رحلت عن عالمنا الفنانة المصرية سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد مسيرة فنية طويلة تركت خلالها بصمة واضحة في الدراما والسينما المصرية. وقد شيّع جثمانها عصر السبت من مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، وسط حضور أسري وفني، فيما خيّم الحزن على الوسط الفني والجمهور الذي تابع مشوارها على مدار عقود.
وكان آخر ظهور علني للفنانة الراحلة في مطلع شهر أكتوبر الماضي، عندما حرصت على زيارة موقع تصوير فيلم «سفاح التجمع» الذي يقوم ببطولته نجلها الفنان أحمد الفيشاوي، حيث ظهرت وهي تتابع كواليس العمل وتمنحه الدعم والتشجيع. وقد لاقت تلك الزيارة تفاعلًا واسعًا، خاصة مع تداول صورها التي عكست حالة من الدفء والاعتزاز بين الأم وابنها، واعتبرها كثيرون لاحقًا لحظات وداع غير معلنة.
تنتمي سمية الألفي، واسمها الكامل سمية يوسف أحمد الألفي، إلى جيل الثمانينيات الذي أسهم في تشكيل ملامح الدراما المصرية الحديثة. وُلدت في محافظة الشرقية، ودرست علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة القاهرة، قبل أن تتجه إلى عالم التمثيل في أواخر سبعينيات القرن الماضي. بدأ مشوارها الفني بأعمال تلفزيونية ومسرحية، ولفتت الأنظار منذ ظهورها الأول في مسلسل «أفواه وأرانب» عام 1978، لتتوالى بعدها مشاركاتها في السينما والمسرح والتلفزيون.
قدمت الراحلة على مدار أكثر من خمسين عامًا أدوارًا متنوعة، جمعت بين الاجتماعي والكوميدي والتاريخي، وتميزت بحضور هادئ وأداء متزن جعلها قريبة من الجمهور. شاركت في أعمال بارزة رسخت مكانتها، من بينها «ليالي الحلمية»، و«الراية البيضا»، و«بوابة الحلواني»، و«العطار والسبع بنات»، و«علي بيه مظهر و40 حرامي»، إلى جانب عدد كبير من الأفلام والمسرحيات التي أكدت قدرتها على التنوع والاستمرار.
وعلى الصعيد الشخصي، كانت سمية الألفي جزءًا من عائلة فنية معروفة، إذ أنجبت الفنانين أحمد وعمر الفيشاوي من زوجها الأول الفنان الراحل فاروق الفيشاوي. كما خاضت عدة تجارب زوجية أخرى، قبل أن تنفصل عنها جميعًا. وخلال السنوات الأخيرة من حياتها، واجهت تحديات صحية صعبة، أبرزها إصابتها بمرض السرطان، حيث خاضت رحلة علاج طويلة أعلنت بعدها تعافيها، متحدثة في أكثر من مناسبة عن تجربتها باعتبارها رسالة أمل للمرضى.
وفي ما يتعلق بغياب الفنان أحمد الفيشاوي عن مراسم الجنازة، أوضح أن تواجده خارج البلاد حال دون حضوره، إذ كان في الولايات المتحدة في مهمة عمل، على أن يعود إلى القاهرة في أقرب وقت ممكن. في المقابل، حضر شقيقه عمر فاروق الفيشاوي إلى المستشفى في الساعات الأولى عقب الوفاة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على والدته.
