انهيار تشيلسي يرسم ملامح مصير لامبارد

تاريخ النشر: 05 يناير 2021 - 01:52 GMT
فرانك لامبارد
فرانك لامبارد

حسم مانشستر سيتي قمة المرحلة الـ 17 من الدوري الإنجليزي الممتاز، وعمق جراح مستضيفه تشيلسي على ملعب ستامفورد بريدج.

بهذه النتيجة، رفع سيتي رصيده إلى 29 نقطة في المركز الخامس، بينما تجمد رصيد تشيلسي عند 26 نقطة في المركز الثامن، وهذا ما جعل مدرب البلوز فرانك لامبارد، تحت ضغط كبير.

ويدرك لامبارد تماماً متطلبات أن يكون مدرباً لتشيلسي تحت قيادة الملياردير المزاجي رومان آبراموفيتش، وهو الذي لعب لتسعة مدربين مختلفين خلال مسيرته الاحترافية في ستامفورد بريدج.

والآن، يجد لامبارد نفسه في مرمى نيران آبراموفيتش بعد هزيمة الأحد، ليبقى النادي اللندني عند فوز وحيد من مبارياته الست الأخيرة، وهذا يعني إلى حد كبير أن الحلم بإحراز اللقب بدأ يتبخر.

وكان من المتوقع أن يكون تشيلسي في موقع أفضل بكثير بعد المبالغ الطائلة التي أنفقها الصيف الماضي في سوق الانتقالات والتي بلغت 220 مليون جنيه استرليني (300 مليون دولار)، في وقت كانت فيه معظم الفرق الأوروبية الكبرى تتقهقر مادياً نتيجة الآثار الاقتصادية لوباء فيروس كورونا.

البحث عن بديل

بعد أن عزز صفوفه بكاي هافيرتس وتيمو فيرنر وحكيم زياش وبين تشيلويل والحارس إدوارد ميندي، توقع آبراموفيتش أكثر من أن يكون تشيلسي ثامناً مع وصول الموسم إلى منتصفه تقريباً.

ولم يكن الصبر يوماً من فضائل الملياردير الروسي الذي اشترى النادي قبل 18 عاماً، وحتى أن أسطورة في النادي مثل لامبارد، الهداف التاريخي للبلوز، قد لا يحصل على المزيد من الوقت لتغيير الوضع.

وذكر موقع “ذي أثلتيك” أن تشيلسي بدأ بالفعل عملية البحث عن بديل للامبارد في حال إقالة ابن الـ 42 عاماً من منصبه.

وما يزيد من صعوبة موقف المدير الفني الشاب أنه نجح في موسمه الأول في قيادة فريقه إلى مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا رغم حرمان الفريق من إجراء أي تعاقدات بسبب مخالفته قواعد التوقيع مع اللاعبين القُصَّر وتخليه عن نجمه إيدين هازار لريال مدريد.

وزادت الأموال التي أنفقت هذا الصيف، من حجم التوقعات حتى لو أن لامبارد حذر دائماً من أن تشيلسي يحتاج إلى المزيد من الوقت للوصول إلى مستوى ليفربول البطل ومانشستر سيتي.

وقال لامبارد بعد هزيمة رابعة في ست مباريات: “التوقعات مختلفة هذا العام لأن الجميع ينظر ويقول، لقد أنفقت هذا المبلغ من المال، الحقيقة هي أن الكثير من اللاعبين الذين جاؤوا إلى هنا هم جدد وشبان، تعرضوا للإصابة أو لم يشاركوا معا. هناك الكثير من التوقعات غير الواقعية”.

لكن الطريقة التي هزم بها تشيلسي أمام مانشستر سيتي رغم الظروف التي يمر بها الأخير نتيجة إصابة العديد من لاعبيه بفيروس كورونا، لم تقدم أي إشارات حول ما يحاول لامبارد بناءه هذا الموسم.

وتزداد الخيبة في فشل تشيلسي بأن يكون منافساً جدياً على اللقب بعد ما شهده الجميع في مستهل الموسم الجديد من تراجع في مستوى المعايير التي فرضها ليفربول ومانشستر سيتي في المواسم الأخيرة، مما فتح الباب أمام فرق أخرى للدخول على خط المنافسة باستثناء البلوز.

وفي الوقت الذي تقدم فيه مانشستر يونايتد وتوتنهام وضيّقا الفجوة مع ليفربول وسيتي، يجد تشيلسي نفسه متخلفاً خلف ليستر سيتي وأستون فيلا وإيفرتون، مما ترك لامبارد كصاحب أدنى معدل نقاط في المباراة الواحدة بين جميع المدربين في حقبة آبراموفيتش.

كما تم التشكيك في علاقة الدولي الإنجليزي السابق بلاعبيه منذ توبيخه العلني لسلوكهم واندفاعهم في الهزيمة 1-3 أمام آرسنال الأسبوع الماضي.

ولا يبدو أن مقاربة لامبارد أعطت نتائجها المرجوة، بل على العكس، إذ ظهر المزيد من التكاسل على غرار زياش الذي اكتفى بمشاهدة كيفين دي بروينه يشق طريقه دون مقاومة نحو تسجيل الهدف الثالث لسيتي بعد أقل من 35 دقيقة على البداية.

ويشاع أن عدم قدرة لامبارد على استخراج أفضل ما يملكه لاعبوه من قدرات، لا سيما من بين القادمين الجدد، تسبب في قلق كبير داخل أروقة النادي.

وللمباراة الرابعة على التوالي، شارك هافيرتس كلاعب بديل في الشوط الثاني رغم معاناة فريقه، في حين فشل فيرنر الذي فرض نفسه كأحد أفضل هدافي الدوري الألماني مع فريقه السابق لايبتزيش في الوصول إلى الشباك لـ 13 مباراة.

وحصل لامبارد على الأدوات اللازمة لبناء فريق قادر على تحقيق ما هو أكثر بكثير مما أظهره الشهر الماضي، والآن، بات عامل الوقت جوهرياً للبدء في تحقيق النجاح إذا ما أراد تجنب مصير العديد من المدربين الذين سبقوه خلال حقبة آبراموفيتش.