نتنياهو يلمح إلى تجميد جزئي للاستيطان ويشترط الاعتراف بيهودية إسرائيل

تاريخ النشر: 12 سبتمبر 2010 - 04:04 GMT
الاستيطان عقبة في وجة المفاوضات المباشرة
الاستيطان عقبة في وجة المفاوضات المباشرة

ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع وزراء حزب الليكود الأحد إلى موافقته على تجميد جزئي للبناء في المستوطنات لكنه اشترط أن يعترف الفلسطينيون بيهودية إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

ونسب موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني لوزراء إسرائيليين انهم نقلوا عن نتنياهو قوله لدى تطرقه إلى تجميد الاستيطان خلال اجتماع وزراء حزب الليكود، هناك كل شيء أو لا شيء، لكن ثمة خيارات وسطية أخرى أيضا لكن نتنياهو لم يتوسع في هذا السياق.

واضاف الوزراء من حزب الليكود أن وزيرة الثقافة والرياضة طرحت موضوع اقتراب انتهاء مدة تجميد الاستيطان في نهاية الشهر الحالي وقالت إن ثمة حاجة إلى استئناف البناء في المستوطنات في الضفة الغربية.

ومن جانبه قال الوزير ميخائيل ايتان إنه ينبغي أخذ الأجواء الدولية بالمطالبة بتجميد الاستيطان بالحسبان مشددا على كيف سينظر العالم إلى العودة إلى البناء.

لكن عضو هيئة السباعية الوزارية الوزير بيني بيغن رفض إجراء بحث حول تمديد تجميد الاستيطان، قائلا: سنعود إلى تنفيذ أعمال البناء فورا بمجرد انتهاء تمديد فترة تجميد الاستيطان.

ويذكر أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عن قرارها بتعليق أعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية لمدة 10 شهور تنتهي في نهاية الشهر الحالي.

لكن نتنياهو الذي سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جولة مفاوضات مباشرة ثانية في شرم الشيخ بعد غد الثلاثاء اشترط التوصل إلى اتفاق سلام باعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل.

وقال نتنياهو خلال اجتماع حكومته الأسبوعي الأحد إنه مثلما نطالب بالاعتراف بالدولة القومية الفلسطينية، وقد عبرت عن هذه الموافقة القومية خلال العام الأخير فإننا نطالب الفلسطينيين ونتوقع منهم الاعتراف بدولة يهودية، وأن تكون دولة إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي، وهذا هو الأساس الحقيقي للسلام.

واضاف أنه عشية رأس السنة العبرية يوم الأربعاء الماضي اتصل به عباس وهنأه بهذه المناسبة وقال نتنياهو إنه هنأ بدوره عباس بمناسبة عيد الفطر.

وتابع نتنياهو: آمل بأنه إذا تبنى الفلسطينيون هذا المبدأ الأساسي (أي يهودية إسرائيل) فإننا سنحل المشاكل الأخرى وسنتمكن من أن يتمنى الواحد منا للآخر سنة خير وسلام وازدهار.

وواصل نتنياهو الأحد محاولاته للتهرب من التعهد بتجميد البناء في المستوطنات وبدلا من ذلك قال إن الفلسطينيين لا يعترفون بحل (الدولتين للشعبين) وطالبهم بالاعتراف بيهودية إسرائيل.

وقال نتنياهو لدى افتتاحه اجتماع حكومته الأسبوعي، إننا نعيش على رقعة الأرض نفسها لكن في الوقت الذي نتحدث فيه عن حل الدولتين القوميتين، يهودية وفلسطينية، فإنني لا أسمع من الجانب الآخر، لأسفي، جملة 'دولتين للشعبين' بل أسمع دولتين ولا أسمع شعبين.

وبرز خلال أقوال نتنياهو، التي تأتي قبل يومين من جولة مفاوضات مباشرة ستعقد في شرم الشيخ الثلاثاء المقبل، امتناعه عن التطرق إلى مطلب الفلسطينيين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتمديد تجميد البناء في المستوطنات.

وتطرق وزراء إسرائيليون قبيل اجتماع الحكومة إلى موضوع البناء الاستيطاني ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الرفاه يتسحاق هرتسوغ من حزب العمل قوله إن اللقاء في شرم هو خطوة هامة وسيتم خلاله تحديد قواعد سنطالب بتطبيقها وهذا الأمر سيتطلب اتخاذ قرارات مصيرية.

وأضاف هرتسوغ إنه يجب تنفيذ خطوات شجاعة من أجل مواصلة المفاوضات وحتى لو كان هذا يعني استمرار التجميد في المستوطنات.

ومن جانبه رفض رئيس حزب شاس ووزير الداخلية إلياهو يشاي تمديد التجميد وقال: علينا أن نواجه الحقيقة وألا ندفن رأسنا في الرمل مثل النعامة.

واضاف: أنا متشكك جدا ولست مؤمنا بأن الفلسطينيين يريدون مفاوضات سياسية، وهم يبحثون كل مرة عن ذريعة وحجة وليسوا قادرين على التقدم وحتى عدم الاعتراف بدولة يهودية.

وتابع يشاي: قبل كل شيء على الفلسطينيين التوقف عن التحريض في المدارس... وأن يصنعوا السلام بداخلهم مع حماس وبعد ذلك يحاولون التحدث مع إسرائيل.

واعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون أنه بالإمكان التوصل إلى تسوية بشأن تمديد فترة تجميد الاستيطان من خلال استئناف البناء في المستوطنات وفقا للعرض والطلب.

وقال أيالون للإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم إنه بالإمكان التوصل إلى معادلة تسوية بشأن تجميد البناء في المستوطنات لكن الأمر متعلق بالفلسطينيين.

واقترح أن تكون التسوية من خلال مواصلة البناء في المستوطنات وفقا لمقاييس العرض والطلب بحيث يتم تنفيذ أعمال بناء في المستوطنات القائمة وفقا للطلب بالسكن فيها ومن دون زيادة مخزون الأراضي للبناء في الضفة الغربية.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الأحد أن التقديرات في الأوساط السياسية في الحكومة الإسرائيلية تشير إلى أن نتنياهو سيكلف وزير الدفاع ايهود باراك بعرقلة البناء الاستيطاني واستخدام ذرائع بيروقراطية وإصدار أوامر عسكرية.

لكن الصحيفة أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستواجه مشكلة في تطبيق ذلك بسبب وجود 2000 تصريح بناء جاهزة للتطبيق بمجرد انتهاء فترة تجميد البناء في المستوطنات بحلول نهاية الشهر الحالي.