تشهد منطقة معزولة من الصحراء الأردنية على طريق عمان-بغداد الدولي إقامة مخيم جديد للاجئين السوريين الفارين من الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم منذ حوالي 22 شهرا. وعلى عكس مخيم الزعتري في محافظة المفرق الأردنية؛ فإن هذا المخيم المزمع افتتاحه يوم غدٍ الأربعاء يبدو وكأنه في طريقه إلى أن يصبح مخيما دائمًا وليس مؤقتًا.
شهدت الأيام القليلة الماضية تدفقًا لأعداد غير مسبوقة من اللاجئين السوريين إلى الأردن. ولذا تعمل منظمات الإغاثة جاهدة على إنهاء العمل في المخيم الجديد في محاولة لحل هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة. ويحمل المخيم الجديد اسم "مريجب الفهود" ويقع شرق مدينة الزرقاء على بعد 25 كيلومترًا إلى الشمال من العاصمة الأردنية عمّان.
تحيط الأسلاك الشائكة التي يبلغ ارتفاعها المترين بالمخيم الذي تشرف دولة الإمارات العربية المتحدة على تمويله حتى هذه اللحظة. ويبعد مخيم مريجب الفهود مسافة لا بأس بها عن مخيم الزعتري للاجئين السوريين والذي يقع على مسافة 60 كيلومترًا من المخيم الجديد. وفيما تملأ خيام اللاجئين مخيم الزعتري؛ فإن المخيم الجديد سيوفر لساكنيه الكرافانات والمدارس والمطابخ الجماعية إضافة إلى الطرق المسفلتة.
ووفقًا لتصريحات أدلت بها ميليسا فلمنيج المتحدثة باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين يوم الجمعة الماضي، فمن المخطط أن يستوعب مخيم "مريجب الفهود" 5 آلاف لاجئ في مرحلته الأولى، بينما توجذ خطة لزيادة هذا العدد إلى نحو 30 ألف لاجئ في المراحل التالية.
وكان مدير المشروع -الذي فضل إبقاء اسمه مجهولا- قد رد على سؤال بخصوص الأشخاص الذين سيختارون القدوم إلى المخيم الجديد الذي يحوي ظروفًا معيشية أفضل من سلفه الزعتري بالقول: "إنها العائلات التي تعاني ظروفًا صعبة وهي بحاجة للمساعدة".
وستحصل كل عائلة على كرافان خاص بها وسط مجموعة أخرى من الكرافانات المنتظمة في صفوف مرتبة والتي تتبع لمواصفات صارمة وضعها الجيش الأردني الذي أشرف على تصميم الموقع.
وأعرب مدير المشروع أثناء جولتنا في الموقع عن أمله بأن يتمكن السوريون من العودة إلى بلادهم في وقت قريب: "ربما في الصيف إن شاء الله" إلا أن المرافق المدرسية والتجهيزات المتوفرة لا تعطي هذا الانطباع، فمن الواضح أن وكالات الإغاثة والحكومة الأردنية تخططان لاستضافة العائلات السورية لفترة أطول من الزمن.
والمخيم الجديد مجهز أيضا لاستضافة مئات الأطفال السوريين الذين لا مرافق لهم في هنجرين تبلغ مساحة كل واحد منهما 400 متر مربع. وفيما يشكل الأطفال نصف عدد اللاجئين في مخيم الزعتري مما يشكل ضغطًا على موارد المخيم فإن المخيم الجديد يبدو جاهزًا بشكل مبدئي للتغلب على هذه العقبة.
بالنظر إلى معدل تدفق اللاجئين السوريين الحالي إلى الأردن، فربما تبرز الحاجة إلى استحداث مخيم كهذا كل يومين لمواكبة هذه الحالة. وعلى الرغم من ذلك فقد استغرقت إقامة مخيم "مريجب الفهود" نحو 3 أشهر ذهب اثنان منهما لأعمال الإنشاء فيما نتج الشهر الثالث بسبب عدم توفر التمويل اللازم.
وبحسب مدير المشروع فقد "بلغت كلفة المشروع نحو 6 ملايين دينار أردني أي ما يقارب 10 ملايين دولار أمريكي وهي الكلفة الأرخص للمشروع ذلك أن المخطط الأصلي كان يتوافر على 10 ملايين دينار (14 مليون دولار أمريكي) إلا أنه قد طُلب إلينا تخفيض التكاليف وهذا ما حدث".
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد قالت بأن نحو 30 ألف لاجئ سوري قد دخلوا الأراضي الأردنية منذ بداية العام 2013. أما الحكومة الأردنية فصرحت بأن هناك ما يزيد على 300 ألف لاجئ سوري في الأردن يسكن معظمهم في القرى والمدن الحدودية القريبة من سوريا.
وكان الملك الأردني عبدالله الثاني قد حث المجتمع الدولي في كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يوم الجمعة الماضية على تقديم المزيد من التبرعات لمساعدة بلاده على التعامل مع وضع اللاجئين السوريين في ظل المشاكل الاقتصادية الذي يعاني منها الأردن.
إضافة إلى ذلك؛ يعتقد بأن عشرات الآلاف من اللاجئين لا يزالون ينتظرون عبور الحدود الأردنية السورية. وقالت شائعات بأنه قد تم إغلاق الحدود يوم الأربعاء الماضي إثر محاولة 6 آلاف لاجئ الدخول إلى الأراضي الأردنية. وقد شدد أحد العاملين في الإغاثة بأن هذا الإغلاق ضروري لتنظيم تدفق اللاجئين إلى البلاد.
وكانت الحكومة الأردنية قد صرحت في أوائل كانون الثاني بأنها ستنظر في موضوع إغلاق الحدود في حال سقوط نظام بشار الأسد في دمشق مما قد يسبب زيادة غير مسبوقة في أعداد اللاجئين حال وقوعه.
ماثيو وودكرافت وسالم الحسيني