الرئيس الألماني : من حق مواطني الدول العربية المطالبة بالعدل ومحاربة الفساد

تاريخ النشر: 05 مارس 2011 - 07:05 GMT
الرئيس الألماني يؤيد مطالبة الشعوب العربية بالديمقراطية
الرئيس الألماني يؤيد مطالبة الشعوب العربية بالديمقراطية

أكد الرئيس الألماني كريستيان فولف على حق المواطنين في الدول العربية التي شهدت احتجاجات في الآونة الأخيرة في المطالبة بالديمقراطية والعدل ومحاربة الفساد معربا عن استعداد بلاده للمساهمة في بناء الهياكل الديمقراطية في تلك البلدان.

وفي مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية، بثتها في ساعة مبكرة من صباح السبت، أكد فولف إنه يجب على أوروبا أن تقدم الدعم للدول العربية كشريك وعلى أن تمنح هذه الدول الفرصة حتى تحقق التنمية الديمقراطية.

وردا على سؤال عما إذا كانت الثورات التي أندلعت في دول عربية مثل تونس ومصر كانت مفاجأة لألمانيا، قال فولف اعتقدنا أن الوضع مستقر بشكل أكبر مما كان عليه مؤكدا على استعداد بلاده حاليا للمساهمة في بناء الهياكل الديمقراطية في تلك البلدان.

وأضاف: "الآن أصبحنا نعرف بشكل أوضح وأعمق ويجب أن نمد أيدينا في بناء الهياكل الديمقراطية وإجراء الانتخابات وعلينا جميعا استغلال هذه الفرصة للنمو في العالم العربي وتشجيع المشاركة في الديمقراطية".

ونبه إلى أن التطور الراهن في مصر وتونس يعد بالكثير في المستقبل داعيا إلى تقديم يد العون إلى هذه الدول حتى تتمكن من تحقيق الإصلاح على نحو إيجابي .

وفي ما يتعلق، بالاتهامات التي وجهت إلى أوروبا بمساندة الأنظمة الفاسدة في تلك الدول العربية ، أكد فولف أن معظم المشروعات الأوروبية كانت تنصب على مساعدة المواطنين منوها إلى أن ذلك أيضا كان يجب أن يتم عبر حكومات تلك البلدان.

وتابع "المشروعات الأوربية كانت متعلقة بالزراعة وتأمين المواد الغذائية والمساعدة المباشرة للمواطنين، وكان التركيز منصبا على المواطنين ولكن لم يكن بوسعنا منع الفاسدين".

وشدد الرئيس الألماني على أن الغالبية في الدول العربية هي صاحبة القرار ويمكنها تغيير الحكومات مشددا على ضرورة الحفاظ على الحقوق الإنسانية العالمية مثل حق التظاهر وحق التعبير عن الرأي وأهمية حماية الأقليات كما يحدث في أوروبا.

واعترف فولف بأن أوروبا تجهل الكثير عن الدول العربية قائلا: "اعتقد أننا نعرف القليل جدا في أوروبا عن العالم العربي. وهناك صور وأنماط ثابتة وأراء مسبقة عن أوروبا أيضا موجودة في العام العربي، يجب علينا تغيير ذلك وبذل الجهود من أجل التعايش السلمي على المدى الطويل".

وحول دور الجماعات الإسلامية في مستقبل مصر وتونس، أكد فولف أهمية التواصل مع جميع المواطنين في تلك الدول وعدم السماح لأي جماعات باستغلال ما حدث.

وأضاف: "نأمل ألا تسمح تلك الدول لبعض الجماعات باستغلال التغيرات التي حدثت في البلاد بشكل سيء وهذا هو أملنا ونحن نرغب في أن تختار غالبية المواطنين طريق التسامح والسلام والاحترام المتبادل".

وحول الإسلام في ألمانيا، قال إن: "الإسلام جزء من ألمانيا ولا يجب السماح بلصق تهمة الإرهاب بالإسلام. يجب علينا مد أيدينا واختيار التعاون واختيار تحالف الحضارات بين الديانات المختلفة".

ورأى الرئيس الألماني أن "المسلمين في ألمانيا جزء طبيعي جدا ولديهم نفس الحقوق مثل الألمان لأنهم يشاركون في بناء الدولة".

وحول الشأن الفلسطيني، أكد فولف أن الغرب يمكن أن يوظف قدراته ويوسع إطار التعامل مع الدول العربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحصار على غزة.

وقال: "نحن دولة منفتحة جدا وألمانيا تبذل جهودا أكثر من أي دول أخرى في قطاع غزة" حيث أقامت محطة لتنقية المياه بالقطاع.

وأضاف: "نحن ندعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قادرة على الحياة ولكن لدينا مسؤولية خاصة متعلقة بإسرائيل ولذا نحن نبذل جهودنا لإقامة دولتين مستقلتين تستطيعان التعايش مع بعضها البعض".