أكد تقرير للأمم المتحدة أن معظم الانتهاكات الإيرانية لحظر على الأسلحة تفرضه الأمم المتحدة كانت شحنات غير مشروعة من الأسلحة إلي سوريا حيث يقول دبلوماسيون غربيون إنها تنقل من هناك إلى نشطاء لبنانيين وفلسطينيين.
وأعد التقرير ما يعرف بلجنة الخبراء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي تشكلت حديثا لتقديم تقارير عن امتثال إيران لأربع حزم من عقوبات الأمم المتحدة فرضت على طهران لرفضها وقف برنامج لتخصيب اليورانيوم. ويقول التقرير إن طهران تستخف أيضا العقوبات حيث أنها مستمرة في تطوير برنامجها الذري.
وقال التقرير السري الذي حصلت عليه (رويترز) الأربعاء "تشير اللجنة إلى أن سوريا التي تربطها علاقة قديمة ووثيقة بإيران كانت طرفا في معظم حوادث الانتهاكات المتصلة بأسلحة تقليدية".
وأضاف قائلا "في كل هذه الحوادث التي فحصتها اللجنة جرى إخفاء مواد محظورة بحرص لتفادي اكتشافها اثناء التفتيش الروتيني وإخفاء هوية المستخدم النهائي".
وأشارت اللجنة إلى أنه من المرجح أن "عمليات نقل السلاح حدثت دون أن تكتشف أو أن شحنات أخرى غير مشروعة جرى اكتشافها لكن لم يجر إبلاغ لجنة (العقوبات) عنها".
وقال التقرير إن سوريا كانت الجهة التي تتجه إليها الشحنات في ست عمليات لنقل أسلحة تقليدية من بين تسعة تم ابلاغ اللجنة بها. واضاف التقرير إن اللجنة تنتظر رد سوريا على اسئلتها.
ويقول مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون وغربيون إن سوريا أصبحت ممرا لنقل الأسلحة الإيرانية إلي مقاتلي حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وتنفي إيران وسوريا تلك الاتهامات.
وأشارت اللجنة إلى أن إيران فيما يبدو "توسع وجودها في أفريقيا سواء من خلال التجارة المتنامية أو النشاط الدبلوماسي. بالتزامن مع هذا هناك مزاعم عن أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني يتوسع أيضا في المنطقة".
وأشار التقرير إلى حالة اشتكت فيها السلطات النجيرية للجنة العقويات عن شحنة أسلحة إيرانية ضبطت العام الماضي. وقالت طهران إن شحنة الأسلحة كانت صفقة تجارية مشروعة مع غامبيا.
وتحقق نيجيريا مع أحد إيرانيين اثنين يشتبه بتورطهما في الصفقة. ويقول دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن الإيرانيين لهما صلات على ما يبدو بالحرس الثوري.
وهناك حالات أخرى حاولات فيها إيران تصدير أسلحة تقليدية في انتهاك للحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة. وقال التقرير إن من بين الدول التي كشفت عن مثل هذه المحاولات تركيا وقبرص وألمانيا وإسرائيل وبريطانيا. وتراوحت الأسلحة من طلقات ومدافع رشاشة ومتفجرات إلى صواريخ صغيرة وقاذفات صواريخ.
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني قال التقرير إن من المعتقد أن طهران "تقترب من استنفاد إمداداتها من أكسيد اليورانيوم". وأضاف إن إيران قد تبحث بالتالي عن مصادر إضافية لليورانيوم مطلوبة لتحقيق توسع نشاط تخصيب اليورانيوم الذي تخطط له.
ويخلص التقرير إلى أن العقوبات "تبطيء برنامج إيران النووي لكنها ليس لها حتى الان أي تأثير على حسابات قياداتها فيما يتعلق بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم والأنشطة المتعلقة بالماء الثقيل".