استعمرت قلوب الجماهير على مدار 60 عامًا، هي أيقونة الجمال الراقي سواء في شكلها أو أخلاقها، التي قدمت 100 فيلم من بطولتها المطلقة، تاريخها في كتاب السينما العربية صفحاته كثيرة، أحبت الفن منذ صغرها، وحلمت باقتحام هذا المجال إلى أن أتت لها الفرصة، وهي طفلة، حتى بدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها لتنطلق في مشوارها الحافل بالعديد من الإنجازات والأعمال الهامة، إنها الفنانة فاتن حمامة، التي نالت لقب "سيدة الشاشة العربية"، وحلت أمس 27 مايو ذكرى ميلادها.
بدأت فاتن حمامة، حياتها الفني وهي طفلة لا يزيد عمرها عن 3 أعوام، عندما وقفت أمام موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب في فيلم "يوم سعيد" عام 1939، قبل أن تشارك الفنان والمخرج يوسف وهبي، في فيلم "ملاك الرحمة"، عام1946، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة في حياتها وكان عمرها آنذاك 15 سنة فقط.
اشتركت سيدة الشاشة العربية، الفنانة فاتن حمامة، مرة أخرى في التمثيل إلى جانب يوسف وهبي، في فيلم "كرسي الاعتراف"، قامت بدور البطولة في فيلمي "اليتيمتين" و"ست البيت".
وتعاونت مع المخرج يوسف شاهين في فيلم "بابا أمين"، ثم في فيلم "صراع في الوادي"، الذي كان منافسًا رئيسيًا في مهرجان "كان" السينمائي.
ماذا قالت عن الإغراء
في حوار نادر لفاتن حمامة، مع الإعلامية أماني ناشد، ببرنامج "سهرة مع فنان"، عبرت عن رأيها الشخصي في أدوار الإغراء المعروضة على الشاشات الفنية.
وقالت حمامة، عند سؤالها عن رأيها في أدوار الإغراء في السينما المصرية: "في حاجة بتضايقني أوي، لما حد يقول في دور إغراء معروض على حد، أصل اللي بتغري دي مش بتتعرى من أول الفيلم لأخره، إنما في مشاهد معينة بتدلع شوية فيهم، أنا بسمي ده إغراء".
وأوضحت: "إنما اللي بتلبس مفتوح أوي، ده مش إغراء، أنا أفضل الإغراء بالكلمة بالحركة بالضحكة".
رجال تسابقوا على حُب فاتن حمامة
تتميز فاتن حمامة، بأنوثة راقية وملامح ملائكية استطاعت بها خطف قلوب 5 من نجوم السينما، والمخرجين، وهما عز الدين ذو الفقار زوجها الأول ويوسف شاهين، و3 ممثلين هم شكري سرحان وأحمد رمزي وعمر الشريف ولكن لم يظفر بها سوى الشريف وذو الفقار.
بدأت الصراعات على حب فاتن حمامة، فى الظهور مع تصوير فيلم "صراع فى الوادي"، وبالتحديد من مشهد القبلة الشهير الذي أثار غيرة الفنان شكري سرحان المحب، الذي لم يفصح أبدا عن حبه لسيدة الشاشة، لكنه عاتب على فاتن حمامة عند خروجها على القواعد، التي تفرضها على الممثل الذي أمامها، خاصة مشهد "القبلة" حيث كان فيلمهما "موعد مع الحياة" به مواقف كثيرة تتطلب إظهار مشاهد القُبل، ولكنها كانت تمانع بشدة في حين تخلت عن مبادئها أمام عمر الشريف.
وبعد "صراع في الوادي"، فوجئ مخرج العمل يوسف شاهين بزواج فاتن حمامة وعمر الشريف، وشعر بصدمة حيث قال خلال حديث له خلال فترة الثمانينات، إنه شعر بالخيانة من صديقه، الذي وضعه على أول طريق الفن.
وبعد تجاوز يوسف شاهين أزمته في "صراع في الوادي" جاء فيلمه "صراع في الميناء"، حيث جاء العاشق الثالث أحمد رمزي وانتقل الصراع من الشاشة للحقيقة.
وروى مساعد المخرج في هذا الوقت "عاطف سالم" في مذكراته، أن مشهد المشاجرة بين "الشريف " و"رمزي" في الفيلم كان حقيقيا، حيث نقل "سالم" إلى أسماع "عمر الشريف" أن "رمزي" يكن حبا لفاتن حمامة، لينهال "الشريف" بضرب مبرح على "رمزي" انتهى بقذفه في البحر، والتسبب له بجروح قطعية في جسمه، ما أدى إلى خصام بين الصديقين لما يزيد على 5 سنوات.
وبين كل هذه الصراعات تزوجت فاتن حمامة من نجمين بزواجها الأول من عز الدين ذو الفقار بعد اشتراكهما في عدد من الأفلام واستمر زواجهما 6 سنوات حتى انفصلا بعدما اكتشفت أنها لا تحبه واستمرت صداقتهما بعد انفصالهما.
ثم تزوجت من بعده "صاحب القبلة الأولى" لها في السينما وهو الفنان عمر الشريف، والذي تزوجها بعد أن أشهر إسلامه، وكانت قصة حبهما من أشهر قصص الحب في الوسط الفني وأنجبا ابنهما طارق وهو الابن الوحيد للشريف، وقدما معا على المستوى الفني عدداً من الأفلام التي تعتبر علامة في تاريخ السينما المصرية.
حازت فاتن حمامة، على الكثير من النجاحات والجوائز، فتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 1500 فيلمًا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفي عام 2000 منحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، كما منحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001.
رفضت إقامة عزاء لها
رفضت فاتن حمامة، إقامة عزاء لها حيث أوصت بذلك قبل مماتها، إذ قالت الفنانة سميرة عبدالعزيز، خلال لقائها على قناة "النهار"، "إن الفنانة الراحلة فاتن حمامة كانت في منتهى الرقة لذلك أوصت بعدم إقامة عزاء لها، وذلك إشفاقا على ابنتها نادية التي لا تعيش في مصر، ولا تستطيع التعامل في مثل هذه المواقف، وكانت تخاف أن تشق عليها نفسيا بتقبلها العزاء".
وعكة صحية ووفاة
حينما أصيبت فاتن حمامة، في أواخر حياتها، بوعكة صحية أدخلتها مستشفى دار الفؤاد، كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي أحد أمناء رئاسة الجمهورية بزيارتها والاطمئنان عليها.
وقالت في إحدى تصريحاتها، إنها لم تتمع بأحساس الأمومة، مع أولادها، نظرا لانشغالها في حياتها الفنية، ولكنها عوضت ذلك بعلاقتها وحبها لأحفادها، ورثاها عمر طارق الشريف حفيد الفنانة الراحلة وشهرته "جونيور" في إحدى تدويناته على "فيس بوك"، فور وفاتها: "جدتي، كنتِ تعيشين حياتك نجمة ساطعة، وكنتِ مثالا جميلا للإنسانية والأنوثة يحتذى به، علمت كل من حولك القوة والشجاعة والبر والإنسانية، ولم تخشي يوماً التحدي، ولم تديري ظهرك أبداً لعائلتك وأصدقائك وأمتك والشعب العربي، سنشتاق لكِ دائماً.. شكراً لأنك كنتِ نجمتي، وبمثالك الساطع منحتيني الشجاعة لأكون نفسي، أحبك".
وتوفيت فاتن حمامة في 17 يناير 2015 عن عمر يناهز 83 عامًا.