يستعد صُنّاع أفلام موسم عيد الأضحى السينمائي المقبل، للمنافسة على كعكة إيرادات الموسم السينمائي الذي سيشهد تنافسًا قويًا بين عدد من الأفلام، إلا أنّ صُنّاع هذه الأعمال اختاروا دخول الموسم بأجزاء ثانية، بعد نجاح الأجزاء الأولى والتي عُرضت في السنوات الماضية.
ويأتي في مقدمة هذه الأفلام، "ولاد رزق"، الذي يقوم ببطولته النجم أحمد عز ومعه النجوم عمرو يوسف وأحمد الفيشاوي وأحمد داوود، وغيرهم، وعُرض الأول منه عام 2015.
وينافس فيلم "الفيل الأزرق"، الذي يقوم ببطولته الفنان المصري كريم عبدالعزيز، ومعه النجمات نيللي كريم وهند صبري، وكان قد عُرض الجزء الأول منه عام 2014.
ومن المقرر أيضًا أن ينافس فيلم "الكنز"، للنجم محمد رمضان، ومحمد سعد، في موسم عيد الأضحى وكان قد عُرض الجزء الأول منه عام 2017.
ولن ننسى في هذا الموسم أنه يشهد عودة الكبار أيضًا، فبينما تعود أفلام الأجزاء، إلا أن البعض اختار المنافسة بأفلام جديدة، ومن هؤلاء النجوم أحمد حلمي، الذي قرر خوض المنافسة بفيلم "خيال مآتة"، ومحمد هنيدي، من خلال فيلم "كينج سايز"، في حين يخوض المنافسة النجم تامر حسني، بفيلم "كل سنة وإنت طيب"، رغم أنه حتى الآن لم يتم التأكيد على عرض الفيلم في هذا الموسم أم لا.
والملاحظ في هذا الموسم هو تأكيد عرض أفلام الأجزاء الثانية والتي صاحبت إعلانات ترويجية من خلال البوسترات والأفيشات وبعض البروموهات الدعائية، ولكن وجود ثلاثة أفلام منبثقة من أجزاء ثانية أمر يثير تساؤلات كثيرة، فهل استثمار من جانب صناع هذه الأفلام للنجاح في الأجزاء الأولى أم أنه إفلاس في الأفكار من جانب بعض المؤلفين؟.
واستطلع "البوابة"، آراء النقاد الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض، بشروط، حول طبيعة القصة وهل ستزيد العمل نجاحًا أم لا، وآخرون اتجهوا إلى أن الأجزاء الثانية نوع من الإفلاس لدى بعض المؤلفين الذين لا يستطيعون تأليف حكاية درامية جديدة تجذب الجمهور.
بداية قال الناقد المصري، سمير الجمل، في تصريحات لـ"البوابة" إن هناك بعض الأفلام تحتاج لجزء ثان، لأن نهاية الجزء الأول منها أوحت بجزء ثانٍ شيق للجمهور، ومنها "الفيل الأزرق"، الذي نجح بشدة بين الجمهور، وسيشهد الجزء الثاني للعمل تواجدًا جماهيريًا لأنه لم يأت من خلال رواية كما كان الحال في الجزء الأول، ما يجعل به إبداع من المؤلف.
وأوضح الناقد المصري أن بعض الأعمال لا تستحق وجود جزء ثان منها، لكن تحقيق النجاح في الجزء الأول يتم استغلاله من ناحية المكاسب المادية والدعائية فقط، وهذا يعد "إفلاسًا"، ويوضح أن الشركات المنتجة لم تستطع التعاقد مع مؤلفين جدد يثرون الحركة السينمائية بسيناريوهات كبرى.
بينما يرى الناقد المصري طارق الشناوي، أن وجود أجزاء ثانية وثالثة للعمل أصبح أمرًا طبيعيًا لأنه يأتي من خلال الاعتماد على نجاح الأجزاء الأولى، وهذا ما يسمى في عالم البيزنس بـ"اللعب في المضمون"، ولكن نجاح الأجزاء الثانية يتوقف على الجمهور ومدى تحمسه لجزء ثانٍ أم لا، ورغم هذا سيكون الحكم بعد المشاهدة.
وأضاف "الشناوي"، أن غالبية الأعمال التي يقرر صناعها عمل جزء ثانٍ منها يكون نابعًا من وراء النجاح الكبير الذي تُثبته الأجزاء الأولى، مستشهدًا بفيلم "الجزيرة"، للنجم المصري أحمد السقا، والذي حقق نجاحًا كبيرًا بالجزء الثاني من العمل.
وأوضحت الناقدة ماجدة خير الله، أن الأجزاء الثانية التي يقررها صناع العمل يعتمدون فيها على قوة نجاح الجزء الأول وهذا أمر طبيعي لشركات الإنتاج، موضحًة في تصريح خاص لـ"البوابة" أن الاستفادة من النجاح لابد أن يتعلق بالقضية أو القصة التي يتم تناولها.
وكشف الناقد نادر عدلي، أن هناك فقرًا بالكتابة وهذه ظاهرة تستحق الدراسة خاصًة لأنها توضح للكثيرين حالة الإفلاس العام لدى الكاتب الذي يلجأ لعدّة أجزاء أخرى، وأنّه لا يملك الحديث في موضوعات جديدة، ومن العيب أن نجد أعمالًا ذات أجزاء ثانية لأن نجاحها سلاح ذو حدين، ولكن كلمة "الإفلاس"، هي الأنسب في أفلام الأجزاء.
للمزيد من قسم اخترنا لكم: