من المقرر ان يدعو قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 في ختام اجتماع قمتهم التي ستعقد الخميس في بروكسل إسرائيل إلى تمديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية الذي ينتهي العمل به نهاية الشهر الحالي، نظرا لأهميته في إنجاح مفاوضات السلام.
على صعيد متصل نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" يوم الخميس 16 سبتمبر/أيلول عن مصادر فلسطينية واسرائيلية ان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تدير المفاوضات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزارء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، طرحت عليهما اقتراحا جديدا لإزالة عقبة الاستيطان أمام المفاوضات، ينص على تمديد فترة تجميد البناءالاستيطاني لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
وينص الاقتراح على أن تقرر حكومة إسرائيل تمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني في القدس وفي مستوطنات الضفة الغربية التي ستنتهي في 26 سبتمبر/أيلول الحالي لمدة ثلاثة اشهر أخرى، أي حتى نهاية العام الحالي، على أن يتعهد الطرفان بإنهاء المفاوضات حول مسألة الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية خلال هذه الفترة.
وأوضحت الصحيفة أن اقتراح كلينتون جاء يوم الأربعاء خلال اجتماعها مع عباس ونتانياهو في القدس. وقد قبل عباس الاقتراح، لكن نتانياهو يتردد في قبوله.
وحسبما ترى كلينتون فإنه عندما تكون الحدود واضحة ومتفقا عليها بين الطرفين يصبح واضحا أن إسرائيل تستطيع البناء في المستوطنات التي ستضم إليها، ولا تستطيع البناء في المستوطنات المفترض إخلاؤها بموجب اتفاق السلام.
وحسب مصادر أمريكية مقربة من وفد كلينتون فإن الجانب الأمريكي يعتقد أن هذا الاقتراح هو أفضل وسيلة لتجاوز عقبة الاستيطان ومنع انفجار المفاوضات.
ومن جانبها قالت مصادر فلسطينية أن نتانياهو أكد لعباس خلال اجتماعهما بالقدس أن اسرائيل ستستأنف أعمال البناء في مستوطناتها بالضفة الغربية نهاية الشهر الجاري. ورد عباس بالتأكيد على أن الفلسطينيين سيخرجون من المفاوضات المباشرة في حال استئناف الاستيطان
ويعتزم القادة الأوربيون في المسودة التي سيقرونها وفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، دعوة الجانبين إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس وتجنب القيام بأي أعمال من شأنها أن تؤثر سلبا على تقدم المفاوضات بينهما.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن الاتحاد الأوروبي يرى في هذا الإطار، أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي، وتأتي دعوته إلى تجميد الأنشطة الاستيطانية من أجل ضمان استمرار مفاوضات السلام بطريقة بناءة.
ويتناول القرار مستوطنات الضفة الغربية التي يقطنها نحو 300 ألف مستوطن إسرائيلي، لكنه لا يشمل أشغال التوسيع التي بدأت قبل القرار، ولا بناء أبنية عامة مثل المدارس والكنس.
وتأتي مطالبة الاتحاد في الوقت الذي يجتمع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في القدس لمواصلة محادثات السلام المباشرة.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قد أصدر قرارا تحت ضغط واشنطن بتجميد البناء في المستوطنات اليهودية لمدة 10 أشهر ينتهي العمل به في الـ26 من الشهر الحالي، وتقول الولايات المتحدة إن تمديد قرار تجميد الاستيطان بات ضروريا لاستمرار مفاوضات السلام التي استؤنفت أخيرا في الثاني من سبتمبر/أيلول الحالي في العاصمة الأميركية واشنطن.
وكان نتانياهو قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر أن إسرائيل لن تمدد العمل بقرار تجميد المستوطنات بعد انتهاء فترة تجميده الجزئي، بينما ترهن السلطة الفلسطينية المفاوضات بوقف كامل الأنشطة الاستيطانية.