رحل عن عالمنا اليوم الفنان المصري الكبير عزت أبو عوف، الذي أثرى السينما والتلفزيون بالعديد من أعماله الفنية، ناهيك عن أنه واحد من أهم صناع المزيكا في مصر، واكتشف العديد من النجوم أبرزهم المطرب محمد فؤاد.
واستطاع عزت أبو عوف، أن يشارك في ثورة صناعة المزيكا مع عمار الشريعي وطلعت زين وعمرو دياب وحسين الإمام وغيرهم من المبدعين، كما ظهر لجمهور بشعره وبشرته البيضاء وملامحه الوسيمة، وخاض مشوارًا حافلًا بين الطب والموسيقى والتمثيل، حتى نال لقب رجل السينما الأنيق.
ويرصد "البوابة"، أبرز المحطات الفنية والشخصية في حياة الفنان الراحل، بعد رحيله عن عالمنا عن عُمر ناهز الـ70 عامًا بعد صراع مع المرض.
ولد عزت أبو عوف، يوم 21 أغسطس عام 1948 في القاهرة، واسمه بالكامل عزت أحمد شفيق أبو عوف، وحصل على بكالوريوس في الطب.
تزوج من السيدة فاطمة الزهراء، وتوفيت عنه عام 2012، ولديه منها "كمال" و"مريم"، ثم تزوج من مديرة أعماله "أميرة"، قبل سنوات.
اقتحم عزت أبو عوف، عالم التمثيل مع حلول التسعينيات، بعد أن ترك الطب وتفرغ للموسيقى والعزف على الأورج والتمثيل، وكانت بدايته السينمائية مع المخرج خيري بشارة من خلال فيلم "آيس كريم في جليم".
شارك الفنان الراحل في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، منها: "العائلة، هوانم جاردن سيتي، نصف ربيع الآخر، زيزينيا، عمارة يعقوبيان، عباس الأبيض، أنا قلبي دليلي، قضية نسب، الدالي، أماكن في القلب، شيخ العرب همام، قضية صفية، الأب الروحي، ظل الرئيس"، وغيرها.
نال عزت أبو عوف، خلال مشواره الفني العديد من الجوائز حيث حصل على جائزة الإبداع التلفزيوني عن دوره في مسلسل "الدالي"، وحلّ في المرتبة الـ24 ضمن أحد أهم الشخصيات المؤثرة والأكثر نفوذًا في العالم العربي في استفتاء مجلة أربيان بيزنس.
شغل منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لمدة 7 سنوات، وخاض تجربة العمل الإعلامي من خلال المشاركة في تقديم برنامج بعنوان "القاهرة اليوم" على قناة الأوربت الفضائية.
يعد الفنان الراحل عزت أبوعوف، فنانًا حقيقيًا حيث استطاع أن يُحدث التغيير على أرض الواقع من خلال مشاركته في الكثير من الأعمال الفنية، إلا أنه ورغم ذلك لم يحجز مقعدًا في البطولة المطلقة سواء على شاشة السينما أو الدراما التلفزيونية، لكنه ساعد على خروج الكثير من الأبطال.
تدهورت الحالة الصحية للفنان عزت أبو عوف، بعد وفاة زوجته "فاطيما"، حيث أُصيب بانهيار عصبي ودخل المستشفى لمدة 4 أشهر، حيث تنقل بين 3 مصحات نفسية لتلقي العلاج، موضحًا أنه تعرض لتعب في شرايين القلب وكان بحاجة إلى رعاية واهتمام في ظل تدهور وضعه الصحي.
درس عزت أبو عوف الطب، لكنه تذوق الفن فتشبع منه وقرر أن يسلك ذلك الطريق، فاتبع مبدأ والده أحمد شفيق أبو عوف، صاحب نظرية "العبوا مزيكا، بس ادرسوا حاجة تانية".
ومن هذه المقولة انطلق عزت أبو عوف، في سنْ الـ19 من عمره، وكون مع أصدقائه عمر خورشيد، وعمر خيرت، ووجدي فرانسيس فرقة تقدم الموسيقى الغربية ثم فرقة "les petites chats "أو"لوبوتيشا" التي اشتهرت وأصبحت من أهم الفرق المصرية لتحاكي فرقة الهيبز المعروفة.
وبجوار فرقته، خاض عزت أبو عوف تجربة جديدة، وأثبت استحقاقه بها، فنجح في مجال الموسيقى التصويرية، وقدم موسيقى مسلسل "حكاية ميزو".
وعندما اتجه إلى الموسيقى، جمع شمل أسرته أسفل فيلا الزمالك التي سكنوها، وداخل بدروم منزله، أسس فرقة الـ"فور إم"، مع شقيقاته الأربع اللاتي بدأت أسماؤهن بحرف الميم على اسم الفرقة، منى، مها، منال، وميرفت، في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، واعتمدت في البداية على إعادة صياغة الأغاني التراثية.
وحققت الفرقة نجاحًا غير متوقع، حتى ذاع صداها خارج حدود المحروسة، فطافوا بفرقتهم أنحاء الوطن العربي، برصيد 8 ألبومات، وقال في لقاء له مع نجوى إبراهيم عبر برنامج ستوديو 1984 "شباب اليومين دول نسيوا التراث وابتعدوا عن سماع الأغاني الشرقية، لذلك قررت ومعي الـ"فور إم"، تقديم هذه الأعمال العظيمة".
وظلت الفرقة تسطع في سماء الفن 12 عامًا، حتى تزوجت شقيقات عزت أبو عوف فيما بعد، وتفككت الفرقة وتوجه عزت ومها إلى التمثيل في الدارما التلفزيونية والسينمائية، ولم يتبق من الفور إم سوى حكايات الثمانينات والتسعينيات.
كشف الفنان عزت أبو عوف، تفاصيل عن تعامل والده معه موضحًا أنه كان شديدًا، فيما يخص التربية والأخلاق والالتزام، حيث تحدث صادق قليني، أحد أعضاء فرقته الموسيقية "لي بتشاه"، في مقابلة تلفزيونية عن إحدى الوقائع الطريفة التي حدثت مع الفنان عزت أبو عوف.
وقال صادق، "كنت بعدي على أبو عوف للخروج ليلًا وفوجئت بقلم شديد على قفا أبو عوف الأمر الذي أصابني بحالة من الخوف الشديد وهو ما جعلني أُعقب على الأمر بالجري من المكان".
عندما تولى عزت أبو عوف، إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، لمدة 7 سنوات، حدث له موقف إنساني مؤثر في آخر دورة من توليه المهرجان، حيث بكى أمام كل الناس، عندما نظر للكرسي الذي كانت تجلس عليه زوجته كل عام وجد شخصًا آخر يجلس عليه.
تدهورت الحالة الصحية لعزت أبو عوف، منذ وفاة زوجته الأولى وذلك بتعرضه لانهيار عصبي، ثم أُصيب بفيروس في أذنه الوسطى، كما أجرى جراحة قلب مفتوح في أغسطس عام 2015، ودخل المستشفى في الثاني من يونيو الماضي، في حالة حرجة حتى وافته المنية صباح اليوم الأول من يوليو عن عمر ناهز الـ70 عامًا.
للمزيد من قسم بروفايل: