الحلأ (هيربيز) الذي يصيب الأعضاء التناسلية
الالتهاب الناتج عن فيروس الحلأ المفرد يسبب ظهور نتوءات حمراء اللون . تتحول هذه النتوءات إلى نفط مليئة بالسائل تنفجر مخلفة نقور تنز إفرازات أو تنزف دما . يصاحب أول نوبة في الغالب حمى قوية وتضخم البروزات اللمفاوية الصلبة الموجودة في أصل الفخذ ، مما يسبب التهاب مجرى البول .
قد تنشأ تقرحات هيربيز الأعضاء التناسلية على ذكر الرجل المصاب أو حوض الخصيتين أو الردفين أو الشرج أو الفخذين . وقد تنشأ الثقرحات أيضا في مجرى البول فلا تظهر للعيان ولكنها تسبب إفرازات دقيقة وآلاما أثناء التبول .
أما النساء فتظهر فيهن تقرحات الهيربيز في منطقة الأعضاء التناسلية الخارجية ، أو الردفين ، أو الفخذين ، أو المهبل ، أو عنق الرحم . وقد تسبب هذه التقرحات إفرازات مهبلية ، وآلاما أثناء التبول ، والتهاب الفرج ووجع أو ألم في كل منطقة الأعضاء التناسلية .
تندمل تقرحات الهيربيز وتتقشر خلال أسبوع إلى عشرة أيام ، حتى ولو بدون علاج . ولكن ، بما أن الفيروس يظل حيّا داخل جسم المصاب يكون من الممكن أن ينقل الشخص المصاب المرض حتى ولو كانت التقرحات قد اختفت . قد تعود التقرحات إلى الظهور بين حين وآخر . شعور المصاب بوخزات خفيفة في الأعضاء التناسلية غالبا تنذر بتفشي المرض من جديد .
تتعرض المرأة الحامل المصابة بالهيربيز لخطر الإجهاض أو الولادة قبل الأوان . وقد تنقل المرأة المصابة عدوى المرض إلى طفلها أثناء الولادة . قليلا ما يحث ذلك ، ولكنه إذا حدث قد يسبب العمى وعطب في الدماغ ووفاة المولود .
مــرض الــزهــري
مرض الزهري تسببه البكتيريا الولبية ، وينشأ عادة على ثلاث مراحل :
أول أعراض هذا المرض يكون عادة تقرح غير مؤلم يسمى القرحة الأولية . ينشأ التقرح بعد مدة تسعة إلى تسعين يوما من تاريخ تعرض المصاب للمرض ، ويصحبه بعض الأحيان تضخم في الغدد المفاوية في منطقة أصل الفخذين . وقد تظهر التقرحات الأولية على الأعضاء التناسلية أو الفم أو الشفاه أو الثديين أو الشرج أو حتى رؤوس الأصابع . وتظل التقرحات التي تصيب النساء غير ظاهرة للعيان لأنها تنشأ داخل المهبل . بعض المصابين لا تظهر عليهم أية تقرحات البتة . ومع أن التقرحات تختفي خلال مدة اسبوع إلى خمسة أسابيع ، إلا أن بكتيريا الزهري تظل داخل الجسم .
تبدأ المرحلة الثانية بعد المرحلة الأولى بأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ، ويظهر فيها طفح جلدي ، وتقرحات على الفم ، و/أو أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا (صداع ، حمى خفيفة ، وألم في المفاصل) . في هذا الوقت تكون البكتيريا قد تكاثرت وانتشرت وأصبح المرض ينتقل حتى بمجرد التقبيل .
المرحلة الثالثة ، وهي مرحلة ركود المرض ، تبدأ بعد سنة تقريبا من الإصابة الأولى ، وتدوم من عشر إلى عشرين سنة . ولا تظهر خلال هذه المدة أية أعراض للمرض ، وبعد مضي بضعة سنوات يصبح المرض غير معد . إلا أن بكتيريا الزهري قد تكون هاجمت القلب أو الدماغ أو الأعضاء الأخرى .
المرحلة الرابعة هي المرحلة الأخيرة . وقد يسبب الضرر الذي يكون أصاب الأعضاء خلال المراحل السابقة مرضا في القلب أو العمى ، أو مرضا عقليا ، أو الكسـاح .
إذا لم تتم معالجة الزهري أثناء الحمل ، قد ينتقل المرض من الأم إلى طفلها الذي عندها قد يلد ميتا أو مشوها أو مريضا .
قبل أن يصبح بالإمكان معالجة الزهري ، كان هذا المرض أشد ما يدخل الرعب على النفوس بين جميع الأمراض الجنسية . باكتشاف البنسلين في العقد الأربعين من القرن الماضي ، انخفض معدل إصابات الزهري انخفاضا يدخل البهجة على النفوس . معدل الإصابة المسجل في الولايات المتحدة الآن بلغ أدنى مستوى منذ بدء السجل في عام 1941 . هذا الانخفاض غير المسبوق في اصابات مرض الزهري ، مقرونا بواقع تركز الإصابات في 20 في المئة من مناطق الولايات المتحدة ، وفّر فرصة ، ولو ضيقة ، للقضاء على الزهري في الولايات المتحدة قضاء مبرما . كشفت الجهات الصحية الحكومية في عام 1999 عن خطة وطنية وضعت لتحقيق هذا الهدف .
الـتـهـاب الـكـبـد نـوع " ب "
يسبب التهاب الكبد ، كما هو الحال مع مرض الإيدز ، فايروس يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي ، أو إفرازات الجسم ، أو الدم . إلا أن فيروس التهاب الكبد ، على عكس فيروس الإيدز ، قاسيا وعنيدا ويمكن أن يظل معديا لمدة طويلة ، حتى في الدم الجاف أو اللعاب أو الإفرازات الأخرى . يحدث المرض على ثلاث مراحل منفصلة ، هي :
تبدأ المرحلة الأولى من التهاب الكبد نوع "ب" بأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا ويختفي بتحوله إلى اليرقان . ثم تأتي المرحلة الثانية . يكون الشخص المصاب بهذا المرض نحيلا وضعيفا وكسلانا ويضايقه أي شيء ، ويكون كبده متضخما ومؤلما . الضرر الذي يسببه هذا المرض يكون في الغالب أبديا . ربع المصابين بمرض التهاب الكبد نوع "ب" ينتهي بهم الأمر إلى الموت أو فشل الكبد .
الناس الذين يعرفون مرض الكبد نوع "ب" يخشون هذا الفيروس لأنه سهل الانتقال من شخص إلى آخر ، لا سيما عند مقارنته بمرض الإيدز . التطعيم ضد مرض الكبد متوفر ، ويبدو أن له أثرا إيجابيا . كانت الاصابة بالأمراض الجنسية في ازدياد إلى حلول عام 1985 ، وبعدها انخفضت بنسبة 55 % خلال المدة المنتهية بنهاية 1993 . ويرجع ذلك الانخفاض إلى ازدياد استعمال التطعيم بين الكبار ، وتعديل الممارسات المتعلقة بالخطورة العالية ، وربما انخفاض عدد الأشخاص المعرضين للمرض . منذ عام 1993 ، ارتفعت نسبة الإصابة بالمرض بين ثلاث مجموعات معرضة لخطر الإصابة ، هي : الأشخاص الذين يمارسون الجنس مع عدة أشخاص من الجنس الآخر ، اللوطيّون ، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن .
من هم الأشخاص الذين يجب أن يتلقوا التطعيم ؟ : جميع الأطفال عند الولادة ؛ جميع الأطفال منذ الولادة حتى بلوغ الثامنة عشرة الذين لم يسبق أن تطعموا ؛ الأشخاص مهما كانت أعمارهم الذين تعرضهم تصرفاتهم للعدوى ؛ والأشخاص المعرضين بحكم عملهم لملامسة الدم .