نقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الرسمية يوم الجمعة عن مصدر رسمي قوله ان مجموعات مسلحة فتحت النار على مواطنين وقوات الامن في ضاحية دوما في دمشق وفي مدينة حمص.
وقالت سانا "صرح مصدر مسؤول بأن مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الابنية في مدينة دوما بعد ظهر اليوم وقامت باطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة وكذلك على قوات الامن ما أدى الى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والامن."
واضافت "وفي مدينة حمص قامت مجموعة مسلحة باطلاق النار على تجمع للمواطنين في منطقة البياضة مما أدى الى مقتل فتاة."
وأدان البيت الابيض يوم الجمعة الاجراءات العنيفة التي اتخذتها سوريا ضد المحتجين المناوئين للحكومة وحثت الرئيس السوري بشار الاسد على اتخاذ خطوات ملموسة بصورة فورية تجاه الاصلاح.
وقال جيم كارني المتحدث باسم الرئيس الامريكي باراك اوباما في بيان "الحكومة السورية لديها فرصة مهمة لتتجاوب مع الطموحات المشروعة للشعب السوري."
واضاف "العنف ليس الرد على شكاوى الشعب السوري."
واكد شاهد وناشط في الدفاع عن حقوق الانسان ان سته اشخاص على الاقل قتلوا الجمعة واصيب العشرات بنيران قوات الامن السورية خلال تظاهرات في مدينة دوما شمال دمشق وان شخصا سابعا قتل في محافظة درعا.
فيما قالت تقارير ان 10 قتلى على الاقل سقطوا في درعا وحدها
وقال شاهد من دوما عبر الهاتف ان متظاهرين قاموا بعد خروجهم من مسجد دوما بعد صلاة الجمعة بالقاء الحجارة على قوات الامن التي ردت باطلاق النار عليهم.
وافاد الشاهد ان عدد القتلى قد يتجاوز العشرة الا انه اورد اسماء اربعة اشخاص فقط عرفت هويتهم وهم ابراهيم المبيض، احمد رجب، فؤاد بلة و محمد علايا. واضاف الشاهد لاحقا ان بين القتلى شخصين من عائلتي عيسى والخولي. واضاف "سقط ايضا عشرات الجرحى وقامت قوى الامن باعتقال العشرات كذلك". وفي دمشق، لم يتمكن مسؤول سوري من تأكيد سقوط قتلى، ردا على سؤال لفرانس برس.
واكد الشاهد ان نحو ثلاثة آلاف شخص خرجوا من عدة جوامع في دوما للتظاهر بعد صلاة الجمعة وان قوات الامن قامت باطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم قبل اطلاق النار.
واضاف ان معظم السكان قاموا بالاحتماء في البيوت وان قوات الامن نشرت قناصة فوق البنايات كانوا يطلقون النار على كل من يخرج الى الشارع. وتابع "انهم يقومون باعتقال الجرحى ويمنعونهم من الدخول الى الستشفيات". واكد ان قوى الامن تحاصر المدينة ولا تسمح بدخولها الا لمن تثبت بطاقة هويتهم انهم من سكانها.
وفي الصنمين في محافظة درعا جنوب سوريا، اكد ناشط لحقوق الانسان ان شابا يدعى ياسر الشمري في العشرينات من العمر قتل بنيران قوى الامن على مدخل المدينة.
واضاف الناشط ان القتيل جاء الى الصنمين مع متظاهرين اخرين من بلدتي انخل وجاسم المجاورتين وان قوى الامن اطلقت النار لتفريقهم.
وافاد الناشط ان متظاهرين اثنين اخرين من بلدة جاسم قتلا ايضا الا انه لم يتسن التحقق من هذه المعلومة كون هوية القتلى لم تعرف بعد.
كما قال شاهد عيان ان قوات الامن السورية وموالين للرئيس بشار الاسد ضربوا محتجين بالعصي أثناء مغادرتهم مسجد الرفاعي في حي كفر سوسة في دمشق بعد صلاة الجمعة.
وكان نحو 200 شخص قد أخذوا يرددون هتافات تعبر عن التأييد لمدينة درعا الجنوبية حيث تفجرت احتجاجات ضد حكم البعثيين قبل اسبوعين. وقال الشاهد لرويترز في اتصال تليفوني من مجمع المسجد ان ستة محتجين على الاقل اعتقلوا وان عشرات أوسعوا ضربا لدى خروجهم من المسجد.
وتظاهر مئات الاشخاص في شمال شرق سوريا التي يشكل الاكراد اغلبية السكان فيها الاغلبية للمرة الاولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في سوريا، للمطالبة باطلاق الحريات. وقال الناشط رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (رافض) لوكالة فرانس برس ان "مئات الاشخاص تظاهروا في القامشلي ومثلهم في عامودا (700 كلم شمال شرق دمشق) مطالبين باطلاق الحريات".
واشار الى انها "المرة الاولى التي تجري فيها تظاهرات" في هذه المنطقة منذ بدء التجمعات في سوريا في 15 اذار/مارس.
واضاف مصطفى ان المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها "نحن دعاة الحرية لا دعاة الجنسية فقط" وهتفوا "الله سوريا وحرية وبس" و"سلمية سلمية". وتابع مصطفى "ان قوات الامن لم تتعرض لهم الا ان بعض سائقي الدراجات +موالين+ قاموا باستفزاز المتظاهرين مما دعاهم الى التفرق تفاديا للانزلاق الى صدامات".
واشار الى "تظاهرة في الحسكة (600 كلم شمال شرق دمشق) قام بها نحو مئتي شخص". واوضح ان "الامن قام بتفريق" هذه التظاهرة "بدون حدوث اعتقالات".
ووجه منظمو التحركات الاحتجاجية في سوريا دعوات للقيام بمظاهرات سلمية في كل المحافظات السورية، بعد صلاة الجمعة، أطلق عليها "جمعة الشهداء"، وتنطلق من مراكز العبادة باتجاه الساحات الكبرى.
وقال المنظمون، الذين لم يعرّفوا عن أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنها ستستمر على شكل اعتصامات حتى تحقيق المطالب الإصلاحية.