لا أَستطيع حساب عدد المرات التي سمعت أباء يقولون "استمتعوا بصحبة أبنائكم اليوم، قبل أن يصبحوا مراهقين ". هذه الجملة قد تكون مضلّلة جداً إلى الآخرين.
هناك العديد من الأسباب لماذا يمكن أن تكون هذه الجملة ضارة ومضللةُ. أولاً، في كلّ مرة تَقال هذه العبارة أمام أطفالك، ستؤثر على مشاعرهم. إذا كان عندك مراهق ويسمعك تردد هذه العبارة فقد يعتقد بأنه مثير للمشاكل وليس ذلك فقط، بل سيشعر بأنك تحذر الآخرين من التعامل معه مما يؤثر على احترامه وتقديره لذاته.
إما إذا قيلت هذه العبارة أمام الأطفال، فسيشعرون بالفضول لمعرفة سبب هذه العبارة، وسبب قلق أهلهم منهم بعد سنة أو سنتين.
لنكن صريحين، لكل مرحلة عمرية مشاكلها وتحديتها وفرصها كذلك. الأطفال بعمر سنتان يبدءون في البحث عن استقلاليتهم. الأطفال المقبلون على سن البلوغ يرغبون في التعلم من أخطائهم وتجربة حياة الكبار. وفي مرحلة منتصف العمر، غالبا ما نسمع مصطلح "أزمة منتصف العمر"، ولكننا غالبا أيضا ما نسمع بأن الكبار يمكنهم فعل ما يرغبون به دون عقاب.
كلّ مرحلة في الحياة مختلفة عن الأخرى. ونحن نواصل النمو من الولادة وحتى الموت. أَبتسم عندما أتذكر سيدة رائعة بعمر 90 عاما، لا زالت تقود سيارتها، وتشارك في مجلس إدارة بضعة منظمات وهي ما زالَت تشارك في قيادة مجموعة من النشاطات الحيوية.
يجب أن لا نحمل الأطفال أكثر من قدرتهم وأن لا نتوقع منهم ما لا يتوقعونه هم من أنفسهم، عندما يقول لك شخصا ما بأن تخشى سنوات مراهقة أطفالك، يجب أن لا تنظر إلى أطفالك وتتوقع منهم التصرف السيئ بل على العكس، قم بحضن طفلك جيدا وأخبره بأنك تثق به وبقراراته وبأنك تستمتع بصحبته اليوم وغدا وكل يوم في حياتك لأنه مميز وسيبقى مميزا ولن تغيره سلوكيات بعض المراهقين الذين يعانون من مشاكل مع عائلاتهم. لقد مر العديد من الأطفال بسنين المراهقة وكانوا أهلا للثقة والاحترام لذا فلا شيء يمنع من أن يمر أطفالك أيضا بهذه المرحلة دون أحكام مسبقة.