معارك الموصل، حين أبدت القوات الأمنية استعدادها للهجوم على ناحية بادوش شمال المدينة.

وبعد أن فرت (سبأ) من بيتها عقب معركة دامية في جوار منزلها بمدينة الموصل، فصادفها المصوّر الفهداوي وطلب منها أن يصورها فابتسمت للكاميرا وهي باكية، لتمتزج على وجهها تفاصيل جمعت بين الفرح والحزن، والأمل والخذلان، والعتاب على الأمة وتنكر الأزمان، وتعابير أخرى.

ورغم تواتر الأنباء المأساوية عن الكارثة في مدينة الموصل، إلا أن صورة الفتاة ذات الملامح المؤثرة استحوذت على اهتمام المتابعين، فيما رشح ناشطون صورة الطفلة العراقية لأن تكون أكثر صورة مؤلمة في ذلك العام تجمع البراءة مع الألم.

بعد ثلاث سنوات:

روى المصور علي الفهداوي القصة الكامنة خلف دموع "موناليزا الموصل": "جذبتني طفلة منكوشة الشعر، حافية القدمين، والطين يعلو ملابسها، قادتني قدماي بسرعة لأقف أمامها وألتقط لها الصورة، فابتسمت لي وهي تبكي".

وتابع: "الكثيريون تساءلوا عن المصوّر الذي التقط الصورة، وهو ما دفعني للبحث عن الطفلة سبأ مرة أخرى، لكي أحيي هذه القصة من جديد، ولأسلط الضوء على حياتها من جديد وكيف أصبحت بعد الحرب، وأين استقر بها المقام".

وأشار الفهداوي إلى أن عملية البحث لم تكن سهلة، فالأدوات التي اعتمد عليها بسيطة، وهي تاريخ الصورة الموجود في الكاميرا وذاكرته للمكان الذي من غير الممكن أن ينساه، بحسب تعبيره.

ويضيف الفهداوي: "رحلت إلى الموصل حيث نزحت العوائل المرافقة لعائلة سبأ في ذلك الوقت، وتجولت بين المخيمات لعلي أجد صورة تطابق موناليزا الموصل في سجل النازحين، ولكن دون جدوى، وتواصلت مع زملائي من الصحفيين والناشطين في محافظة نينوى لعلهم يجدون الطفلة هناك حتى وصل بي الأمر أني أعلنت عن جائزة لمن يدلني على الفتاة".

وبعد ثلاثة أشهر عثرت على صورة كانت قد نشرت في إحدى الصفحات العراقية على فيسبوك تجمع بين صورتها وصورة العبارة التي غرقت في الموصل وراح ضحيتها المئات من أهالي المدينة.

ويضيف: "تواصلت مع صاحب الصفحة، وشاءت الأقدار أن يكون صاحب الصفحة هو عم الطفلة سبأ، ففرحت كثيرًا وأخذت العنوان وانطلقت مسافرًا إلى منطقة بادوش القريبة من الموصل حيث تقيم عائلة الطفلة، وعندما رأيتها سبقت دموعي الكلام فبكيت".

لمزيد من اختيار المحرر:

تذكرون الطفلة بثينة؟ عادت جميلة كما كانت