دراسة تشير إلى ازدياد رحلات العمال في أوروبا رغم تضاؤل جدواها

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة كولمن باركس للبحوث بطلب من شركة بوليكوم رائدة صناعة حلول الاتصالات، عدم وجود أي علاقة بين تضاؤل جدوى رحلات العمل والزيادة التي تشهدها ذات الرحلات في أوروبا. فمن جهة، يخطط 25% من الموظفين الذين شملتهم الدراسة إلى زيادة رحلات أعمالهم في 2011، بينما وعلى الجهة الأخرى تسائل أكثر من الثلث عن الجدوى الفعلية من تلك الرحلات، معقبين على ذلك بقولهم أن الكثير من الاجتماعات التي تضطرهم إلى مغادرة مكاتبهم يمكن عقدها بكل كفاءة وفاعلية عبر تقنية مؤتمر الفيديو المباشر، بالإضافة إلى أن الكثير منهم عبروا عن امتعاضهم الشديد في بعض الأحيان من تلك الرحلات لما تسببه من ضغط نفسي بسبب تأثيرها على علاقاتهم الأسرية وحياتهم الشخصية وعدم تمكنهم من حضور الكثير من المناسبات الاجتماعية التي يعتبرونها على قدر من الأهمية. 

وقد ألقت الدراسة الضوء على السبب الرئيسي لعدم وجود علاقة بين زيادة رحلات العمل وتضاؤل جدواها، وهو أن نصف تلك الرحلات الداخلية للموظفين تأتي بغرض حضور اجتماعات دورية، تلك الاجتماعات التي يمكن إجراءها عبر تقنية مؤتمر الفيديو المباشر بأقل تكلفة، وبدون تعطيل سير العمل، وزيادة الضغط على الحياة الشخصية. واحتوت الدراسة أيضاً على حقائق صادمة، وهي أن أربعة من كل عشر شركات فقط لم يطبقوا تقنية مؤتمر الفيديو المباشر، التقنية التي يعتبرها الكثير من الموظفين الكبار ذات جدوى عالية لما توفره من وقت ومال. 

وقد أجرت شركة كولمن باركس في شهري يناير وفبراير 2011 400 مقابلة مع موظفين كبار في أنحاء أوروبا من مختلف القطاعات الصناعية التجارية، حيث التقت بأكثر من 1000 موظف، لاستطلاع آرائهم حول رحلات العمل المنتظمة. وقد تضمنت شرائح الموظفين، رؤساء شركات ومدراء تسويق ومدراء تنفيذيين، ومديري عمليات ومستشارين ومديري مبيعات، ومدراء معلومات. وقد أظهر استنتاج تلك اللقاءات أن نصف رحلات العمل المحلية تأتي بغرض إجراء اجتماعات دورية، وأن ثلث الموظفين يتساءلون عن جدوى تلك الرحلات بالنسبة لنمو الأعمال، وأن ثلثهم أيضاً يرون أن تلك الاجتماعات يمكن عقدها عبر تقنية مؤتمر الفيديو المباشر، فضلاً عن أن قرابة النصف، اتفقوا على جدوى تلك التقنية وانعكاسها على تخفيض نفقات العمل، وأكدوا أيضاً أنهم يصلون متأخرين على موعد الاجتماعات بمعدل 2.5 اجتماع سنوياً بسبب تأخر الرحلات أحياناً. 

ومن الحقائق التي أظهرتها الدراسة أيضاً، أن مدراء الشركات قد سافروا من 7 إلى 8 مرات داخلياً ومن 6 إلى 7 مرات خارجياً في 2010، وأن الموظفين التنفيذيين قضوا حوالي 13 يوماً خارج مكاتبهم في رحلات قصيرة  خلال 2010 ، وأن حوالي ثلثهم قضى ثلاثة أسابيع خارج مكاتبهم خلال 2010 في رحلات عمل، وأن الربع يعاني من ضغط نفسي تجاه السفر بالطائرة وأن واحداً على أقل من كل 10 قد فاتته مناسبة اجتماعية أو عائلية مهمة. 

وبالتركيز على التضاد بين تضائل جدوى رحلات العمل وزيادتها الفعلية، فضلاً عن عدم رضا التنفيذيين عن رحلات العمل، فإن الدراسة أيضاً كشفت عن حاجة قطاع الأعمال إلى حلول أفضل، وهو الأمر الذي يتوفر في الحلول التي تقدمها شركة بوليكوم متمثلة في تقنيات التواجد الفعلي الهاتفي ومؤتمر الفيديو المباشر التي أثبتت جدواها في رفع مستويات الإنتاجية وتقليل نفقات السفر والضغط النفسي وعدم اضطراب سير الأعمال. وتشير الدراسة إلى أنه بإمكان الشركات جني الكثير من الفوائد عبر منح تقنية مؤتمر الفيديو المزيد من الأهمية على سلم أولويات تقنية المعلومات.