هكذا غير مرض السرطان حياة فانيسا.. تعرف على تجربتها مع المرض‎!

تاريخ النشر: 28 آب / أغسطس 2017 - 07:03
هكذا غير مرض السرطان حياة فانيسا
هكذا غير مرض السرطان حياة فانيسا

هل تساءلت يوماً كيف يمكن أن ينقلب سلامك إلى حرب داخلية عليك أن تخوضها بشراسة مع جسدك مهما كلّف الأمر؟ وبينما تخوض معارك الحياة تجد نفسك فجأة في خضمّ معركة صحّية لا تعرف كيف بدأت وكيف ستنتهي. تدور في دوّامة طويلة تجعلك مرهقاً، متعباً، وضعيفاً جداً، فكل تلك الأدوية ترهقك، وهي غريبة عنك حتى إنّ بعضها يجعلك مسلوب القوّة والتركيز. هل يعقل أن نكون أضعف مما كنا نظن أم أنّ المرض يسلب منّا كل شيء لبعض الوقت قبل أن نستردّه بالقوة وبحبنا للحياة.

كانت فانيسا باسيل (مواليد 1988) منغمسة في حياتها وانشغالاتها المهنية التي تستنزف وقتها بشكل كبير، قبل أن تتغيّر حياتها رأساً على عقب ودون سابق إنذار. فجأة سقطت أرضاً أثناء ممارستها الرياضة في أحد النوادي الرياضية وبقيت مغمىً عليها لمدة 4 ساعات. لم تكن فانيسا تشكو شيئاً قبل هذه الحادثة، لكن ما حصل معها كان أزمة صرع أو ما يُعرف بـ"Crise d’épilepsie" رغم أنها كشفت ما هو أخطر من ذلك وأبعد من مجرّد نوبة.

شخصية قويّة تخفي خلفها ندوباً وانكسارات وأوجاعاً لا يعرف بها أحد. حبّها للحياة أكبر من أي شيء وطموحها أقوى من أن يتحطم أمام "سرطان" أراد النيل منها فقضت عليه دون رحمة. تروي فانيسا وهي مؤسسة ورئيسة منظمة "إعلام للسلام" (MAP) قصّتها مع سرطان الدماغ ومعاناتها والمتغيرات التي طرأت على حياتها ووضعتها ضمن "أطر خاصّة" لا يمكن الخروج منها موقتاً. تستهلّ حديثها بالقول: "كان كل شيء سريعاً، لم يكن هناك أيّ مقدّمات، فجأة أًغمي عليّ في أحد النوادي الرياضية لأكثر من 4 ساعات ونقلني إلى المستشفى الصليب الأحمر. هناك أُجريت لي صورة شعاعية كشفت عن وجود ورم ليتم تحويلي إلى اختصاصيّ في أمراض الرأس والجهاز العصبيّ لإجراء تصوير الرنين المغناطيسي للتأكد من حقيقة الوضع".

ورم خبيث... إنه méningiome
تعود فانيسا بالذاكرة إلى تلك اللحظات التي تقرر مصيرها المستقبلي، لم يكن سهلاً عليها الانتظار. أسئلة كثيرة تدور في رأسها بعد زيارة اختصاصي الأمراض العصبية الذي وصف لها دواءً لنوبة الصرع في انتظار نتيجة الرنين المغناطيسي. وجاءت النتيجة الصادمة، إنه حقاً ورم خبيث اسمه Méningiome. بهذه الكلمات تتابع فانيسا سرد قصتها: "لم يتسنَّ لي التفكير كثيراً، كان عليّ أن أخضع لعملية جراحية سريعاً لأن الورم أصبح كبيراً ويجب استئصاله بسرعة لأنه يهدد حياتي. هكذا اتضحت الصورة وعلمت بحقيقة وضعي الصحّي وبأنّ هذه النوبة كانت تخفي مرضاً أخطر ويفتك برأسي دون علمي. عندما أطلعني الطبيب كنت هادئة وطبيعية، لم أفاجأ ربما لأنني لم أسمع بهذا الورم من قبل وتفاصيله. لم أكن أعي حقيقة حجم هذا الخبر ومدى خطورته، لم أنهَر أو أيأس، كنتُ فقط أقول لنفسي إنه عليّ استئصال هذا الورم لا أكثر ولا أقلّ".

لم تكن مشكلتها مع المرض بقدر ما كانت مشكلتها مع الأدوية التي تتناولها من أجل الصرع. كانت تشعر بالتعب والإرهاق والدوران طيلة الوقت، لم يعد باستطاعتها القيام بشيء وهذا ما كان يؤلمها حقاً.

برأي فانيسا: "حدث كل شيء بسرعة كبيرة، مرّ الأسبوعان بلمح البصر، لم يكن لديّ الوقت لاستيعاب ما يجري، كانت مشكلتي الوحيدة مع هذه الأدوية التي ترهقني نفسياً وجسدياً. هكذا انتقلت من طبيب في الأمراض العصبية إلى اختصاصيّ في جراحة الأعصاب الذي كان داعماً ومتفهماً لطبيعة عملي. كنتُ في ذلك الوقت أنظم ورشة عمل، لكني اضطررتُ لتأجيلها بسبب مضاعفات الأدوية على حياتي. كان الطبيب في انتظار اتصالي لأعلمه بأني جاهزة للعملية، وهذا ما حصل فعلاً بعدما أجريت أبحاثي على الإنترنت للاطلاع على كل تفاصيل هذا الورم ومضاعفات العملية وغيرها من التغييرات".

مضاعفات العمليّة والخسارات
كان على فانيسا أن تستحمّ بالـ"betadine" صباحاً ومساءً قبل يوم من العملية. تكشف عن مشاعرها في تلك المرحلة معترفةً بأنها لم تنم في تلك الليلة، "ليس سهلاً أن تجري عملية في رأسك. لكن أصعب لحظة كانت لدى دخولي إلى غرفة العمليات، هذه اللحظة التي تجهلين فيها ما قد سيحدث في حياتك، لا تعرفين ما إذا كنتِ ستخرجين من هذه الغرفة أم لا. مضاعفات خطيرة تحملها هذه العملية، هناك احتمال أن أفقد أحد حواسّي أو الشلل أو حتى الموت، كانت كل الاحتمالات موجودة وواردة، فلا أحد يعرف كيف يمكن لجسمك أن يتفاعل مع هذه العملية لاسيما أنها في الرأس".

"عندما استلقيت في غرفة العمليات شعرتُ وقتها باستحقاق أنّ قدري سيتحكّم بحياتي وأنا عاجزة عن التحكّم بمصيري ولو بنسبة 1%" وفق قول فانيسا التي أضافت: "عندما ذهبت بالعربة شعرتُ كأني أودّع أهلي وأصدقائي. هذه اللحظات يصعب وصفها بكلمات لكني أخفيتُ مشاعري عنهم كي لا يضعفوا أكثر. بقيتُ متماسكة حتى وصولي إلى غرفة العمليات ثم لم أعد أشعر بشيء بعدما خدّروني، حان وقت الاستحقاق الكبير!".

استغرقت عملية فانيسا 5 ساعات تقريباً، لكنها احتاجت إلى وقت طويل للاستيقاظ بعدها. وتشير إلى أنّ "رأسها كان ملفوفاً وكنتُ أشعر بشيء غريب أعجز عن تفسيره. مضاعفات العملية بدأت تظهر جليّة عليّ؛ تقيّؤ ورجفة وغيرهما من الأمور الطبيعية نتيجة التخدير. نمتُ ليلة في غرفة العناية الفائقة قبل نقلي إلى غرفة عادية، لكني كنتُ أحاول جاهدة أن أُشعر أهلي بأني قويّة وكلّ شيء على ما يرام. 3 حالات مشابهة لحالتي في أسبوع واحد في مستشفى واحد. حالات كثيرة لا نسمع عنها، وعندما مررت بهذه التجربة بدأتُ أبحث عن مجموعة داعمة مرّت بنفس الحالة لمعرفة كيفية تخطي كل ذلك. بكيتُ بشدّة عند الاستحمام لأول مرة".

وتستكمل الحديث عن تجربتها بالقول: "بقيت 5 أيام في المستشفى وكنت ممنوعة من رؤية الضوء وأنزعج من الأصوات مهما كانت خافتة، كنت أشعر بأن رأسي أشبه بقنبلة. كانت معنوياتي عالية جداً، لم أكن أعرف من أين أتيتُ بهذه القوّة والقدرة على التحكّم مع حالتي النفسية والمعنوية. لم أكن قادرة على المشي، وكان عليّ أن أتعلّم المشي.

قد يعجبك أيضاً:
اتبع نظامًا غذائيًا بناءًا على فصيلة دمك
كيف تسيطرين على مشاكل الغدة الدرقية بعد سن 40
كيف تتحكم في آلام الصداع النصفي؟


© 2000 - 2023 البوابة (www.albawaba.com)

مواضيع ممكن أن تعجبك