أطلقت قوات الحكومة اليمنية نيران الاسلحة الالية الخميس لمنع احتجاج ضد الرئيس علي عبد الله صالح بمدينة البيضاء شرق صنعاء فقتلت ثلاثة منهم، في الوقت الذي سعت فيه دول الخليج لاحياء محادثات حول نقل السلطة للقضاء على تصاعد العنف.
وقالت مصادر في المعارضة اليمنية وشهود عيان ان مسلحين اطلقوا النار على متظاهرين في مدينة البيضاء، جنوب شرقي صنعاء، ما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة سبعة اخرين بجروح.
واضافت ان "ثلاثة قتلى وسبعة جرحى سقطوا برصاص مسلحين يتمركزون فوق اسطح المباني التابعة لحزب التجمع الحاكم" في مدينة البيضاء (210 كلم جنوب شرق صنعاء)، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.
وتابعت المصادر ان النار اطلقت على "المتظاهرين بينما كانوا يمزقون صورا للرئيس علي عبد الله صالح".
وقال مراسل لرويترز ان قوات الامن مستخدمة مدافع الية وضعت على سيارات عسكرية أطلقت النار في الهواء مما أسفر عن اصابة عشرات المحتجين الذين أقاموا حواجز بامتداد شارع رئيسي في مدينة تعز على بعد 200 كيلومتر الى الجنوب من صنعاء.
ونقل المصابون الى مركز طبي في الساحة التي يعتصم فيها المتظاهرون منذ شهور. وحث الزعماء عبر مكبرات للصوت المحتجين على التوجه الى الطريق الرئيسي لتعزيز المظاهرات بينما استمرت الاشتباكات.
وقال شاهد في مدينة البيضاء بالجنوب ان قوات الامن قتلت بالرصاص اثنين من المحتجين وأصابت سبعة اخرين.
وقال زعيم للمعارضة لرويترز انه من المقرر ان يصل الامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الى صنعاء يوم السبت لمحاولة احياء اتفاق لانهاء الازمة انهار في الشهر الماضي عندما رفض الرئيس صالح التوقيع.
ومضى يقول "أبلغنا الخليجيون أن أمين عام مجلس التعاون (عبد اللطيف الزياني) سيزور صنعاء السبت في محاولة جديدة لاحياء مبادرة انتقال السلطة."
وقلل مسؤول حكومي من احتمالات التوصل الى اتفاق قريبا واكتفى بقوله ان الزياني سيأتي في وقت ما الاسبوع المقبل ليستمع الى اراء مختلفة حول الاتفاق الذي كان من الممكن أن يخرج صالح خلال شهر بعد نحو 33 عاما قضاها في السلطة.
ولم يرد على الفور تعقيب من مجلس التعاون الخليجي لكن الزياني أصدر بيانا يدين فيه العنف في الايام الاخيرة.
وجاء في البيان أن الامين العام ناشد "كافة الاطراف المعنية العودة للمبادرة الخليجية لتسوية الازمة باعتبارها الحل الامثل والافضل للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه اليمن ووقف نزيف الدم وتجنيب البلاد المزيد من التدهور الامني والانقسام السياسي."
وربما يصبح التوصل الى اتفاق أكثر صعوبة مع تصاعد العنف. وقتلت القوات اليمنية 13 محتجا يوم الاربعاء ليصل بذلك اجمالي عدد القتلى الى أكثر من 160 مما يثير مخاوف من انزلاق أوسع نطاقا الى صراع في بلد يملك فيه نصف السكان أسلحة نارية.
ومن المرجح ان تذكي حوادث اراقة الدماء غضب المواطنين قبل يوم الجمعة وهو اليوم الرئيسي التقليدي للاضطرابات اثناء الانتفاضة التي بدأت منذ ثلاثة أشهر ضد الرئيس.
وقال المحتج عبد الكريم محمد "أصبحنا نتوقع كل شيء.. كلما شعر النظام بقرب نهايته كلما زاد العنف ضدنا.. لكننا صامدون ولن نغادر الساحة حتى يرحل."
وأدان الاتحاد الاوروبي عنف ليلة الخميس.
لكن تجمع المعارضة الذي يطلق عليه اللقاء المشترك قال "الصمت العربي والدولي تجاه المجازر التي ارتكبتها سابقا قوات عسكرية وأمنية يديرها أقارب صالح مع مجاميع مسلحة مأجورة هو ضوء أخضر للاستمرار فيها بصورة أفظع من السابق." وناشد المجتمع الدولي اتخاذ اجراءات "حازمة" لوقف هذه الممارسات.
وقال موقع تابع لوزارة الدفاع اليمنية ان صالح يعتزم نشر طلبة من الاكاديمية العسكرية اليمنية لتعزيز قوات الامن التي تواجه احتجاجات واسعة النطاق.
وربما يكون هذا مؤشرا على أن حجم القوات لا يسعفه لاحكام قبضته على الحكم بعد سلسلة من الانشقاقات السياسية والقبلية والعسكرية خلال الاشهر الماضية بما في ذلك انشقاق قائد رفيع بالقوات المسلحة.
ويكثف المحتجون الذين تسببوا في شلل مدينتين يوم الاربعاء من ضغوطهم من خلال محاصرة أو الزحف الى مبان حكومية بعد تزايد احباطهم ازاء عجزهم عن خلع صالح.
وتزايدت اشتباكات متقطعة مؤخرا بين القوات الموالية لصالح وبعض القبائل المؤيدة للاحتجاجات.
وحاصر أفراد قبائل محافظة مأرب المنتجة للنفط والغاز لاسابيع مما تسبب في أزمة للوقود في البلاد وقالت بعض المصادر انها تكلف اليمن ثلاثة ملايين دولار يوميا نتيجة لتوقف الصادرات وهي المصدر الرئيسي لدخل الحكومة.
لكن تلك الضغوط أضرت بالسكان كذلك اذ ان نقص الوقود يعني أن أجزاء من البلاد لم تحصل على شحنات المياه بل ان العاصمة صنعاء تعاني من انقطاع في الكهرباء يصل الى عشر ساعات يوميا.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشدة وزادت أسعاز غاز الطهي أربعة أمثال.
