حث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون سوريا يوم الاربعاء على وقف حملتها العسكرية على المحتجين المطالبين بالديمقراطية والاستجابة للدعوات باجراء اصلاحات "قبل فوات الاوان."
وقال بان الذي أشار الى أنه تحدث مع الرئيس السوري بشار الاسد عدة مرات وكان اخرها منذ أربعة أو خمسة أيام ان الاسد لم يف بوعوده بالتغيير.
وقال ان زعماء العالم العربي أمامهم "فرصة لا تتكرر الا كل جيل" لتحقيق طموحات شعوبهم بالحصول على الحريات الاساسية محذرا من أن المكاسب في كل من مصر وتونس لاتزال هشة في ظل الاضطرابات المتجددة بالدولتين.
وقال بان انه يجب السماح بدخول عمال الاغاثة التابعين للامم المتحدة ومراقبي حقوق الانسان الى مدينة درعا بجنوب سوريا مهد الاحتجاجات على حكم الرئيس السوري بشار الاسد فضلا عن مدن أخرى لتقييم الوضع واحتياجات المدنيين.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقد في جنيف "أحث الرئيس الاسد على أن يمتثل لدعوات الشعب للاصلاح والحرية وأن يوقف الاعتقالات الجماعية للمتظاهرين المسالمين ويتعاون مع مراقبي حقوق الانسان."
وقال ناشط حقوقي في حمص ان دبابات الجيش السوري قصفت منطقة سكنية في ثالث أكبر مدينة سورية.
واستجاب الاسد في البداية للاضطرابات التي تعد الاخطر التي يواجهها حكمه المستمر منذ 11 عاما بالتعهد باجراء اصلاحات. وأعطى الجنسية لعدد كبير من الاكراد وفي الشهر الماضي رفع حالة الطواريء المطبقة منذ 48 عاما. لكن الحملة الامنية استمرت.
وقال بان "على الصعيد السياسي مرة أخرى أحثه (الاسد) على الاستماع بمزيد من الاهتمام والحرص والانخراط في حوار شامل مع الشعب."
واستطرد قائلا "مرة أخرى حثثته على اتخاذ اجراءات جريئة وحاسمة قبل فوات الاوان وسأستمر في هذا."
وتقول جماعات سورية حقوقية ان ما يصل الى 800 شخص قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس اذار وتم القاء القبض على مئات اخرين.
وانتقل بان للحديث عن الاوضاع في ليبيا فقال انه تحدث مع رئيس وزرائها البغدادي علي المحمودي يوم الثلاثاء ودعا الى "وقف فوري يمكن التحقق منه لاطلاق النار" ووقف الهجمات على المدنيين.
وأعلنت حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي وقف اطلاق النار عدة مرات لكنها واصلت هجماتها على مدينة مصراتة المحاصرة ومناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
ولم يظهر القذافي علنا منذ 30 ابريل نيسان حين أسفرت غارة جوية شنها حلف شمال الاطلسي على منزله بالعاصمة الليبية عن مقتل اصغر ابنائه وثلاثة من أحفاده.
ولدى سؤال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان ان كان الامين العام للامم المتحدة أثار مع المحمودي مسألة ما اذا كان القذافي حيا قال لرويترز "لم تتم مناقشة هذا... لا نعرف."
وفيما يتعلق بمصر وتونس اللتين شهدتا انتفاضتين أطاحتا برئيسيهما حسني مبارك وزين العابدين بن علي في وقت سابق من العام الحالي قال بان ان "الثورات" تمثل فرصة لتعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان.
وأضاف "هذه الفرصة ثمينة لكنها في نفس الوقت هشة. يجب أن يقوم من صنعوها على رعايتها وأن يتعاملوا معها بحذر. أكدت أن هذه فرصة لا تتكرر الا كل جيل وبالتالي يجب أن نساعدهم."