البروتين في الدم.. يزيد خطرالإصابة بمرض القلب

تاريخ النشر: 24 يونيو 2005 - 07:04 GMT

 يتراكم الكولسترول على جدران الشرايين فتتقلص الأوعية الدموية ويرتفع ضغط الدم . يتوفرالآن فحص جديد يساعد على التنبؤ بانفجار الشرايين المسدودة الخطير الذي يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية .

 

فحص الدم المذكور رخيص ، يقيس مستويات ما يجري في الدم من مركب مرتبط بالإلتهابات يسمى بروتين ج الإرتكاسي .  وينتشر استعمال هذا الفحص في عيادات الأطباء بازدياد في جميع أنحاء البلاد .

 

قال الدكتور جيمس أوكيف ، الناطق باسم الكلية الأمريكية لطب القلب ومدير طب القلب الوقائي بمعهد كنساس سيتي : إنه حتى الأشخاص الذين تكون مستويات الكولسترول عندهم منخفضة قد يكونون معرضين بنسبة عالية لخطر الإصابة بمشاكل قلبية إذا كان البروتين الارتكاسي عندهم مرتفعا . 

 

قال أخصائي آخر ، هو الدكتور سدني سميث ، الرئيس السابق للجمعية الأمريكية للقلب ، يجب أن يكون فحص البروتين الارتكاسي مكملا ، لا بديلا ، للفحوصات التشخيصية التقليدية مثل فحوصات الكولسترول وارتفاع ضغط الدم . وأضاف قائلا يبدو في هذا الوقت أن هذا الفحص يوفر معلومات إضافية مهمة ومجدية .

 

أشارت التوصيات التي قدمتها جمعية مرض القلب في عام 2003 إلى أن مجموعة الأطباء تنصح بعدم إجراء  فحص البروتين الارتكاسي المذكور لجميع السكان ، وأن يكتفى بقيام الأطباء باجراء هذا الفحص وفق ما يرونه مناسبا ، مع العلم أن هذا الفحص يفيد أكثر من يفيد المرضى الذين سبق تشخيصهم بأن عندهم مختلف عوامل الخطر بالإصابة بمرض القلب .

 

فحص البروتين الارتكاسي يدل على وجود إلتهابات تسببها الإصابات والأمراض . يحدث الإلتهاب غالبا عندما تنسد الشرايين ويصيبها المزيد من الإعياء.

 

ربما أن البروتين الارتكاسي يسبب الإلتهاب ، ولكن الأرجح أنه لا يسببه بل يدل على وجوده . لا يقترن وجود هذا البروتين بمرض القلب فقط ، فهو موجود في نسبة عالية  في الأشخاص المصابين بالتهابات تصاحب أمراضا كالتهاب المفاصل  والالتهابات المعوية .

 

يقول الدكتور سميث إنه تبين خلال العقد المنصرم أن تصلب الشرايين يحدث على مدى سنين طويلة ، ويبدو أن الالتهابات تشكل جزء مهما من أسباب الأذى الذي يلحق بالشرايين ويقرّحها فتنسد . إذن يبدو أن التصلب العصيدي  مع وجود التهابات مستفحلة هو ما يحدد الأشخاص الذين يواجهون خطر الإصابة .

 

الدكتورأوكيف يشـبّه هذا النوع من اصابات الشرايين بالنفطة التي تظهر على الوجه . الإلتهاب ، سواء في النفطة أو في الشريان المصاب ، يسبب ورم المنطقة المصابة لدرجة أنها  غالبا  تنفجر .

 

طبعا عندما تنفجر النفطة على الوجه تؤثر على المصاب من ناحية جمالية وبشكل عابر . ولكن عندما ينفجر شريان ملتهب تخرج منه مواد دهنية وتدخل في مجرى الدم فيزيد احتمال تخثر الدم  ، وهذا ما يسبب النوبة القلبية . لذلك فإن فحص البروتين الارتكاسي (الذي يكلف حوالي 12 دولارا) يساعد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض شرايين القلب بسبب  ارتفاع مستوى الكولسترول ، وارتفاع ضغط الدم ، والبدانة ، والتدخين ،   وتاريخ العائلة المرضي .

 

جمعية أمراض القلب ، شأنها شأن الكلية الأمريكية لأمراض القلب ، لم توافق بعد على جعل فحص البروتين فحصا قياسيا يكون في مقدمة الفحوص التي تجرى لتشخيص مرض القلب . ولكنهما ، حسب قول الدكتور أوكيف ، سيفعلان ذلك في المستقبل القريب بعد ظهور المزيد من المعلومات .

 

أشار الدكتور أوكيف إلى مقالين منفصلين نشرا في عدد شهر كانون الثاني من هذا العام في مجلة نيو إنجلاند الطبية . يتحدثان المقالان عن دراستين دلت نتائجهما على أن قوة دلالة ارتفاع البروتين الارتكاسي في تشخيص مشاكل القلب تعادل قوة دلالة ارتفاع الكولسترول السيء.

 

يقول الدكتور أوكيف إنه حتى الأشخاص الذين يكون الكولسترول السيء عندهم منخفضا قد يستفيدون من فحص البروتين الارتكاسي .  

 

تفيد المعلومات المتوفرة أن الأشخاص الذين يكون البروتين الارتكاسي عندهم مرتفعا يستطيعون تقليل خطر إصابتهم بنوبة قلبية بمعالجة الكوليسترول بتناول الستاتن (دواء يمنع تكون الكولسترول) لتخفيض الكولسترول الذي هو منخفض عندهم أصلا إلى مستوى أقل . لأن الستاتن يخفف الالتهابات أيضا .

 

على كل حال ، قد لا يضطر أغلب الأمريكيين إلى اللجوء إلى الأدوية لتخفيض التهابات الشرايين لأن ما يرفع مستوى الكولسترول وضغط الدم ، كالتدخين وقلة التمارين البدنية والغذاء السيء ،  يرفع أيضا مستوى البروتين الارتكاسي .

 

يحذر الدكتور أوكيف أن أهم عامل خطورة هو البدانة ، فالوزن الزائد المزمن ، لا سيما في وسط الجسم ، يرفع مستوى البروتين الارتكاسي . الأشخاص النحفاء يكون مستوى البروتين الارتكاسي عندهم منخفضا . لذلك ينصح الدكتور أوكيف بالقيام بالتمارن البدنية وإنقاص الوزن واتباع نظام غذائي صحي .