الرئيس الروسي ميدفيدوف إلى الجزائر.. ترسيخ لشراكة عمرها نصف قرن

تاريخ النشر: 02 نوفمبر 2010 - 10:53 GMT
algeria
algeria

منذ زيارة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين إلى الجزائر في العام2006 وحتى جولة الرئيس ديمتري مدفيديف أخيرا،  تلقت العلاقات الجزائرية - الروسية دفعة قوية نحو الأمام.
ولم يخل الأمر من أزمات أحيانا، كان  بينها عندما رفضت الجزائر إستلام طائرات روسية من طراز "ميغ 29" لأنها  "لم تلب المواصفات العسكرية الجزائرية" كما بررت الجزائر موقفها في ذلك الحين. واستمرت تداعيات هذه الأزمة، عندما أوقفت روسيا تسليم مقاتلات "سوخوي30" بسبب عدم الدفع. حتى أن بعض المحللين اعتبروا  أن الأزمة مصطنعة، وأثيرت تحت تأثير الضغط الفرنسي على الجزائر، لأن فرنسا كانت تأمل بأن تبيع مقاتلاتها "رافال" وتزيد نفوذها في المنطقة.

ومع ذلك، لازال لدى الجزائر أوراق مهمة، فهي تعتبر ثاني دولة بعد نيجيريا في إنتاج الغاز الطبيعي في القارة ولديها احتياطي ضخم يعادل 4,550 مليار م3 وهي تعتبر شريكا مهما للروس.
وبحسب "أنباء موسكو" فأن الشركات الروسية بدأت بمد أنابيب الغاز من جنوب الجزائر إلى شارشال، وبالإضافة إلى ذلك فإن "روس نفط" وهي شركة روسية متخصصة في الحفر والتنقيب البيولوجي وتستكشف حقل نفط ضخم في صحراء الجزائر الكبرى. كما أن شركة "لوك اويل" النفطية العملاقة  مهتمة بمشاريع النفط والغاز في المنطقة.
إن أهمية الجزائر المرتبطة بقطاع النفط والغاز قد تم التأكيد عليها من خلال تشكيل المجلس الجزائري - الروسي؛ فقد أثار الاجتماع المنعقد في العام2008 بتوقيع مذكرة التفاهم بين البلدين قلقاً في أوروبا نتيجة المخاوف من الاحتكار والسيطرة على السعر المتعلقة بالتصدير إلى أوروبا من مورديهم الرئيسيين للغاز الطبيعي المعروض.
كما أنّ روســـيا أيضاً حريصة على ان تستكشف مصادر الفوسفات المحتملة في الجزائر من خلال مصنع لإنتاج النتروجين والفوسفات هناك.
بالتأكيد أن لدى روسيا والجزائر تاريخ من علاقات التعاون  واوردت " أنباء موسكو" أمثلة على ذلك، فمنذ الاعتراف الروسي بالجزائر كدولة ذات سيادة في العام1962 نشط  الخبراء السوفييت في تطوير الاقتصاد الجزائري والمشاريع المشتركة مثل مصنع الحجار للفولاذ والحديد في عنابة والمحطة الكهربائية الحرارية في جيجل وسد بني زيد وخط أنبوب الغاز الرار مسعود، هذا بالإضافة إلى الطلاب الجزائريين الذين تخرجون من الجامعات السوفييتية والروسية فإن العلاقات التي تربط بين هاتين القوتين أصبحت أقوى وبشكل مريح ومتبادل.