نفى مسؤول في هيئة السكك الحديدية في السعودية الأربعاء تقارير إعلامية حول منح كونسرسيوم شركات إسبانية مشروع تشييد خط سكك الحديد بين جدة والمدينة المنورة ومكة المكرمة الذي تزيد قيمته عن سبعة مليارات يورو. وقال نديم شحادة لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي "لم يتم منح عقد تشييد سكة القطار إلى الائتلاف الاسباني"، ورفض الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وقد أعلنت صحف إسبانية ان كونسرسيوم يضم "رنفي" و"تالغو" و"اديف" و"او اتش ال" وغيرها حصل على العقد. بدورها، نقلت تقارير صحفية عن سفير إسبانيا لدى المملكة بابلو برافو قوله أن "هيئة السكك الحديد السعودية وجهت دعوة إلى الائتلاف لزيارة مقرها في الدمام الشهر المقبل لمناقشة التفاصيل التقنية المتعلقة بشبكة القطار". ورفض السفير تأكيد أو نفي الحصول على العقود، وقال أن إسبانيا أصبحت بين الأوائل في العالم في مجال شبكات القطار السريع خصوصاً وأن لديها الشبكة الأطول في أوروبا حالياً. ويبدو أن حمى التنافس للفوز بالعقد المهم أدت إلى تخفيض قيمته من حوالي عشرة مليارات يورو في البداية إلى سبعة مليارات.
وكانت مجموعة شركات فرنسية-سعودية تضم "الستوم" و"اس ان سي اف" (السكك الحديد الفرنسية) وأخرى تضم شركات إسبانية تقدمت بعروض لتنفيذ مشروع القطار السريع بين جدة والمدينة المنورة ومكة المكرمة. وقد تنافست خمس مجموعات على الأقل وضمنها شركات ألمانية وصينية وكورية جنوبية على الفوز بمشروع قطار "الحرمين" السريع البالغ طوله 450 كلم.
وسيساعد خط القطار السريع في نقل الحجاج بين المدن الثلاث في موسم الحج السنوي الذي تستقبل خلاله السعودية نحو 2,5 مليون مسلم من كافة أنحاء العالم. وتضم إحدى المجموعتين التي بقيت في السباق شركة "الراجحي" السعودية و"التسوم" و"اس ان سي اف"، فيما تتشكل الأخرى من شركات إسبانية إلى جانب مجموعة "الروسان" السعودية. وستقدم المجموعة الفائزة العربات وتضمن صيانة الخط السريع طوال 12 عاماً.
وتبدأ المحطات الأولى للقطار داخل مكة، ثم يمر القطار بثلاث محطات في مشعر عرفات ومثلها في مشعر مزدلفة ثم أول مشعر منى ووسطه وتكون المحطة الأخيرة عند الدور الرابع بجسر الجمرات، ويتميز القطار بالسرعة والارتفاع عن الأرض ويقوم على أعمدة أحادية وسط الشارع ويتميز أيضاً بقربه للمشاة والمحطة، بالإضافة إلى أن المسار يتفادى تأثيره على المخيمات وتم مراعاة عدم تكدس الحجاج ومراعاة طبوغرافية الأرض لتقليل الارتفاعات والانخفاضات، وسيعمل بنسبة 37% من طاقته وقدرته الاستيعابيه.
وسيعمل في المشروع 5,000 عامل صيني يتناوبون على العمل 24 ساعة ويعد مشروعاً هاماً إذ سيغني القطار عن استخدام 12,000 حافلة في الحج وسيستوعب نقل مليونين راكب وهذا الكم المهول من الركاب الذي يستوعبه القطار سيجنب مكة المكرمة ظاهرة الزحام بعد أن عانت مكة من الزحام لـ 100 عام.
وبعد الانتهاء من الأعمال الإنشائية ستكون مكة المكرمة أول مدينة سعودية يدخل القطار في وسائل النقل الرئيسية لها، ولكن التحدي الرئيسي الذي يواجه إنشاء القطار هو مجاري السيول والأودية والجبال والتي أعدت الشركة الصينية لها قسم ليبحث تلك المشكلة. والشركة الصينية القائمة على تنفيذ المشروع حالياً هي شركة سكة الحديد الصينية المحدودة.
المصدر: موقع نقودي.كوم