قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي الاثنين، ان تل ابيب تدرس صفقة يتم بموجبها تمديد تجميد الاستيطان ثلاثة اشهر مقابل اطلاق الولايات المتحدة سراح الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد.
وحكم بولارد بالسجن مدى الحياة بعد ادانته عام 1986 بالتجسس لصالح اسرائيل مستغلا وظيفته كمحلل في استخبارات مدني في البحرية الاميركية.
ووفقا لما اوردته صحيفة "جيروزاليم بوست" عن الاذاعة، فقد ابلغت مصادر اسرائيلية مصادر اميركية بهذا العرض، لكن لم يعرف بعد رد واشنطن عليه. كما ان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اجاب بانه ليس على علم بهذا الامر، واكد ان مهلة تجميد الاستيطان ستنتهي في موعدها المقرر في 26 ايلول/سبتمبر الجاري.
وقالت الاذاعة الاسرائيلية الاحد ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز سيحاول اقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعدم نسف المفاوضات المباشرة فور انتهاء سريان مفعول قرار تجميد بناء المستوطنات.
واوضحت الاذاعة ان بيريز سيعقد اجتماعا مع رئيس السلطة الفلسطينية في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها انه لم يتم حتى الان ايجاد صيغة حل وسط بشان تجميد البناء في المستوطنات.
وتوجه الرئيس الاسرائيلي ووزير الدفاع ايهود باراك الاحد الى الولايات المتحدة، على ان يصل اليها ايضا رئيس السلطة الفلسطينية.
وتاتي هذه الزيارات فيما تتعثر المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين التي استؤنفت برعاية الولايات المتحدة بسبب مواصلة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة.
وغادر بيريز اسرائيل بعيد منتصف الليل في زيارة للولايات المتحدة تستمر اربعة ايام وتتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وبعد بضع ساعات، غادر باراك بدوره اسرائيل.
وتستمر زيارة باراك خمسة ايام يلتقي خلالها مسؤولين اميركيين كبارا في واشنطن وخصوصا نظيره الاميركي روبرت غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وفق وزارة الدفاع.
من جهته، سيغادر محمود عباس الموجود في عمان مساء الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه في عمان قبيل توجه عباس الى المطار "سيشارك الرئيس عباس في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة السنوية وسيلتقي عددا كبيرا من الرؤساء والملوك والزعماء الدوليين".
واوضح ان عباس "سيلقي كلمة هامة امام الحضور عن عملية السلام وعن الجهود المبذولة لتحريك العملية السلمية في شكل يضمن انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية الذي بدأ العام 1967 وبما يضمن اقامة دولة فلسطينية مستقلة على هذه الاراضي عاصمتها القدس الشرقية".
وكانت صحيفة القدس الفلسطينية قد ذكرت السبت ان عباس سيلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما في نيويورك الخميس المقبل.
من جهته، اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الاخير لا ينوي التوجه الى الولايات المتحدة هذا الاسبوع.
ولم يوضح المكتب ما اذا كان نتانياهو سيلتقي عباس قبل انتهاء فترة التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية مع نهاية ايلول/سبتمبر الجاري.
وترفض اسرائيل تمديد قرار تجميد الاستيطان رغم الضغوط الاميركية وتحذير الفلسطينيين من ان استئناف الاستيطان سيدفعهم الى الانسحاب من المفاوضات المباشرة.
وقال نتانياهو متوجها الى وزراء حزبه الليكود (يمين) بعد الاجتماع الاسبوعي للحكومة "ما يمكنني قوله بشان التجميد هو انه لا تغيير في موقفنا".
ومع اقراره "بضغوط ضخمة" بشان تجميد الاستيطان، اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاحد انه "يعود للمسؤولين دور مقاومة هذه الضغوط".
وتساءل زعيم حزب اسرائيل بيتنا المتشدد "اذا لم نكن قادرين على مقاومة الضغط بشان مسالة بسيطة نسبيا مثل البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، فكيف يمكننا الدفاع عن مصالحنا القومية الاخرى؟".
واعلن مسؤول اسرائيلي رافضا الكشف عن هويته ان كبار "المفاوضين سيلتقون هذا الاسبوع في الولايات المتحدة لتنظيم المباحثات المقبلة على مستوى عال"، من دون المزيد من التوضيحات.
والاحد اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد عن املها في تمديد قرار تجميد البناء في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية الذي ينتهي العمل به في غضون اسبوع.
وردا على سؤال لشبكة ايه بي سي التلفزيونية عما اذا كانت تعتقد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سيمدد قرار تجميد البناء لمدة عشرة اشهر بعد 26 ايلول/سبتمبر، اجابت كلينتون "هذا بالتاكيد ما نامله".
واضافت كلينتون ان التجميد الساري المفعول كان لوقت محدد، و"محادثات (السلام) بدات للتو". وقالت "اننا نعمل بجهد للتاكد من المحافظة على جو مؤات لافكار بناءة".
وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، سيوضح بيريز الاثنين اثناء خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة لماذا لا يمكن لنتانياهو تمديد قرار تجميد الاستيطان.
وسيجري ايضا محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي سلام فياض اثناء مؤتمر ينظمه الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون والذي سيشارك فيه باراك ايضا.