54 قتيلاً حصيلة مواجهات سامراء ..اليابان وكوريا تقرران ارسال قوات الى العراق

تاريخ النشر: 01 ديسمبر 2003 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

فيما اعلن ناطق عسكري اميركي ان حصيلة المواجهات التي وقعت امس في سامراء بين عناصر من المقاومة العراقية والجيش الاميركي اسفرت عن مقتل 54 شخصا بدون الاشارة ما اذا كانوا مدنيين او مقاتلين. وافقت اليابان وكوريا الجنوبية على ارسال قوات عسكرية الى العراق رغم الخسائر المتلاحقة في صفوف قوات التحالف الدولي. 

قال متحدث باسم الفرقة الرابعة للمشاة التي تشرف على المنطقة الوسطى في العراق رافضا كشف اسمه ان حصيلة القتلى بلغت 54 شخصا قتيلا، بدون ان يحدد ما اذا كانوا مدنيين او مقاتلين. 

وكان المتحدث باسم الفرقة اللفتنانت كولونيل بيل ماكدونالد اشار في وقت سابق الى ان الاشخاص الـ 46 الذين قتلوا في تبادل اطلاق نار أمس الاحد في سامراء هم مهاجمون عراقيون، لكن مدير مستشفى المدينة عابد توفيق صرح ان ثمانية عراقيين قتلوا وجرح اكثر من ستين آخرين في القذائف التي اطلقتها الوقت الاميركية الاحد خلال المواجهات في المدينة. 

وقد تعرضت قافلة تمويل للجيش الأميركي تحمل شحنات من الدينارات العراقية الجديدة إلى هجومين متعاقبين في مدينة "سامراء"، اندلعت على إثره معارك شرسة ردت فيها القوات الأميركية بوابل كثيف من نيران الدبابات وعربات الجنود المصفحة، مما أسفر عن مصرع 46 من المهاجمين وإصابة 18 واعتقال ثمانية منهم، فضلاً عن إصابة خمسة جنود أميركيين ومدني.  

وقال المتحدث باسم الفرقة الرابعة مشاة، روبرت كارجي "كانت العمليتان هجوماً منسقاً"، مما استدعى تدخل قوات من الكتيبة الأولى، والفوج 66 المدرع فضلاً عن رجال الشرطة العسكرية الأميركية، التي شنّت هجوماً مضاداً قوياً. 

وأشار كارجي إلى أن بعض القتلى من المهاجمين كانوا يرتدون ملابس سوداء مماثلة لبزات فدائيي صدام وقال المتحدث العسكري إن الهجومين -وقعا شرقي وغربي مدينة "سامراء" التي تقع 75 ميلا شرقي العاصمة بغداد - خلف خمسة من الجرحى بين صفوف الجنود الأميركيين بالإضافة إلى إصابة مدني واحد. 

وصرح كارجي بإن الهجوم وقع مع اقتراب القافلة العسكرية لإقليم صلاح الدين، حيث بادر رجال المقاومة، الذين زرعوا جنبات الطريق بالمتفجرات، إلى إطلاق النيران باستخدام البنادق والصواريخ والقذائف من على رأس البيوت المجاورة والطرقات. 

وتمكنت مدرعة أميركية من اختراق حاجز أقامه رجال المقاومة لمنع تقدم أحد القافلتين، فيما فتحت الدبابات نيرانها صوب ثلاثة مباني احتمى بها عناصر المقاومة وفي أقل من الساعة من زمن الهجوم الأول، فتح أربعة مسلحون من سيارة النار على عناصر من كتيبة المهندسين القتالية التي ردت بنيران مماثلة أسفرت عن إصابة بعض المهاجمين واعتقالهم. 

وتقع "سامراء" و"تكريت" في محافظة صلاح الدين التي دعى حاكمها، صلاح الدين جاسم الجبوري، السبت الماضي رجال الأعمال إلى الاستثمار في المنطقة في أعقاب استتباب الأمن والاستقرار ويأتي الهجومان الأخيران في ذروة اسبوع دموي، استهدفت خلاله المقاومة العراقية عدداً من الدبلوماسيين، وضباط استخبارات ومقاولين من دول تشارك الولايات المتحدة في احتلال العراق. 

وقتل كوريان جنوبيان في وقت سابق امس الاحد عندما امطرت سيارتهما بالرصاص قرب مدينة تكريت مسقط رأس صدام بعد يوم واحد من قتل سبعة من عناصر المخابرات الاسبانية ودبلوماسيين يابانيين وسائقهما العراقي ومقاول كولومبي. واعلنت القوات الاميركية مقتل جنديين اميركيين يوم السبت الماضي عندما هاجم مقاتلون قافلتهما قرب الحدود السورية بعد ادمى شهر للقوات المحتلة منذ الغزو الاميركي في اذار/مارس . 

وبلغ مجمل الخسائر الاميركية في القتال 74 جنديا خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر و301 خلال الحملة كلها. وشهد الشهر الماضي ايضا خسائر كبيرة بين حلفاء الولايات المتحدة الاخرين ولاسيما مقتل 19 ايطاليا في هجوم انتحاري. 

اليابان وكوريا 

وأعربت اليابان وكوريا الجنوبية عن إصرارهما اليوم الاثنين على المضي قدما في خططهما إرسال قوات للعراق بالرغم من جرائم قتل في مطلع الاسبوع تعرض لها العديد من رعاياهما في العراق. 

ولا تعتزم أي من البلدين إرسال عدد كبير من الجنود أو المشاركة في عمليات قتالية إلا ان مشاركتهما تمثل خطوة هامة لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في إقناع المزيد من الدول بالانضمام. 

وقتل دبلوماسيان يابانيان بالرصاص في كمين يوم السبت وهما في طريقهما لمؤتمر لأعمال إعادة البناء في بلدة تكريت الشمالية بينما قتل عاملا كهرباء كوريان جنوبيان في اطلاق للنيران ايضا قرب تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين. 

وقال رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي الذي اعيد انتخابه الشهر الماضي والذي يجب ان يحقق التوازن بين الروابط الأمنية مع الولايات المتحدة وقلق الناخبين من التورط في العراق عن إرسال قوات "ليس هناك تغيير في هذا". 

واستطرد "لابد ألا تذعن اليابان للارهابيين الذين يسعون لوقف جهود إعادة الإعمار ويسببون فوضى". 

ولم يقدم أي مؤشر بخصوص موعد إرسال قوات يابانية للعراق. 

أما وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون يونج كوان فقال في مؤتمر صحفي ان كوريا الجنوبية ستمضي قدما في خططها نشر مزيد من القوات في العراق بالرغم من اطلاق الرصاص على أربعة مدنيين كوريين جنوبيين يوم الاحد مما أسفر عن مقتل اثنين منهم. 

وقال يون وهو عضو بمجلس الامن القومي الكوري الجنوبي "خطة نشر قوات في العراق لن تتأثر وليس هناك تغيير في خططنا الأصلية". 

ومضى يقول انه لم يتضح ما اذا كان الهجوم الذي وقع يوم الاحد كان يستهدف الضحايا الكوريين الجنوبيين الذين قتل منهما اثنان 

وأصيب اثنان بسبب مساندة سول للقوات المتحالفة بقياد الولايات المتحدة في العراق. 

وقالت وزارة الخارجية "بالرغم من الحادث المأسوي فلن نذعن للعنف أو القتل. وسنواصل مشاركتنا في المساعدات الانسانية للعراق وجهود إعادة الإعمار". 

وأدان الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون الهجوم وقال لمستشاريه "هذا الحادث ليس إرهابا ضد القوات المسلحة أو منظمة عامة ولكنه ارهاب ضد مدنيين . 

"لا يمكن التغاضي عن مثل هذا النوع من النشاط غير الإنساني". 

ويرفض العديد من الكوريين الجنوبيين ارسال مزيد من القوات للعراق وتتزايد المعارضة منذ تصاعد الهجمات في العراق في الآونة الأخيرة. 

وفي اليابان أوضح استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم ان معظم اليابانيين يعارضون إرسال قوات على الأقل الى ان تتحسن الأحوال الأمنية. 

ووسائل الاعلام اليابانية مقسمة حول ما اذا كان يجب ان يمضي كويزومي قدما في خططه بارسال قوات والتي جرى تعليقها بعد الهجوم على القوات الايطالية الشهر الماضي. 

وقالت صحيفة اساهي شيمبون في مقال افتتاحي "لماذا قتل هؤلاء الناس الذين كانوا يحبون العراق ويعملون دون الاهتمام لأي خطر قد يتعرضون له.. الحادث مؤلم للغاية. وبصرف النظر عن السبب لا يمكن ان نسامح الجناة". 

وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي عن التزامه بارسال مزيد من القوات للعراق للانضمام الى ٦٧٥ كوريا جنوبيا من سلاحي الخدمات الطبية والمهندسين إلا انه يواجه قرارا صعبا حول ما اذا كان سيرسل قوات قتالية ايضا. 

الى ذلك، من المرجح ان تؤدي الصور المخيفة لشبان عراقيين وهم فرحين ويركلون جثث قتلى المخابرات الاسبانية الى تزايد المعارضة العامة لنشر قوات في العراق . 

وأخذ شبان يقفزون فوق حطام السيارات الاسبانية المحترقة صباح امس الاحد وقال طالب يبلغ من العمر 20 عاما اسمه عبد القادر اننا سعداء بما حدث اننا لا نحب الاميركيين او الاسبان. 

وظل رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار الذي تحدى الرأي العام في بلاده ليؤيد الرئيس جورج بوش على تحديه رغم دعوات لاعادة الجنود الاسبان البالغ عددهم 1300 من العراق . 

وقال في خطاب عبر التلفزيون الى الشعب الاسباني الكراهية المتعصبة التي صاحبت احدث الاعمال الوحشية تلك تعطينا صورا لا يمكن تخيلها ويجب الا ننساها ابدا. لا خيار امامنا سوى مواجهة هذا التعصب بشكل مباشر ونحت المعارضة الاشتراكية جانبا اعتراضاتها على الحرب كي تنضم الى الاعراب عن الاسف على مقتل الاسبان. وطالبت احزاب اخرى باستقالة وزير الدفاع وسحب القوات الاسبانية من العراق—(البوابة)—(مصادر متعددة)