المشاكل بين الأخوة يؤدي إلى العنف لاحقا!

تاريخ النشر: 26 أغسطس 2005 - 07:52 GMT

أفادت دراسة قامت بها جامعة فلوريدا الأمريكية أن الاخوة والأخوات الذين كانوا يتعاركون مع بعضهم أثناء النمو ينمون في عقلهم الباطن فكرة العنف والتي تترجم بتصرفات عنيفة عند الارتباط بقصد الزواج في المراحل العمرية القادمة. 

 

اكتشفت الدراسة كذلك أن الأزواج الذين يمارسون العنف مع زوجاتهم ينتمون إلى عائلات كان يمارس فيها العنف الجسدي مع أفراد العائلة سواء كان هذا التصرف يتم ضد الأطفال أنفسهم أو بين الأب والأم. 

 

أشارت الدراسة إلى أن الأطفال عندما يبلغون عمر الرابعة عشرة يميلون إلى قضاء وقت اكبر مع أصدقائهم وبالتالي قضاء وقت اقل مع العائلة. لكن الدراسة تشير إلى أن هؤلاء الأطفال في مرحلة النمو المبكرة يتجهون إلى اللجوء إلى العنف للفت الانتباه أو للسيطرة على الاخوة والأخوات، بعد ذلك يحملون هذه الصفات و يمارسونها على الأزواج في مراحل متقدمة من العمر. 

 

أفادت نتيجة البحث أن حوالي عشرة في المائة ممن شملتهم الدراسة من الرجال و حوالي 8 بالمائة من النساء أفادوا أن أزواجهم أو زوجاتهم استخدموا ضدهم أسلحة قاتلة مثل السكاكين و المسدسات أثناء بعض المشاكل الزوجية. 

 

وقد لوحظ أن اعنف الحالات في العنف الزوجي كانت لأزواج الذين كان لهم اخوة أشقاء بينما كانت اقل النسب للأخوات بدون اخوة أشقاء. 

 

كذلك اختلف رد الفعل العنيف بين الرجال و النساء، إذ أفادت معظم النساء أنهن يلجأن إلى الصفع أو الضرب في مختلف أنحاء الجسم بينما يلجأ الرجال إلى الخنق واللكم.  

 

كما أشارت الدراسة أن الإخوان والأخوات ذوي العمر المتقارب يعانون من العنف بشكل اكبر بسبب كثرة التصادم بسبب القرب في العمر من بعضهم. 

 

بالنهاية يشير العلماء أن العراك والمشاكل بين الاخوة والأخوات لا تكون ذات أهمية إلا أنها بحسب هذا البحث ذات نتائج اعمق في المستقبل. 

 

ومن الجدير بالذكر، حول أسلوب التربية السليم للأطفال، علم التربية الحديث يسمي عقاب الطفل البدني بالضرب أو عقابه النفسي بالألفاظ القاسية، كل هذا يسميه علم التربية الحديث إيذاء للطفل وتحطيما لقدراته.. كل هذا يصيب الطفل بالإحباط وفقد الثقة بالنفس ويجعله غير راغب في التعاون ولا في تحمل المسؤولية بل يجعله عدوانيا قلقا سريع الانفعال‏.‏  

 

فالطفل إذا استخدمنا معه أساليب الإيذاء البدني والنفسي سيشعر بأن كل ما يقوم به لا يرضى عنه الكبار المحيطون به‏، ولما كان الطفل يهتم جدا بالفوز برضاء الكبار‏، فإنه سيمتنع عن كثير من الأشياء اللازمة لنموه العقلي والنفسي والبدني نتيجة أسلوب الكف أو المنع الذي يلجأ إليه الكبار في تعاملهم مع الأطفال‏.‏  

 

أن التنشئة الاجتماعية للأطفال تتوقف إلى حد كبير على أساليب الدعم والتشجيع أو الكف والمنع التي يمارسها الكبار مع الصغار؛ فسلوك الطفل الذي يجد تشجيعا وترحيبا وتدعيما من الكبار سيكرره الطفل ويعتاد عليه‏..‏ أما سلوك الطفل الذي تقابله بالاستنكار أو الإهمال أو العقاب فسيكف عنه‏.‏  

 

لذلك إذا واجهنا سلوك الاستطلاع أو التساؤل بالتشجيع والدعم سيستمر فيه الطفل ويترتب على ذلك نمو معارفه وخبراته‏.‏  

 

أما إذا واجهنا سلوك الطفل للاستطلاع أو التساؤل بالإهمال أو السخرية، فإن الطفل سيكف عن التساؤل والاستطلاع، ومعنى هذا يتوقف عقله عن العمل ومن ثم يتوقف الذكاء والقدرات العقلية عن النمو.  

 

أما بالنسبة لاستخدام أسلوب العنف والضرب مع الأطفال يعتقد العديد من الآباء أنهم إذا ربوا أولادهم بالضرب فإنهم سيحصلون على أطفال مؤدبين يخافون الخطأ ونتائجه فيحسنون عندها التصرف، غير أن هذا الاعتقاد ثبت خطأه إذ يؤدي ضرب الإطفال من قبل آبائهم إلى تغيير غير سار في شخصياتهم فينشأون معقدين ومشاكلهم النفسية أصعب من أن تحل بسهولة، خاصة وأن الإنسان غالبا ما يتأثر بطفولته ويبقى محتفظا بآثارها السلبية على شخصيته.  

 

والحقيقة أنه ليس هناك أمر أصعب على الطفل من أن يصفع على وجهه من قبل أي إنسان ولكن لو كان هذا الشخص هو والده أو والدته فإن المشكلة أكبر وأعقد وذلك لأن الطفل عندها سيوجه مشاعر العداء لهما، حتى وإن نسي بعدها، إلا أن الحالة التي مر بها والخوف المصاحب سيكون لهما دورهما في شخصيته.