القذافي والعرب يرحبون باقتراح شافيز لانهاء الازمة

تاريخ النشر: 03 مارس 2011 - 04:31 GMT
احد الثوار يسد اذنيه اثناء انفجار قنبلة القتها طائرة تابعة للقوات الجوية الليبية الموالية للزعيم معمر القذافي في الصحراء قرب البريقة
احد الثوار يسد اذنيه اثناء انفجار قنبلة القتها طائرة تابعة للقوات الجوية الليبية الموالية للزعيم معمر القذافي في الصحراء قرب البريقة

 

قال وزير الاعلام الفنزويلي اندريس اثارا لفرانس برس الاربعاء ان الحكومة الليبية والجامعة العربية ترحبان بالوساطة الدولية التي عرضها الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز لايجاد تسوية سلمية للازمة الليبية. 
وقال المسؤول الفنزويلي الخميس "نؤكد اهتمام ليبيا بقبول هذا الاقتراح وكذلك اهتمام الجامعة العربية. 
وفنزويلا تواصل حاليا مساعيها في العالم العربي والعالم اجمع للتوصل الى احلال السلام في ليبيا". 
واشار الى ان تشافيز ناقش هذا الاقتراح مع الزعيم الليبي معمر القذافي. 
وكان الرئيس الفنزويلي، الذي يعتبر زعيم اليسار المتشدد في اميركا اللاتينية، عرض الاثنين تشكيل لجنة سلام دولية تتكون من عدة دول صديقة للقيام بمهمة وساطة بين القذافي والمتمردين. 
وتباحث الرئيس الفنزويلي نفسه بشان هذا الاقتراح مع القذافي وشجب مسبقا اي تدخل دولي محتمل معتبرا انه سيشكل "كارثة". 
وكان عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية قال في وقت سابق ان خطة سلام اقترحها الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز قيد البحث.
وقال موسى لرويترز عبر الهاتف يوم الخميس "اخطرنا بخطة الرئيس تشافيز لكنها لا تزال قيد البحث. تشاورنا مع عدد من الزعماء امس."
وأضاف موسى أنه لم يوافق على الخطة ولا يعلم ان كان القذافي قد قبلها.
ومن جانبه، قال زعيم للانتفاضة الشعبية ضد حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما انه سيرفض أي اقتراح باجراء محادثات مع القذافي لانهاء الاضطرابات في البلاد التي تحتل المركز الثاني عشر بين أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم.
والخميس، هاجمت قوات موالية للزعيم الليبي مناطق لتصدير النفط يسيطر عليها الثوار في شرق ليبيا لليوم الثاني.
وقال شهود ان طائرة حربية قصفت بلدة البريقة النفطية في شرق ليبيا بعد يوم من صد هجوم بري وجوي شنه أنصار القذافي على البلدة.
ودعا المحتجون المسلحون بقذائف صاروخية ومدافع مضادة للطائرات والدبابات يوم الاربعاء الى شن ضربات جوية تدعمها الامم المتحدة على المرتزقة الاجانب الذين قال الثوار انهم يقاتلون لصالح القذافي.
ودعا المحتجون الى فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا في تكرار لمطلب نائب سفير ليبيا في الامم المتحدة والذي انضم الى معارضي القذافي.
لكن مسؤولين غربيين عبروا عن الحذر تجاه أي شكل من أشكال التدخل العسكري بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران واضعين نصب أعينهم تحذيرا للقذافي من أن التدخل الاجنبي في ليبيا قد يؤدي الى فيتنام أخرى .
وقال ضابط تابع للمحتجين في ليبيا ان غارات جوية استهدفت يوم الخميس مطار البريقة وموقعا للثوار في بلدة اجدابيا المجاورة.
وقال جنود في صفوف المعارضة أيضا انه تم اجبار قوات موالية للقذافي على العودة الى بلدة راس لانوف التي يوجد فيها مرفأ نفطي كبير اخر وتقع على بعد 600 كيلومتر شرقي طرابلس.
وقال محمد المغربي وهو متطوع في صفوف الثوار مؤكدا تصريحات لاخرين "قوات القذافي في راس لانوف."
وفي مشهد غاضب ببلدة العقيلة شرقي راس لانوف صرخ محتج في وجه شاب افريقي ألقي القبض عليه وقيل انه من المرتزقة وقال له "كنت تحمل أسلحة .. نعم أم لا.. كنت مع كتائب القذافي .. نعم أم لا.."
وصمت الشاب وهو مستند الى ركبتيه على الارض. ووجه رجل مسدسا صوب وجه الافريقي لكن صحفيا احتج وقال له ان الثوار ليسوا قضاة.
وتسببت الانتفاضة الشعبية وهي الاعنف حتى الان في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ضد الحكام في أزمة انسانية خاصة على الحدود الليبية التونسية حيث فر عشرات الالاف من العمال الاجانب.
وفي تحرك نحو الشرق سيطرت قوات حكومية تدعمها الطائرات يوم الاربعاء لفترة قصيرة على بلدة البريقة.
وصرح ضباط بين المحتجين بأن قوات المعارضة سرعان ما استعادت سيطرتها على البلدة التي يسيطر عليها الثوار منذ أسبوع. وقالوا ان المحتجين مستعدون للتحرك غربا تجاه العاصمة اذا رفض القذافي ترك السلطة.
وشن القذافي هجوما يوم الاربعاء في كلمة أمام حشد من أنصاره في طرابلس نقلها التلفزيون الليبي على الهواء مباشرة ضد من وصفهم بأنهم عصابات مسلحة يقفون وراء الاضطرابات وقال انهم جزء من مؤامرة لاستعمار ليبيا والاستيلاء على نفطها.
وأضاف أنه مستعد لتوزيع أسلحة على مليون أو مليوني أو ثلاثة ملايين شخص وأن فيتنام أخرى ستبدأ.
وحاولت الحكومة الليبية اقناع الناس في طرابلس بمواصلة حياتهم بشكل طبيعي لكن الازمة تؤثر في الحياة اليومية. وامتدت الصفوف أمام البنوك وقال سكان ان أسعار الغذاء ارتفعت بينما انخفضت بشدة قيمة الدينار الليبي أمام الدولار في التعاملات بالشارع.
وفي بنغازي معقل المعارضة احتشد رجال من كل الاعمار بجوار مبنى محكمة وانخرطوا في نقاشات ساخنة مستمتعين بحرية التعبير.
وقال أحد الحضور "يجب أن نذهب الى طرابلس ونتخلص من القذافي." ولقي ما قاله استحسانا من المحيطين به.
وقال أحمد الشريف وهو محتج يبلغ من العمر 60 عاما "لكننا لا نملك سوى ملابسنا لحمايتنا من المدافع."
وفي لاهاي قال لويس مورينو أوكامبو مدعي المحكمة الجنائية الدولية انه يمكن التحقيق مع القذافي وأفراد من دائرته المقربة بسبب جرائم مزعومة ارتكبتها قوات الامن ضد مدنيين منذ بدء الاحتجاجات في منتصف فبراير شباط.
وقالت ايطاليا انها تتأهب لتدفق كبير محتمل للمهاجرين الفارين من التوتر في شمال افريقيا بعد زيادة تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من تونس المقصد الاول لعشرات الالاف الذين فروا من العنف في ليبيا.
وقالت منظمتا (أنقذوا الاطفال) و/أطباء بلا حدود/ انهما تواجهان صعوبات في ارسال أدوية ووسائل رعاية للمحتاجين في ليبيا بعد أن أغلق مسلحون الطرق في حين يشعر المدنيون بخوف شديد يمنعهم من طلب المساعدة.
وقالت وزارة الدفاع الهولندية يوم الخميس ان السلطات الليبية اعتقلت ثلاثة جنود هولنديين يوم الاحد أثناء محاولتهم اجلاء هولندي من مدينة سرت شرقي طرابلس.
وقال نائب سفير ليبيا في الامم المتحدة والذي كان من أوائل الدبلوماسيين الذين انشقوا عن القذافي ان المنظمة الدولية قد تدعم قرارا بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا اذا طلب المجلس الوطني الليبي هذا رسميا.
والحكومة الامريكية حذرة بشأن فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا وأكدت على وجود مخاطر دبلوماسية وعسكرية لكنها حركت سفنا حربية الى البحر المتوسط.