اعلن حلف شمال الاطلسي الثلاثاء انه دمر نحو ثلث القوة العسكرية للزعيم الليبي معمر القذافي، فيما فر الثوار شرقا هربا من القصف الصاروخي العنيف للقوات الحكومية في البريقة.
وقال البريجادير جنرال مارك فان أوهم في مؤتمر صحفي "تقييمنا هو أننا قضينا على 30 في المئة من القدرة العسكرية للقذافي."
وفي هذه الاثناء، فر ثوار ليبيون شرقا هربا من القصف الصاروخي العنيف لقوات القذافي في بلدة البريقة النفطية في الشرق في اليوم السادس من قتال فشل اي من الطرفين في حسمه لصالحه.
وسمع دوي القصف والبنادق الالية غربي البلدة الصحراوية ذات الكثافة السكانية المنخفضة قبل أن تسقط الصواريخ قرب مجموعة من المعارضين ينتظرون الى جوار شاحنات محملة ببنادق الية عند البوابة الشرقية للبلدة.
وانطلقت الصواريخ تجاه البريقة من موقع للمعارضة قرب المدخل للمنطقة الشرقية السكنية.
وفي منطقة قريبة تصاعد الدخان من بقايا شاحنتين محملتين بمدافع الية قرب مدخل كما تصاعد الدخان من الاطارات المحترقة. وقال معارضون ان الشاحنتين دمرا في ضربة جوية.
وقفز عشرات من المعارضين في الشاحنات وانطلقوا بسرعة ولم يتوقفوا الا على بعد أكثر من خمسة كيلومترات من الحدود الشرقية للبلدة.
واضحى المشهد معتادا اذ يفر المتطوعون المسلحون باسلحة خفيفة من القذائف الصاروخية. ويميل مقاتلو المعارضة الافضل تدريبا ومعظمهم من وحدات جيش انشقت على القذافي او الضابط المتقاعدين للتشبث بمواقعهم.
ويبدو أن القصف الصاروخي المستمر يعطي قوات القذافي اليد العليا.
ولكن كل يوم كان ينتهي دون نتيجة واضحة مع استمرار الاشتباكات حول جامعة البريقة وغرب البلدة قرب منشات شركة سرت للنفط.
وقال ضابط من المعارضين لم يذكر اسمه "ثمة كر وفر. تستمر الاشتباكات بين المنطقة الصناعية والشركة والمنطقة السكنية."
واظهرت المعارضة تنظيما أفضل مما كانت عليه في الاسابيع السابقة وتحتفظ بالارض لفترات أطول وتضغط على المتطوعين غير المدربين للصمود في مواقع خلفية في حين تهاجم القوات الاكثر خبرة قوات القذافي على الجبهة.
وتقدمت المعارضة الى الغرب بسرعة متخطية بلدة بن جواد على بعد نحو 525 كيلومترا شرقي طرابلس مدعومة بغارات جوية غربية في بداية الاسبوع قبل أن تشن قوات القذافي هجوما مضادا.
وبنفس السرعة تقهقرت المعارضة أكثر من 200 كيلومتر في النصف الشرقي من البلاد قبل ان تعيد تجميع افرادها والتشبث بمواقعها في البريقة
الى ذلك، قال مسؤولون اتراك يسعون للتوصل لوقف اطلاق النار في القتال الدائر في ليبيا يوم الثلاثاء انه لا تلوح في الافق انفراجة للخلاف بين طرفي الصراع بشأن بقاء أو رحيل القذافي.
والتقى وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو مع مبعوث من حكومة القذافي يوم الاثنين لاجراء محادثات بشان شروط عامة لوقف اطلاق النار وايجاد حل سياسي للصراع الليبي. ومن المتوقع ان يزور وفد من المعارضة انقرة في الايام المقبلة لاجراء محادثات مماثلة.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية "موقف الجانبين متصلب... يصر طرف - المعارضة- على رحيل القذافي ويقول الطرف الاخر ان القذافي يجب ان يبقى. لذا لم تحدث انفراجه بعد."
وعقب اجتماعه مع داود اوغلو في ساعة متأخرة من مساء أمس غادر نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي الى مالطا وكان قد زار في وقت سابق اثينا ليشرح موقف حكومته.