القتال يستعر في زنجبار بجنوب اليمن ومقتل 45 شخصا

تاريخ النشر: 07 يونيو 2011 - 03:52 GMT
قبلي يحمل سلاحه في صنعاء
قبلي يحمل سلاحه في صنعاء

قتل 45 شخصا على الاقل في مدينة تسيطر عليها القاعدة في أحدث أعمال عنف في اليمن ونزل محتجون الى شوارع العاصمة يوم الثلاثاء للمطالبة بأن يبقى الرئيس علي عبد الله صالح في المنفى.
وقال الجيش انه قتل 30 متشددا اسلاميا بينهم زعيم محلي للقاعدة في بلدة زنجبار الجنوبية. وقال مسؤول محلي ان 15 جنديا قتلوا في المعارك التي دارت من أجل السيطرة على البلدة التي استولى عليها متشددون منذ عشرة أيام.
وهذا القتال مؤشر اخر على عدم الاستقرار في اليمن الذي غادر رئيسه الى السعودية في مطلع الاسبوع لاجراء جراحة بسبب اصابات لحقت به في هجوم على قصره في صنعاء.
ودعا المتظاهرون الذين يحاولون الاطاحة بصالح منذ عدة أشهر الى مسيرة مليونية في صنعاء لزيادة الضغوط عليه للبقاء بعيدا وتسليم السلطة بصفة دائمة.
ويثير الموقف المتفجر في اليمن قلق القوى الغربية والسعودية التي تخشى من ان تمكن الفوضى الجناح المحلي للقاعدة من العمل هناك بحرية أكبر. وترى هذه الدول في غياب صالح لتلقي العلاج الطبي في الرياض فرصة لابعاده عن السلطة بعد نحو 33 عاما في الحكم.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون للصحفيين في واشنطن يوم الاثنين "ندعو الى انتقال سلمي ومنظم." وأضافت "أن نقل السلطة على الفور في مصلحة الشعب اليمني."
وقال عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس والقائم بأعماله ان صالح سيعود لليمن خلال أيام الا أن موقف السعودية التي تلعب عادة دورا مؤثرا في السياسة اليمنية قد يكون حاسما.
ويقول مسؤولون سعوديون انهم لن يتدخلوا في قرار صالح بشأن ما اذا كان سيعود لليمن لكن القوى الغربية ربما تريد انعاش اتفاق توسط فيه مجلس التعاون الخليجي يضمن استقالة صالح.
وقال روبرت باول المحلل المختص بشؤون اليمن في وحدة معلومات الايكونوميست "رحيل صالح نهائي على الارجح."
وأضاف "السعوديون فضلا عن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يدفعون بشدة باتجاه بقائه في السعودية اذ يعتبرون احتمال عودته كارثيا.
"قبيل رحيله كانت البلاد تنزلق الى حرب أهلية. لكن رحيله فتح على الفور نافذة دبلوماسية لانعاش الاقتراح الذي توسط فيه مجلس التعاون الخليجي والذي كاد يفشل. يبدو ان السعودية وغيرها من الاطراف المعنية غير مستعدة للسماح لصالح بتعطيله (الاتفاق) هذه المرة."
وتشعر السعودية بالقلق من أنشطة جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن الذي شن هجمات جريئة وان لم تكن فعالة على أهداف سعودية وأمريكية.
واتهم بعض خصوم صالح الرئيس اليمني بالسماح عن عمد لمتشددي القاعدة بالسيطرة على زنجبار لاظهار المخاطر الامنية اذا فقد السلطة.
وأدى القتال في زنجبار التي كان يقطنها نحو 50 الف نسمة الى تحويلها الى مدينة أشباح بدون كهرباء أو مياه.
وتجدد القتال في مدينة تعز جنوبي صنعاء.
وصمدت هدنة هشة في صنعاء توسطت فيها السعودية بعد أسبوعين من الاشتباكات بين قوات صالح واتحاد قبائل حاشد والتي سقط فيها أكثر من 200 قتيل واضطر الالاف للنزوح.
وتجاهل صالح دعوات عالمية بقبول اقتراح نقل السلطة سلميا الذي توسط فيه مجلس التعاون الخليجي فتراجع عن التوقيع في اللحظة الاخيرة ثلاث مرات.
وقال عبد الغني الارياني المحلل السياسي اليمني ان نقل السلطة يبدو وشيكا في اطار مبادرة مجلس التعاون الخليجي. وأضاف ان ستكون هناك عقبات عديدة على الطريق لكن بدون الوجود المدمر لصالح يمكن التغلب عليها.
واصيب صالح (69 عاما) يوم الجمعة في هجوم صاروخي على قصره في صنعاء ما اسفر عن مقتل سبعة أشخاص واصابة مسؤولين كبار ومستشارين فيما وصفه مسؤولون حكوميون بانه محاولة اغتيال. ويتلقى صالح العلاج في مستشفى بالرياض.
ومن القوى المتصارعة على السلطة في اليمن اتحاد قبائل حاشد المسلح جيدا وقادة عسكريون منشقون واسلاميون ويساريون وشعب غاضب يسعى للخروج من الفقر المدقع والفساد وانهيار الخدمات العامة.
واحتفل شبان محتجون برحيل صالح لكنهم يشعرون بالقلق من احتمال عودته.
وقال المحلل روبرت باول "أكبر تحد في الاجل القريب يتمثل في بدء عملية اصلاح سياسي قادرة على البقاء تحظى بدعم شعبي وتمكن اليمن من العودة الى الحياة الطبيعية بعد اضطرابات استمرت شهورا."
وأضاف "وفي الاجل المتوسط يتمثل التحدي الاكبر الذي يواجه اليمن في التحدي الاقتصادي - فاليمن هو بالفعل افقر دول الشرق الاوسط وبدأ يعاني من نقص النفط والماء وما لم يجد بدائل لدفع النمو سيكون من الوارد بدرجة كبيرة أن يواجه انهيارا اقتصاديا."