انتشار الحجاب في أوروبا خلال رمضان

تاريخ النشر: 30 يوليو 2012 - 12:35 GMT
الاقبال على الحجاب يزيد في رمضان
الاقبال على الحجاب يزيد في رمضان

مع بداية شهر رمضان من كل عام ينتشر الحجاب الإسلامي في شوارع المدن والعواصم الأوروبية، وهو الأمر الذي يفسره البعض بحرص المسلمين في تلك البلدان على إظهار السمت الديني والطقوس والشعائر الإسلامية في هذا الشهر الكريم. وربما يميل الكثير من السيدات المسلمات إلى لبس الحجاب في هذا الشهر خصيصاً للتعريف بخصوصية الشهر الفضيل، كما أنها رسالة للمجتمعات الأوروبية والغربية بشكل عام تفيد بأن هناك حالة من الالتزام الديني قد بدأت، وهي حالة تظهر كل عام في هذا الشهر، ويلتفت إليها غير المسلمين في تلك الدول مع إدراكهم بأن شهر الصيام قد حلَّ بالنسبة للمسلمين، لا سيما مع ازدحام الشوارع بالمصلين أمام المساجد في صلاة التراويح والفجر.

ورغم حالة الإسلاموفوبيا التي تجتاح البلدان الأوروبية، إلا أن المسلمين هناك يتعمدون القيام بكامل طقوسهم وشعائرهم على الملأ في شهر رمضان، ومنها بطبيعة الحال لبس المرأة للحجاب، الذي يؤرق كثيراً من المتطرفين في الغرب. يُذكر أن ظاهرة العداء للحجاب الإسلامي قد بدأت تتنامى في المجتمعات الغربية لأنه يعطي دلالات كمية وكيفية عن النمو الإسلامي في الغرب، فالإسلام يتحرّك في الواقع الغربي بمظاهر عدة أبرزها الحجاب والمدارس الإسلامية والمساجد والجمعيات الإسلامية.

وتشير العديد من الدراسات الدولية إلى مدى القلق الغربي من انتشار الإسلام حتى أن أحد الكتَّاب ألَّف كتاباً أصدر فيه صيحات تحذير من أن أوروبا بعد خمسين عاماً ستصبح قارة مسلمة وأن المسلمين سيصبحون أغلبية. ويخشى الغربيون أن تكون فريضة الحجاب المنتشرة في أوروبا والتي يلتزم بها المحجبات المسلمات منطلقاً باتجاه تكريس الفرائض الإسلامية الأخرى، وهو ما تخشاه أوروبا وبدأت الكنائس تدقّ لأجله نواقيس الخطر في أوروبا، كما أن وجود المرأة المسلمة ينبئ عن أبناء ملتزمين ومحافظين على قيمهّم الدينية ومبادئهم الإسلامية، وهو الأمر الذي لا يقبله الغرب، ويعتبره تحدياً لقيمه ومبادئه، كما أنه يؤكد من جهة أخرى أن الحضارة الغربية وإن نجحت عسكرياً في إخضاع الحكومات والسلطات في البلدان الإسلامية فإنها فشلت في هزيمة قيم ومبادئ الشخصية الإسلامية في أي مكان كان.

ويعد الحجاب من وجهة نظر الغربيين عائقاً اقتصادياً، فهو من جهة يضرب منظومة القيم الاقتصادية الأوروبية القائمة على المادة والمتعة، ومن جهة أخرى فإن المرأة الأوروبية في حد ذاتها سلعة في جسدها وزينتها وملابسها، ومعنى أن ينتشر الحجاب فإن هذا يعد حرماناً لتلك الشركات التي تقوم على جعل المرأة سلعة.