دورة حول التبرع بالأعضاء بحمد الطبية

شارك نحو 200 من موظفي الرعاية الحرجة ومنسقي زراعة الأعضاء بمؤسسة حمد الطبية مؤخرًا في الجلسة الثانية لدورة الموت الدماغي والتبرع بالأعضاء، التي نظمتها لجنة زراعة الأعضاء التابعة لمؤسسة حمد الطبية، بقاعة حجر بالمركز التعليمي الطبي.
وقد تم عقد الدورة في إطار جهود لجنة زراعة الأعضاء الرامية لتطوير برامج التبرع بالأعضاء وزراعة الأعضاء في دولة قطر، والدورة تمثل جزءًا من أنشطة التعليم المستمر للأطباء والطواقم العلاجية العاملة في مجالات الرعاية الحرجة، مثل وحدات العناية المركزة، وأقسام الطوارئ، بالإضافة إلى منسقي زراعة الأعضاء. وشملت المواد التي تم تدريسها في هذه الدورة الموت الدماغي، والسياسات المعمول بها حاليًا فيما يتعلق بالتبرع بالأعضاء، ودور مقدمي الرعاية الصحية في عملية التبرع بالأعضاء، خصوصًا فيما يتصل بتقييم واستدامة المتبرعين المحتملين، والسعي لتوفير المزيد من الأعضاء لاستخدامها في عمليات زراعة الأعضاء.
وفي حديث له بمناسبة انعقاد هذه الدورة؛ أكد الدكتور يوسف المسلماني، رئيس لجنة زراعة الأعضاء بمؤسسة حمد الطبية أهمية التواصل والعمل بروح الفريق الواحد في عملية التبرع وزراعة الأعضاء.
وقال الدكتور حسن المالكي، استشاري أمراض الكلى ونائب رئيس لجنة زراعة الأعضاء: " إن الطلب المتزايد على الأعضاء قد أدى إلى إطالة وقت الانتظار وازدحام قائمة المنتظرين، الذين قد يموت بعضهم قبل أن يجد العضو الذي يحتاجه". وقد استطرد د. المالكي في حديثه ملقيًا الضوء على الجوانب القانونية والدينية والطبية، فضلاً عن الوضع السابق والراهن لأنشطة التبرع بالأعضاء وزراعة الأعضاء في دولة قطر كما كشف د. المالكي عن التباين الكبير بين الزيادة الفعلية في عدد المتبرعين بالأعضاء والزيادة في عدد المرضى الموجودين في قائمة الانتظار أملاً في أن تُجرى لهم عملية زراعة أعضاء.
ويُشير الدكتور/ المالكي إلى حقيقة أن عملية التبرع بالأعضاء ونقلها وزراعتها هي عمليات طويلة ومعقدة حيث إنها تشمل التعرف على المتبرعين المحتملين، والتحويلات المبكرة، والمحافظة والإبقاء على المتبرعين، والتنسيق الكامل مع بقية أعضاء فريق نقل وزراعة الأعضاء واختيار المرضى القابلين لزراعة الأعضاء.
وأضاف د. المالكي بقوله: "إن التنسيق الجيد فيما بين مختلف الفرق يعتبرمن الجوانب الأساسية والهامة في عملية نقل وزراعة الأعضاء، ونعتقد أن تثقيف الموظفين المعنيين بهذه العملية وتوعيتهم هي من الخطوات الهامة والأساسية التي من شأنها أن تفعِل وتزيد من عدد المتبرعين بالأعضاء بمستشفياتنا". ثم أكد أن برامج نقل وزراعة الأعضاء المتوفرة حاليًا بمؤسسة حمد الطبية تتضمن نقل وزراعة الكلى والكبد والبنكرياس.
وقد تضمنت قائمة المحاضرين المتحدثين في الدورة الدكتور/ ديرك ديليو الذي تناول في محاضرته الجوانب الإكلينيكية للوفاة الدماغية، ثم الدكتور/ حسين العوضي الذي تناول عملية إدارة المتبرعين والعناية بهم ورعايتهم والدكتور/ حاتم الشوبكي الذي قدم شرحًا للخطوات المطلوب توفرها لتقييم المتبرعين المحتملين من المتوفين.
الجدير بالذكر أنه من الممكن الحصول على الأعضاء من متبرعين أحياء أو أموات، وبمقتضى مرسوم أميري بإمكان الشخص الذي يتمتع بكامل سلطته القانونية التبرع أو التوصية الخطية المكتوبة بالتبرع بعضو واحد أو أكثر من أعضائه بمقتضى بيان خطي مدعوم بشهادة اثنين من الشهود المؤهلين. أما في حالة التبرع بالأعضاء من قبل الميت فيتعين الحصول على موافقة أحد أقرب الأقربين أو الأقارب من الدرجة الثانية للشخص المتوفي.
يحظر إعلان أسطنبول للعام 2008 ، والذي تعتبر دولة قطر إحدى الدول الموقعة عليه، الإتجار بالأعضاء وسياحة زراعة الأعضاء، وتحث الدول الأخرى على العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بتوفير الأعضاء لنقلها وزراعتها للمرضى المحتاجين.
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.