قرر الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر عدم اعادة "جيش المهدي" التابع له الى العمل حتى لو لم تنسحب القوات الاميركية من البلاد في نهاية العام الجاري وذلك بسبب "ازدياد المفاسد بين صفوفه".
وقال الصدر في بيان بثه على موقعه الالكتروني السبت "ما يزيدني حزنا والما واسى ان ارى ان المفاسد قد زادت مرة اخرى بين صفوف من يدعون انهم منتمون الى جيش المهدي".
واضاف "اجد ان السبب في ذلك هو ما قلته من رفع تجميد جيش المهدي اذا لم ينسحب الاحتلال".
وكان الصدر هدد في نيسان/ابريل الماضي، باعادة تفعيل جيش المهدي، الجناح المسلح للتيار الصدري الذي خاض معارك ضارية ضد الاميركيين في 2004، اذا لم تنسحب القوات الاميركية في الموعد المحدد، وذلك بعد ان كان جمد انشطة هذه الميليشيا الشيعية في اب/اغسطس 2008 اثر مواجهات دامية مع قوات الامن العراقية.
واضاف الصدر "بعد ذلك كله اي ما صدر او سيصدر ممن في صفوفه منخرطون (جيش المهدي)، اجعل العمل العسكري منحصرا ب+لواء اليوم الموعود+ فقط في حال عدم انسحاب الاحتلال من ارض العراق".
وقد شكل الزعيم الشيعي عام 2008، لواء "اليوم الموعود" كقوة سرية منتخبة من عناصر جيش المهدي لمقاتلة القوات الاميركية.
وشدد الصدر على ان "تجميد جيش المهدي سيبقى ساريا حتى في حال عدم انسحاب الاحتلال".
وكان الصدر يامل ان يظهر عناصره بمظهر جديد لكنه قال في البيان "لا امل في الكثير من المنتمين له مع اعتزازي بالمخلصين والمؤمنيين الشجعان" الاخرين.
واضاف مخاطبا انصاره "لو انكم اعنتموني بورع واجتهاد وعفة وسداد لانتصرنا على العدو ولكن فيكم من هم من الشيطان ينهلون ومن الشهوات يغرفون فتبا لهم".
وتاتي تصريحات الصدر اثر اعتداء عناصر في جيش المهدي على احدى العائلات في حي الامين (شرق) اسفرت عن مقتل شخص واصابة اخر بجروح.
ووجهة الصدر اعتذار الى اهالي الضحايا وقال "اعلن براتي من كل من يعمل سوءا ويدعي الانتماء لي".
ويرى البنتاغون ان جيش المهدي الذي يقدر عدد عناصره بستين الف من مصادر التهديد الرئيسية للعملية الديمقراطية في البلاد.
واتهم الجيش الاميركي اخيرا طهران بدعم ثلاثة فصائل شيعية مسلحة هي "عصائب اهل الحق" و"كتائب حزب الله" و"لواء اليوم الموعود" الذي يقوده مقتدى الصدر.
وقال رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن الخميس ان "ايران تدعم بشكل مباشر الفصائل المتطرفة التي تقتل قواتنا".
واضاف مولن خلال غداء في البنتاغون مع صحافيين ان كميات الاسلحة الايرانية التي تدخل العراق "كبيرة جدا" موضحا انها تشتمل على "اسلحة متطورة".
وشهد حزيران/يونيو الماضي مقتل 14 جنديا اميركيا ما يجعله الشهر الاكثر دموية بالنسبة الى القوات الاميركية منذ حزيران/يونيو 2008 حين قتل 23 جنديا.
يشار الى ان الصدر كان غاب عن الانظار لاربعة سنوات للتفرغ لدراسته الحوزوية قبل ان يعود الى العراق لاول مرة العام الجاري.
