قالت صحيفة جيروزاليم بوست الاثنين، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بدأ مساعي لاقناع وزراء حزبه الليكود بتأييد عرض تقدمت به واشنطن وتقوم اسرائيل بموجبه بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية لشهرين في مقابل حصولها على حزمة حوافز اميركية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو قولهم انه في الوقت الذي لم يتبلور فيه العرض الاميركي، فان مساعدين لرئيس الوزراء بدأوا في اتصالات مع الوزراء من اجل تليين مواقفهم المعارضة لمثل هذا الاتفاق.
وتشتمل الحوافز المفترضة على رفع سوية الجيش الاسرائيلي، والسماح ببقائه في منطقة وادي الاردن بعد انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية، اضافة الى تعهد بعدم طلب اي تمديد اخر لتجميد الاستيطان.
وبحسب الصحيفة، فان التقارير حول الوزراء الذين يدرسون التصويت لصالح الاتفاق اجبرت الوزراء الذين لم يحسموا امرهم بعد على اصدار بيانات نفي فضفاضة. فمن ناحيته عبر وزير المالية يوفال شتاينتز عن معارضته استئناف تجميد الاستيطان، وتبعه في ذلك وزراء النقل يسرائيل كاتس والتعليم جدعون ساعار والاتصالات موشيه كاهلون.
وفي ضوء هذه المواقف، فانه لن يكون لدى نتانياهو اي فرصة لتمرير العرض الاميركي في مجلس الوزراء او في المجلس الوزاري الامني المصغر.
وكما تقول صحيفة جيروزاليم بوست، فانه للان لم تتقرر اي جلسة لطرح العرض على التصويت قبل اجتماع وزراء لجنة المتابعة العربية في الثامن من الشهر الجاري الذي يتوقع ان يدعم موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض لاستئناف المفاوضات المباشرة في ظل استمرار الاستيطان.
غير ان صحيفة هارتس قالت الاثنين، ان المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية سينعقد الاربعاء لمناقشة العرض الاميركي.
وذكرت الصحيفة نقلا عن وزراء بارزين ان نتانياهو ما زال يواصل اتصالاته مع الادارة الاميركية بشأن حزمة الحوافز التي وردت في رسالة تطمينات بهدف الحصول على مزايا أخرى ستساهم في اقناع وزراء المجلس بتمديد قرار التجميد.
وقال كبار المسؤولين في حزب الليكود ان قرار الحكومة الاسرائيلية تمديد وقف بناء المستوطنات ، والذي انتهى في أواخر الشهر الماضي ، يتوقف على دعم إما وزير الخارجية افغدور ليبرمان أو وزير الإسكان والتعمير أتياس ارييل .
وقال مسؤولون لصحيفة هآرتس الاسرائيلية انه اذا طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من مجلس الوزراء تمديد فترة تجميد الاستيطان ، فسيكون بحاجة إلى تصويت أتياس ، وزير حزب شاس ، أو ليبرمان ، الذي يتزعم الحزب اليميني اسرائيل بيتنا.
لكن مسؤولين قالوا انه لا يوجد فرصة للوزير اتياس لتاييد نتنياهو, لانه سيحذو حذو رئيس الحزب وهو ايلي يشاي الذي ينظر اليه على نطاق واسع انه يعارض بشدة تمديد التجميد.
ومع ذلك ، فقد توقع مصدر سياسي اسرائيلي انه اذا فاز نتنياهو بدعم ليبرمان, فان يشاي زعيم شاس قد يصوت لصالح التمديد.
غاضب ومحبط
الى ذلك، قالت صحيفة القدس الفلسطينية ان الرئيس الفلسطيني واثناء عودته من رحلته الأخيرة إلى واشنطن وباريس، تعمد أن يقول أمام مرافقيه والصحافيين إنه على وشك إعلان قرارات تاريخية لم يفصح عنها.
وحسب مصادر رافقت الرئيس، فإنه عندما سئل حول ما إذا كان هذا الكلام للنشر أجاب: «نعم.. انشروه».
ونقلت المصادر المطلعة عن عباس أنه تحدث عن خيبة كبيرة بعد تجارب وصراعات طويلة خاضها لعشرات السنين مع الإسرائيليين والأميركيين، قائلا: «لقد جربتهم 40 عاما من دون فائدة، وأعرف ما يدور الآن».
وقالت الصحيفة انه من غير المعروف ما هو شكل القرار الذي يمكن أن يتخذه عباس، لكن مخاطبته الحضور في الطائرة بقوله لهم: «قد تكون آخر مرة تسافرون معي»، أثارت احتمالات حول نيته تقديم استقالته، بينما يرى مسؤولون أن خطوته القادمة قد تكون نحو الذهاب إلى مجلس الأمن لترسيم حدود الدولة، أو تبني خيار الدولة الواحدة، وقالت المصادر إنه «غاضب ويفكر في كل شيء، لكن كل يوم قد يحمل تطورا جديدا».
وحسبما أبلغ عباس مساعديه فإنه قد يعلن هذا القرار التاريخي في اجتماع لجنة المتابعة العربية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر "مقرب جدا" من الرئيس ان الحديث عن استقالته "كلام فارغ"، وانه لايمكن ان يربط قرارا مصيريا مثل هذا، بقرارات واجراءات تصدر عن الحكومة الاسرائيلية ورئيس وزرائها.