مدفع الإفطار أو «مدفع رمضان» بات من الموروثات التاريخية التي تراكمت عبر السنوات الطوال في قطر والدول العربية وحتى بعض الدول الإسلامية التي حرصت على مثل هذه الطقوس الرمضانية السنوية مع أذان المغرب موعد إفطار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حيث يعد مدفع الإفطار مظهراً من مظاهر شهر رمضان المبارك، فقد ارتبط اسمه بالشهر الكريم وروحانياته، كما يحكي المدفع رغم تغير صوته وشكله ومكان نصبه مع مر السنين ذكريات قديمة يستمتع بها الأهالي باسترجاعها بين الحين والآخر ففيها للبعض ذكريات الطفولة والصبا والزمن الجميل وللجيل الحالي ذكرى وموروث.
وإذا كانت الدول العربية تعرف مدفع رمضان وتتوارثه منذ مئات السنين حيث اعتاد الجميع على انتظار صوت إطلاق المدفع إيذانا بدخول الوقت الشرعي للإفطار فإن التاريخ يؤكد أن العاصمة المصرية القاهرة هي أول مدينة في العالم يطلق فيها مدفع الإفطار ثم انتقلت هذه العادة إلى مدن مثل القدس ودمشق وبغداد وسائر الدول العربية ومنها قطر الحبيبة. ولمن لا يعرف فإن قطر وكل الدول العربية والإسلامية تقريبا تحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك بإطلاق عدد من طلقات المدفع وكذلك الحال عند رؤية هلال شوال احتفالا بعيد الفطر السعيد حيث تطلق قذائف المدفع احتفاء بانتهاء شهر الصيام إضافة إلى إطلاقه للإفطار وعند موعد الإمساك كل يوم في رمضان.
وكم كنا ونحن صغار نشتاق إلى صوت المدفع مساء كل يوم في رمضان ولكن الجيل الحالي وما يشاهده من حروب واقتتال ودمار في مختلف بقاع الأرض لا نعتقد أنه بات يستسيغ صوت مدفع الإفطار خاصة أن إخوانا لهم في دول عربية وإسلامية لا يعرفون على أي صوت يفطرون وهم صمت أذانهم من دوي المدافع ليل نهار ولذلك علينا أن نرفع أيدينا ونمدها إلى عنان السماء شكرا لله على نعمة الأمن والأمان في بلادنا وكل عام والجميع بألف خير.
