ذكرت صحيفة إسرائيلية الأحد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري محادثات سرية مع الإدارة الأمريكية يطالب من خلالها برزمة مكافآت أميركية كبيرة أكثر من تلك التي تم النشر عنها الأسبوع الماضي مقابل موافقته على تجميد البناء الاستيطاني لمدة شهرين.
ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن مقربين من نتنياهو قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يطالب الإدارة الأميركية بمنح إسرائيل مكافآت كبيرة كي لا يتمكن وزراء يمينيون متشددون في حكومته من معارضة اتخاذ قرار لتمديد التجميد مقابل الحصول عليها.
وأضاف المقربون أن نتنياهو وضع ثلاثة شروط أمام الإدارة الأميركية لتمديد التجميد لمدة شهرين وهي: منح إسرائيل رزمة مكافآت كبيرة، وتعهد أمريكي بعدم مطالبة إسرائيل بتمديد التجميد لأكثر من شهرين، وموافقة وزراء هيئة (السباعية) والحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) في إسرائيل على التفاهمات التي يتم التوصل مع الإدارة الأمريكية.
ووفقا للمقربين فإنه إذا قدم الأمريكيون اقتراحا هاما ورزمة مكافآت لا يمكن رفضها فإنه سيكون بإمكان نتنياهو عبور عقبة الكابينيت، ونتنياهو يعرف أنه إذا أحضر انجازا هاما لإسرائيل فإن (الوزراء الأعضاء في السباعية) بيني بيغن وموشيه يعلون وافيغدور ليبرمان لن يعارضوا اتخاذ قرار بتمديد تجميد البناء الاستيطاني.
لكن تدقيقا أجرته الصحيفة أظهر أن 15 وزيرا يشكلون نصف عدد الوزراء في حكومة نتنياهو يعارضون تمديد التجميد وبينهم وزراء أحزاب (إسرائيل بيتنا) و(شاس) و(البيت اليهودي) و5 وزراء من حزب الليكود هم بيني بيغن وموشيه يعلون وسيلفان شالوم ويولي إدلشتاين ويوسي بيلد.
وهناك 8 وزراء يعتبرون كمؤيدين لتمديد تجميد البناء الاستيطاني بينهم نتنياهو نفسه و7 وزراء بالإمكان إقناعهم بتأييد التجميد وجميعهم من حزب الليكود.
ويهدد وزراء من حزب العمل بأنه في حال انهيار العملية السياسية فإن الحزب سينسحب من التحالف الحكومي.
وقالت (يديعوت أحرونوت) أنه يشارك في المفاوضات السرية مع الإدارة الأميركية مبعوث نتنياهو الخاص المحامي يتسحاق مولخو ووزير الدفاع إيهود باراك.
وفي هذه الأثناء طلب نتنياهو من الوزراء في حكومته عدم إطلاق تصريحات حول المفاوضات وخصوصا بعد إعلان الفلسطينيين السبت عن وقف المفاوضات في أعقاب استئناف إسرائيل الأسبوع الماضي لأعمال البناء الاستيطاني.
ودعا نتنياهو وباراك الفلسطينيين السبت إلى التراجع عن قرار وقف المفاوضات فيما دعت رئيسة المعارضة الإسرائيلية وحزب كديما، تسيبي ليفني، نتنياهو إلى اتخاذ القرارات الصحيحة التي من شأنها منع نسف المفاوضات.
عباس يرفض اجتماع ثلاثي ومصر تؤيد
في ذات الشأن، كشف النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي أنَّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفض أول أمس اقتراحاً بعقد اجتماع ثلاثي إسرائيلي - فلسطيني - أميركي بسبب ملف الاستيطان، وقال في سياق حديث إذاعي إنَّ الفلسطينيين وافقوا في حينه على التفاوض مع حكومة أولمرت السابقة رغم استمرار البناء في المستوطنات كون المفاوضات قد انصبت حول خطوط 67.
هذا وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أن مصر أبلغت المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل انها تؤيد الموقف الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل قبل توقفها عن بناء المستوطنات.
وقال زكي في تصريح نشر الأحد إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير جهاز المخابرات عمر سليمان نقلا الموقف المصري إلى ميتشل في لقاء مساء أمس السبت.
وأضاف زكي إن المسؤولين أبلغا ميتشل بتأييد مصر للموقف الفلسطيني بشأن الربط بين الاستمرار في التفاوض من جانب وضرورة وقف إسرائيل لأنشطتها الاستيطانية من جانب آخر.
وأشار المتحدث إلى أن مصر تتطلع إلى مناقشة الموضوع من كافة جوانبه في اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية المقرر عقده في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.