قالت صحيفة هارتس الثلاثاء، ان الولايات المتحدة قلقة من احتمال ان تنهار المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين خلال الايام المقبلة بسبب وصول الجانبين الى طريق مسدود في ما يتعلق بقضية تجميد البناء الاستيطاني.
واضافت الصحيفة ان السفير الاميركي لدى اسرائيل جيمس كاننغهام ابلغ سفراء الاتحاد الاوروبي ان قلق ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ينبغ من حقيقة ان كلا الجانبين متصلبان في مواقفهما.
وقال دبلوماسيون اوروبيون ان السفير الاميركي شدد على انه لا يوجد الى الان حل لهذه المعضلة.
واضاف الدبلوماسيون ان السفير مع ذلك اشار الى ان ادارة اوباما تمارس ضغوطا على اسرائيل والفلسطينيين من اجل التوصل الى اتفاق حول هذه المسالة.
ونقل عن كاننغهام قوله للسفراء ان هناك عددا من الافكار للتوصل الى حل وسط، لكن الولايات المتحدة لم تتقدم بها بعد.
وقال "سنعرض اقتراحا للتجسير فقط اذا ما طلب الجانبان ذلك. وهذا لم يحدث بعد".
واضاف "نحن قلقون للغاية من انه لم يتبق الكثير من الوقت للتوصل الى حل".
وقال انه بسبب عدم وضوح الموعد الذي ينتهي فيه تجميد الاستيطان، فقد تباحث خبراء اميركيون مع الاسرائيليين وتوصلوا الى ان انتهاء التجميد سيكون منتصف ليل الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وقال عدد من السفراء الاوروبيين ان كاننغهام شدد على انه دون حل المشكلة فلن يكون هناك أي تقدم في المفاوضات.
وعبر عن قلق الولايات المتحدة من ان "المفاوضات لن تصمد حتى نهاية الاسبوع".
واعلن البيت الابيض الاثنين ان الرئيس اوباما لا ينوي المشاركة في مفاوضات سلام مع الاسرائيليين والفلسطينيين هذا الاسبوع على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
ونظرا الى وجود الرئيس محمود عباس والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بهذه المناسبة في نيويورك، اثيرت مسألة مشاركة اوباما في لقاء معهما قبل اسبوع من انتهاء مذكرة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. ولكن حسب بن رودس، مساعد مستشار اوباما لشؤون الامن القومي «ليس من المقرر عقد اي اجتماع».
واضاف خلال مؤتمر صحفي بالفيديو «احيلكم الى الاسرائيليين والفلسطينيين لمعرفة برنامج رئيسيهم».
وقال مصدر دبلوماسي ان الرئيسين الاسرائيلي والفلسطيني التقيا الاثنين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقد أقر بيريس بأن مسالة الاستيطان تشكل عقبة لكنه قال انه يحدوه الامل في ايجاد حل لها.
وقال للصحفيين في الامم المتحدة "اعتقد ان الولايات المتحدة وكذلك اسرائيل جادتان في البحث عن سبيل للتغلب على المصاعب الحالية."
وقال نتنياهو في تصريحات نشرتها الحكومة الاسرائيلية ان المحادثات يجب أن تستمر دون اي شروط يفرضها الفلسطينيون.
وقال "اني اريد ان اتيح لهذه المحادثات فرصة للنجاح. ويحدوني أمل كبير ان الرئيس عباس سيتخذ نفس هذا الموقف." واضاف قوله "لقد تخلصنا من الشروط المسبقة قبل المحادثات وينبغي الا نعيدها بعد بدء المحادثات بخمس دقائق."
ومن جانبه، اكد الرئيس الفلسطيني الاثنين انه غير مستعد للتفاوض "يوما واحدا" مع اسرائيل في حال استئناف الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال عباس في حديث على متن الطائرة التي اقلته الى نيويورك حيث سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة "سنواصل المفاوضات ما دام الاستيطان متوقفا في الاراضي الفلسطينية، ولكنني غير مستعد للتفاوض يوما واحدا في ظل الاستيطان".
واكد انه "لا يعارض تجميدا للاستيطان لمدة شهر او شهرين" بعد انتهاء فترة التجميد الحالية نهاية الشهر الجاري، معربا عن اعتقاده بامكان "التوصل الى اتفاق سلام حول كافة قضايا الحل النهائي خلال فترة تجميد الاستيطان اذا تم تجديده".
واضاف الرئيس الفلسطيني "اذا توقف الاستيطان وحسنت النوايا وتوفرت الارادة والقرار في اسرائيل، حينها نستطيع التوصل الى اتفاق حول قضيتي الحدود والامن والتوصل الى اتفاق حول كافة قضايا الحل النهائي". وتابع عباس "اذا تم الاتفاق على قضيتي الامن والحدود سيتم تلقائيا حل قضايا القدس والمياه والاستيطان".
كما جدد رفضه مطلب اسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية. وقال في هذا الصدد "ان من حق اسرائيل ان تسمي نفسها ما تشاء لكن نحن اعترفنا بدولة اسرائيل" من دون الاشارة الى قوميتها او ديانتها. واضاف عباس "ليس معقولا انه كلما جاء رئيس جديد للحكومة الاسرائيلية يطلب شيئا جديدا من الفلسطينيين".
ويطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالاعتراف باسرائيل "كدولة قومية للشعب اليهودي" الا ان القيادة الفلسطينية ترفض هذا الاعتراف كونه ينطوي على تنازل ضمني عن حق اللاجئين بالعودة.
وختم عباس حديثه بالقول ان "اي حل يلبي للشعب الفلسطيني حقوقه التي نصت عليها الشرعية الدولية نوافق عليه واذا طرحت الادارة الاميركية خطة للحل تؤمن وتلبي حقوق شعبي سنوافق عليها، لكنني لن اجامل في حقوق شعبي الاميركيين ولا الاسرائيليين واي احد مهما كان واي طرف كان".