في الذكرى الـ20 لوفاة تحية كاريوكا.. تزوجت 14 مرة وساعدت الرئيس "السادات" على الهروب من الإنجليز

تاريخ النشر: 21 سبتمبر 2019 - 10:43 GMT
تحية كاريوكا

وهبت حياتها للفن، طوال ستين عامًا كانت مليئة بتراجيديا ومعاناة ونجاحات كثيرة، وتركت ورائها إرثًا فنيًا كبيرًا وصل إلى 117 فيلمًا، كما اشتهرت كراقصة في فرقة بديعة مصابني، حتى أصبحت واحدة من أفضل نجمات جيلها.

وتميزت بخفة ورشاقة تحلق مثل الفراشة على المسرح، وكانت تسبح في عالم الأغاني بساقيها وتذوب معها لتصنع منها لوحة موسيقية راقصة، حتى أصبحت علامة من علامات الرقص الشرقي في مصر والعالم، إنها الفنانة المصرية الراحلة تحية كاريوكا التي عاشت رحلة من النضال الوطني أيضًا، وترصد "البوابة" في التقرير التالي أبرز ما مرت به في حياتها الفنية والخاصة.

مولدها ونشأتها

ولدت الفنانة تحية كاريوكا، في 22 فبراير عام 1919 بمدينة الإسماعيلية، واسمها الحقيقي بدوية محمد كريم علي السيد النيداني، وعشقت الرقص والتمثيل منذ الصغر، وسافرت إلى القاهرة هربًا من تعذيب شقيقها لها، وتعرفت على الراقصة سعاد محاسن التي اكتشفت موهبتها ثم ذهبت إلى بديعة مصابني بعد سفر الراقصة سعاد محاسن إلى الشام وانضمت إلى فرقتها.

بدايتها الفنية

بدأت تحية كاريوكا، حياتها السينمائية كراقصة في فيلم "الدكتور فرحات"، وذلك عام 1935، ثم شاركت في فيلم "أجنحة الصحراء"، مع حسين صدقي وراقية إبراهيم، إلى أن بدأت شهرتها الحقيقية عام 1940 عندما قدمت رقصة الكاريوكا العالمية في أحد عروض الفرقة، وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلك حتى لازمت اسمها فأصبح تحية كاريوكا.

مشوارها الفني الحافل

تركت تحية كاريوكا رصيدًا فنيًا كبيرًا من الأعمال السينمائية والمسرح، حيث أسست فرقة مسرحية مع الفنان فايز حلاوة، وقدّمت المسرح السياسي الذي حمل اسمها، وبلغ رصيدها السينمائي 117 فيلمًا، منها: "الجراج، سوق النساء، نساء صعاليك، إسكندرية كمان وكمان، الوداع يا بونابرت، مين يقدر علي عزيزة، السكرية، السراب، شاطئ الغرام، شباب امرأة، سمارة، طاقية الإخفاء".

تزوجت 14 مرة

تزوجت تحية كاريوكا خلال حياتها 14 زيجة، ومن أبرزهم: رشدى أباظة وفطين عبد الوهاب ومحرم فؤاد والضابط الأمريكي ليفي الذي أشهر إسلامه واصطحبها إلى الولايات المتحدة، إلا أنها ما لبثت أن انفصلت عنه، وفايز حلاوة الذى استمر زوجها منه لمدة 15 عامًا، وهي أكثر مدة تزوجت فيها تحية كاريوكا.

رجاء الجداوي قالت عنها

قالت الفنانة المصرية رجاء الجداوي، إنها تعلمت الكثير من خالتها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، مضيفة:" كانت حنونة وغرزت فيا معاني كثيرة، تحية كاريوكا علمتني أن الكذب أول بوابة لكل الموبقات ونصحتني بالابتعاد عن الكذب".

وتابعت في لقاء تلفزيوني: "تحية كاريوكا كانت كريمة، وجلست معها 11 عاما إلى أن وصل عمري 14 سنة وكنت في مدرسة داخلية فرنسية".

نضالها الوطني

اشتهرت تحية كاريوكا بنضالها الوطني وكان لها نشاطًا سياسيًا وثوريًا منذ عام 1948 عندما ساعدت الفدائيين ضد الاحتلال الإنجليزي وهربت لهم السلاح بسيارتها الخاصة، وشاركت في المقاومة أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وأُلقي القبض عليها أكثر من مرة، واتُهمت بمحاولة قلب نظام الحكم.

صاحبة أجمل ساق

نشرت إحدى الصحف القومية في مصر عام 1951، خبرًا بخصوص أشهر راقصة في الوطن العربي وهي تحية كاريوكا، وسبب إطلاق لقب "صاحبة أجمل ساق في مصر" عليها، لكونها تعتز بساقيها، وتقوم بالاعتناء بهما عناية خاصة. 

ونقلت الصحيفة بعض آراء خبراء الجمال، والذين أكدوا أنه لو أقيمت مسابقة لاختيار أجمل سيقان ستحصد تحية كاريوكا المركز الأول باكتساح.

وكانت قد نشرت جريدة قومية أخرى عام ١٩٥٠، أن تحية كاريوكا طلبت ٥٠ ألف جنيه للتأمين على ساقيها، ولم تكن الوحيدة التي تخشى على ساقيها من الإصابة، فبعد طلب التأمين، قامت نعيمة عاكف بطلب تأمين على ساقيها، والغريب أنها طلبت نفس مبلغ تحية كاريوكا، ٥٠ ألف جنيه، واعتبر الكثيرون حينها هذا التصرف نوعا من المنافسة بينهما.

موقفها مع السادات ضد الإنجليز

قرر الرئيس السادات منح تحية كاريوكا جائزة في عيد الفن ومعها الفنان فريد شوقي، وحين صعدت تحية إلى منصة التكريم، صافحها الرئيس وأثنى عليها وعلى تاريخها الوطني المشرف، ومشوارها النضالي والفني.

وراح الرئيس يذكرها بما قامت به معه قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية قائلًا: فاكرة يا تحية لما خبتيني عند أخواتك في الإسماعيلية لما كنت هربان من السجن؟، أنت لسه فاكر يا ريس؟، طبعًا دي أيام هايكتبها التاريخ عمري ما هانساها، مش عايزة حاجة؟ فيه حد مزعلك؟ لكِ أي طلب؟ اطلبي أي حاجة؟.

ما قالته عنها نجوى فؤاد

قالت الفنانة نجوى فؤاد إن تحية كاريوكا ارتقت بفن الرقص الشرقي، وجعلت المجتمع والأسر الكبيرة بوجود الراقصة واحترامها، وأنها جعلت الراقصة تثقف نفسها في السينما والمسرح والدراما، واقتبست من تحية أني أثقف نفسي، وأدخل في المجتمع، وأن الصحافة تكون أسرتي، والتعامل مع الإعلام.

وتابعت: "كانت تحية تنتج فيلم (المعلم توحة) وجابتني للعمل في الفيلم وكنت وجه جديد، ورقصت في السينما، واديتني مبلغ كبير جدًا في وقتها هو 50 جنيهًا".

عاشت أيام بؤس

جاءت تحية كاريوكا إلى الحياة وسط أسطول مكون من 16 أخًا وأختًا من أمهات مختلفة، لا تعرف عنهم شيئًا إلا بالصدفة والمناسبات، ومع إتمامها عامها الـ6 مات الأب وتاهت "بدوية" بين أخواتها وبدأت رحلة المعاناة.

وتحكي "كاريوكا" في حوار سابق لها بإحدى المجلات: "بدأت المنازعات بين هذا الجيش من الزوجات وأولادهن.. وضعت انا وسط الجميع.. ولم أكن حينها أفقه أي شيء يدور حولي". 

وأخذت "كاريوكا"، نصيبها من الحزن كاملًا منذ طفولتها: "يالها من أيام طفولتي وأيام صباي .. كانت أيام بؤس، فقد سجنت في منزلي بالإسماعيلية سنة كاملة، سجن انفرادي داخل غرفة مكبلة الأيدي والقدمين".

ولم يتوقف الأمر على حد تكبيل الأيدي والأرجل بل وصل إلى قص شعرها حتى أصبحت صلعاء: "حلقولي شعر رأسي حتى لا أجرؤ على الهرب.. فكيف أهرب وأنا قرعة".

وكانت القسوة والتعذيب هي الطريقة التي يتعامل بها أخواتها وزوجات أبيها معها للبعد عن أمها" كانوا بيبعدوني عن أمي.. وكانوا بيتفنون في إنزال الأذى بي، حتى أخضع لهم ولكن هيهات".

وظلت أسباب العنف التي تواجهه "كاريوكا" مبهمة بالنسبة لها: "لم أكن أستسيغ الأسباب التي من أجلها كان أخواتي يطاردون أمي .. لم أكن أفهم لماذا أكون أنا كبش الفداء". 

ووصل التنكيل بها إلى أقصاه عندما حرمت من الميراث هي ووالدتها: "كان أبي يودع لكل بنت من بناته 40 قرشا يوميًا في حصالة كبيرة في حجرته.. استولى أخواتي على الحصالة.. وخرجت من المولد بلا حمص، وظللت أنا وأمي في هذا الأمر سنين وسنين حتى أدخر لي القدر ما هو أكثر من تلك الأيام".

وفاتها

توفيت الفنانة والراقصة المصرية تحية كاريوكا، في 20 من سبتمبر عام 1999 عن عمر ناهز الـ80 عامًا إثر تعرضها لجلطة رئوية حادة بعد عودتها من رحلة العمرة.

للمزيد من قسم الترفيه اقرأ أيضًا: