مذبحة في مصراته ومعارك بالبريقة وروما تدعم المعارضة بالسلاح

تاريخ النشر: 04 أبريل 2011 - 04:27 GMT
روما تدعم المعارضة
روما تدعم المعارضة

قال احد المصابين القادمين من مدينة مصراتة الليبية عقب وصوله لتونس يوم الاثنين ان الجثث ملقاة في شوارع المدينة المحاصرة وان مستشفياتها تكتظ بعدد من المصابين يفوق طاقتها.

ورست سفينة تابعة لمنظمة اطباء بلا حدود الخيرية في ميناء صفاقس التونسي وتحمل 71 مصابا من مصراتة ومن بينهم عدد كبير مصاب بطلقات نارية وكسور في الاطراف وشوهت الحروق وجه احد المصابين تماما.

وقال المهندس عمر بوبكر (41 عاما) الذي اصيب برصاصة في ساقه "ينبغي ان تزور مصراتة لترى المذبحة التي يرتكبها القذافي". وتابع "الجثث في الشوارع.. المستشفى مكتظ. الاطباء يعالجون الناس في الشوارع. لم يعد هناك مكان في المستشفى."

ومصراتة هي معقل المعارضة الكبير الوحيد الباقي في غرب ليبيا ويتعرض منذ اسابيع لهجمات من القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. ولا يمكن التحقق من الروايات الواردة من مصراتة بشكل مستقل نظرا لعدم سماح السلطات الليبية للصحفيين بتغطية الاحداث في المدينة.

وبكى عبد الله المصاب بجروح خطيرة في الحوض والمعدة وبرصاصة في الساق وهو يقول "انظر ماذا فعل القذافي واولاده.. فقط لاننا نحتج سلميا وفق تقرير لرويترز

"قد اموت او احيا لكني افكر في عائلتي واصدقائي في جحيم مصراتة. تصور يستخدمون الدبابات ضد المدنيين. انه (القذافي) مستعد لقتل الجميع هناك."

وينفي المسؤولون الليبيون مهاجمة المدنيين في مصراتة ويقولون انهم يحاربون عصابات مسلحة ترتبط بالقاعدة. وتعهد كثيرون من المصابين الذين وصلوا الى صفاقس بان القتال ضد القذافي سيستمر. ومن بين المصابين وائل علي (25 عاما) الذي يعاني من كسور في ساقيه واحد ذراعيه. ورفع ذراعه السليم بعلامة النصر قائلا " النصر او الشهادة. هذه رسالتنا للقذافي ... لا نخشى الموت من أجل الحرية." وذكر مصاب اخر أن مصراتة تحتاج مساعدة خارجية للصمود امام الهجمات.

وقال "لم يعد بوسعنا أن نفعل اي شيء للتصدي لهذه المذبحة. نطلب من الامريكيين والاوروبيين ارسال قوات على الارض لمساعدتنا على وقف هذه الجرائم... نحتاجكم على الارض لحمايتنا. القذافي مجنون."

واستهدفت الغارات الجوية للطائرات الغربية القوات الحكومية ولكنها لم تستطع حتى الان وقف هجمات كتائب القذافي ويقول سكان المدنية ان قناصة يتمركزون على اسطح المنازل وان كتائب القذافي تطلق قذائف المورتر والمدفعية على المنازل.

ورحب السكان المحليون في صفاقس بالمصابين من مصراتة وقارنوا بين ما يحدث في ليبيا والثورة في تونس في وقت سابق من العام التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وقال هاني من سكان المدينة لرويترز وهو يجلس في مقهي انه سيذهب للتبرع بدمه لمصابين. وقال "هذا اقل ما يمكن ان نفعله لمساعدة اشقائنا لينعموا بالحرية التي نعيشها في تونس."

معارك في البريقة

طرد مقاتلو المعارضة القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي من معظم البريقة الى ضواحي البلدة النفطية الواقعة في شرق البلاد في اطار تقدمهم البطيء صوب الغرب ويلاحقهم القصف في كل خطوة. وخلال الشهر المنصرم تبادلت المعارضة وكتائب القذافي السيطرة على البريقة التي تمتد على مسافة تزيد عن 25 كيلومترا أكثر من مرة مع استمرار القتال بينهما على الطريق الساحلي الذي يفصل بين الشرق الذي تسيطر عليه المعارضة ومعقل القذافي في الغرب. وتحركت المعارضة التي اظهرت تنظيما افضل مما كانت عليه في الاسابيع السابقة بحذر أكبر بمساعدة الضربات الجوية الغربية وتتشبث بمواقعها أكثر من ذي قبل في مواجهة قوات القذافي البرية الافضل تسليحا.

وتحدث يوسف شوادي احد مقاتلي المعارضة من على بعد كيلومترات قليلة من البوابة الغربية للبلدة قائلا "تنتظر قوات القذافي عند البوابة الغربية بالضبط وتطلق قذائف المورتر عند اي تقدم للمعارضة." وتبدو اثار المعارك واضحة حيث شوهدت عشرات الشاحنات الصغيرة والسيارات المحترقة على جانب الطريق الذي يمر بالبلدة ويسمع دوي انفجارات من اتجاه البوابة الغربية ويتصاعد دخان اسود من المنطقة.

وقال مقاتل اخر لم يذكر اسمه "لا زالت (قوات القذافي) قرب البوابة (الغربية) وبعدها. القتال مستمر." وتقدمت قوة من المعارضة من جنود متحمسين رغم ضعف مستوى التدريب الى الغرب بسرعة متخطية بلدة بن جواد على بعد نحو 525 كيلومترا شرقي طرابلس مدعومة بغارات جوية غربية في بداية الاسبوع قبل ان تشن قوات القذافي هجوما مضادا. وبنفس السرعة تقهقرت المعارضة اكثر من 200 كيلومتر في النصف الشرقي من البلاد. ولكن الهجوم الجديد للمعارضة اظهر درجة أعلى من التنظيم مع تقدم ضباط على درجة أعلى من التدريب بصورايخ اثقل

روما تعد المعارضة بالدعم

القت ايطاليا يوم الاثنين بدعمها الكامل وراء المعارضة الليبية واعترفت رسميا بها كممثل شرعي وحيد للبلاد وتعهدت بتزويدها بالسلاح للقتال وبخبراء لاعادة الاعمار.

وقالت ايطاليا المستعمر السابق لليبيا كذلك ان مبادرات من مبعوث للزعيم الليبي معمر القذافي الذي  افر الى بعض العواصم الاوروبية "تفتقر للمصداقية" وطالبت القذافي وعائلته بمغادرة ليبيا. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني للصحفيين بعد اجتماعه مع علي العيساوي عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض المسؤول عن الشؤون الخارجية "قررنا الاعتراف بالمجلس بصفته المحاور السياسي والشرعي الوحيد الذي يمثل ليبيا." وتصريحاته هي اوضح اشارة حتى الان من ايطاليا اقرب حلفاء القذافي في اوروبا في السابق انها تدعم تماما المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض الذي يضم مجموعة متباينة من معارضي القذافي. واضاف فراتيني أنه تحدث مع مسؤولين في اليونان التي زارها نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي لمناقشة انهاء القتال في ليبيا. وقال "هذه المقترحات تفتقر للمصداقية." واضاف انه تحدث مع وزير الخارجية اليوناني الذي قال ان مبعوث القذافي تعهد باحترام وقف اطلاق النار. وتابع "لكن لم يذكر أي شيء بشأن رحيل القذافي وهو احد الشروط .. لذا ليس من الممكن قبول وجهة النظر هذه.

"الحل لمستقبل ليبيا يسبقه شرط بأن يرحل نظام القذافي وان يغادر القذافي نفسه واسرته البلاد."

وتعهد وزير الخارجية بأن تسلح ايطاليا المعارضين اذا احتاجوا السلاح للدفاع عن انفسهم خاصة اذا كان المدنيون في خطر. وايطاليا عضو في التحالف الدولي الذي يشن غارات جوية ضد قوات القذافي. وقال فراتيني "نظرا لانه لا يمكننا (قوات التحالف) القتال على الارض فانه لا يمكن استبعاد مساعدة الاشخاص للدفاع عن انفسهم من خلال تزويدهم بالسلاح وذلك بموجب قرار الامم المتحدة" مضيفا ان غارات التحالف لا تزال ضرورية.

وتابع "سنناقش هذا مع شركائنا لكن من وجهة نظر قانونية بحتة لا يمكن اعتبار (تسليح المعارضين) مناف للقرار." وسعى العيساوي الذي كان يقف الى جوار فراتيني الى اعادة طمأنة ايطاليا على ان الشركات ومن بينها شركة ايني الايطالية العملاقة وهي من اكبر شركات انتاج النفط الاجنبية في ليبيا لن تعاقب من قبل اي حكومة مستقبلية يشكلها المعارضون. واضاف ان الحقوق المشروعة للاجانب والشركات الاجنبية في ليبيا ستحترم.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن