يوم الندم تظاهرة غير مسبوقة ببغداد و(الشيوعي) يفسر غلق مقاره بالانتقام السياسي

تاريخ النشر: 07 مارس 2011 - 07:25 GMT
تظاهرات إحتجاجية في الذكرى الاولى للانتخابات النيابية العراقية
تظاهرات إحتجاجية في الذكرى الاولى للانتخابات النيابية العراقية

تشهد العاصمة العراقية الإثنين خروج تظاهرة شعبية جرى الحشد لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر) اطلق عليها اسم (يوم الندم) في الذكرى السنوية الاولى للانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة. يأتي هذا في الوقت الذي اثارت فيه قضية مداهمة قوة عسكرية تتبع لقيادة عمليات بغداد مقار الحزب الشيوعي وحزب الامة وهي تحمل اوامر بالاخلاء الفوري جدلا كبيرا في الشارع العراقي.

ودعت مجموعات شبابية برزت مؤخرا كمحرك للتظاهرات الى احياء الذكرى الاولى للانتخابات النيابية العراقية بطريقة احتجاجية انطلاقا من تسمية (يوم الندم) والى ابرز الشعارات التي سترفع الإثنين "ان ما زرعناه بايدينا نقلعه بايدينا".

كما دعت تلك المجموعات المواطنين الراغبين بالمشاركة في التظاهرة الى تلوين أصابعهم التي غطسوها في حبر الانتخابات قبل عام باللون الأحمر تعبيرا عن ندمهم. وحثت المجموعات المشاركين على التزام تعليمات التظاهر السلمي وعدم الانقياد الى تصادم مع رجال الامن والتمسك بشعارات التظاهرة.

وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ اكد في تصريحات صحافية اخيرا ان الاثنين سيكون يوم دوام رسمي اعتيادي لكل المؤسسات ولا صحة للشائعات عن تعطيل مؤسسات الدولة.

كما استبعدت قيادة عمليات بغداد فرض حظر التجول بسبب التظاهرة مبينا ان ساحة (الفردوس) ستكون ميدانا لها على عكس ما يؤكده دعاتها الذين يعلنون ان مكان التظاهرة سيكون في ساحة (التحرير).

ويتوقع ان تشهد التظاهرة التنديد بالاجراءات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة بشان اغلاق مقار الحزب الشيوعي وجريدته (طريق الشعب) ومقر حزب الامة العراقية الذي يراسه السياسي مثال الالوسي.

من جانبه قال عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي مفيد الجزائري ان مفرزتين من الشرطة الاتحادية حاصرتا في خطوة مفاجئة مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في ساحة الاندلس في بغداد ومقر جريدة (طريق الشعب) في شارع أبو نواس وبحوزتهما امران رسميان باخلاء المقرين وتسليمهما خلال 24 ساعة.

والمح الجزائري الى ان ثمة تمييزا بين احزاب السلطة وبقية الاحزاب بقوله "ليس خافيا على احد ان اغلب الاحزاب السياسية خاصة المتنفذة في السلطة ماتزال تشغل العديد من المباني الحكومية وتستغلها كمقار خاصة بها".

واشار الى ان مداهمة مقار الحزب واخلاء المباني الفوري والطلب برفع مطبعة جريدة (طريق الشعب) الناطقة باسم الحزب "كان مفاجئا بالنسبة لنا".

ورجح الجزائري ان يكون ذلك انتقاما سياسيا من الحزب الشيوعي العراقي قائلا ان ذلك يمثل مؤشرا مثيرا للقلق البالغ بشأن احترام الحقوق والحريات الديمقراطية.

وفي غضون ذلك تحدثت مصادر عن وساطة قام بها الرئيس العراقي جلال طالباني لايقاف الاخلاء الفوري من قبل قوات الأمن واعطاء مهلة لمدة اسبوع.

الا ان الحزب الشيوعي العراقي يصر على المدافعة عن حقه في الحصول على مقار لحزبه من الدولة العراقية التي تمت مصادرتها ابان نظام صدام حسين وبعد حملة التنكيل بالحزب وبجميع مقاره وممتلكاته.

من ناحيته قال مثال الالوسي ان الاجراء كان انتقاما من الحكومة العراقية لمشاركتنا في التظاهرات الاخيرة منتقدا الحكومة بقوله "الحكومة الحالية ليست حكومة شراكة وطنية".

وتابع "حزبنا لا يمتلك ميليشيا لنثير العنف في التظاهرات وبعض المسؤولين الامنيين في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي ابلغونا ان مشاركتنا في التظاهرات لها ثمن وعليكم ان تدفعوا الثمن".

وقال الالوسي ان حزبه سيكثف جهوده لدعم المواطنين العراقيين في تظاهراتهم الاحتجاجية ولاسيما تظاهرة الأحد التي قال انها "فعلا ستكون تظاهرة يوم الندم".