قال مبعوث الولايات المتحدة للشرق الاوسط جورج ميتشل الاربعاء ان الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني يبحثان القضايا الجوهرية في إطار مفاوضات السلام وان الولايات المتحدة متحمسة لاحتمالات إبرام اتفاق.
وأضاف ميتشل للصحفيين بعدما اجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في القدس "لقد بدأ بحث القضايا... التي تقع في محور الصراع الاسرائيلي الفلسطيني."
وتابع "أقول ان الزعيمين لن يتركا القضايا الصعبة حتى نهاية المناقشات... ونعتبر هذا مؤشرا قويا على إيمانهما بأن السلام ممكن."
واستقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي الرئيس الفلسطيني في منزله يوم الاربعاء لبحث اتفاق سلام ولكن لم يعط مؤشرات على إحراز تقدم في كسر الجمود في مسألة النشاط الاستيطاني.
وتوسطت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون المشهد يوم الأربعاء فيما تصافح الزعيمان في مستهل اجتماع أعقب جولة من المفاوضات في مصر يوم الثلاثاء.
وسئل نتنياهو عما اذا كان هناك تقدم فقال للصحفيين "نحن نعمل من أجل ذلك.. هناك الكثير من العمل. وأنا سعيد بأني حظيت بفرصة استقبال الرئيس عباس والوزيرة كلينتون هنا ونحن نسعى من أجل السلام.. وأعتقد أن علينا أن نمضي في الامر."
وهذه أول زيارة يقوم بها عباس للمقر الرسمي لرئيس الوزراء الاسرائيلي في القدس منذ تولي نتنياهو الحكم قبل 18 شهرا. وكان عباس قد عقد محادثات هناك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق ايهود أولمرت.
وكتب عباس في دفتر الزوار قائلا "اليوم عدت الى هذا المنزل بعد فترة غياب طويلة من أجل مواصلة المحادثات والمفاوضات أملا في احياء سلام دائم في كل المنطقة ولا سيما السلام بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني."
ووضعت واشنطن نصب أعينها هدف تحقيق اتفاق اطار من أجل السلام خلال عام واحد بهدف إنهاء الصراع المستمر منذ عقود وانشاء دولة فلسطينية.
ومن المقرر ان ينتهي وقف استمر عشرة أشهر للبناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة يوم 30 سبتمبر ايلول وهدد عباس بالانسحاب من المحادثات اذا لم تمدد اسرائيل تجميد النشاط الاستيطاني.
ويقول الفلسطينيون ان المستوطنات التي بنيت على اراض يريدون اقامة دولتهم عليها ستحرمهم من إقامة دولة تتوفر لها مقومات الاستمرار.
وقال مسؤول فلسطيني لرويترز "القضية الرئيسية هي.. هل سيكون هناك نشاط استيطاني بعد 30 سبتمبر أيلول أم لا.. سنتفاوض كل خمس دقائق من الان حتى 30 سبتمبر أيلول. واذا استمروا في المستوطنات.. فسنغادر. واذا لم يستمروا فسنبقى."
وفي وقت سابق أشادت وزيرة الخارجية الامريكية بعباس ونتنياهو قائلة " هذا هو الوقت وهذان هما الزعيمان."
وتابعت أن الرجلين "شرعا في العمل" وتناولا القضايا الرئيسية الخاصة بالصراع المستمر منذ ستة عقود. ولكنها لم تكشف عما اذا كان الجانبان قد اقتربا من حل خلاف بشأن البناء الاستيطاني يمكن ان يقضي على مسعاهما للتوصل الى اتفاق سلام ترعاه الولايات المتحدة.
وكان نتنياهو الذي تهيمن على ائتلافه الحاكم احزاب مؤيدة للمستوطنين قد صرح يوم الاحد بأنه لن يمدد وقف البناء في المستوطنات لكنه قد يقيد حجم البناء في بعض المستوطنات.
وتشمل القضايا الجوهرية القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين وحدود دولة فلسطين المستقبلية والمستوطنات والامن وعلى عباس ونتنياهو حلها للتوصل الى اتفاق سلام دائم.
واذا ما انتهت المحادثات بشكل مفاجئ بعد فترة قصيرة من بدايتها فستشكل هذه ضربة سياسية حادة للرئيس الامريكي باراك أوباما قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر تشرين الثاني والتي من المتوقع على نطاق واسع أن يمنى فيها الحزب الديمقراطي بخسائر.
وبنيت المستوطنات الاسرائيلية على اراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 وقضت محكمة العدل الدولية بانها غير مشروعة بموجب القانون الدولي.
وفي قطاع غزة الذي تحكمه حماس المعارضة لجهود السلام قصفت طائرات اسرائيلية أنفاق تهريب على حدود قطاع غزة مع مصر يوم الأربعاء مما أسفر عن مقتل فلسطيني بعد أن أطلق نشطاء فلسطينيون صاروخا وقذائف مورتر على اسرائيل.