هناك عدة طرق يتم الأعتماد عليها لتحقيق أستقرار الأسرة منها:
التخطيط السليم للزواج
يناقش التخطيط السليم للزواج العديد من المواضيع المتعلقة بالزواج الحديث، بدءاً من بطاقات الدعوة وفستان العرس إلى مكان إقامة الزواج، وقائمة المدعوين وشهر العسل، وغيرها من التفاصيل.. وهي الأمور التي تنقضي في ليلة واحدة فقط، وقد نستعد لها بأعلى درجات الاستعداد ونراعي بدقة كل صغيرة وكبيرة، وننسى التخطيط الفعلي للزواج، وبعد فترة قصيرة من العرس تبدأ المشكلات في الظهور على السطح، وتتصاعد الخلافات في البيت؛ لأننا لم نخطط من أجل الاستمرارية الزوجية.
ويطرح هذا المحور العديد من الأسئلة، تتمثل في: كيفية التخطيط لزواجك إن كنت عقدت قرانك، وكيف خططت لزواجك إن كنت حديث الزواج.
الاختيار الزواجي
الاختيار الواعي المبني على التقارب في الأفكار والقيم والمفاهيم والنظرة إلى الحياة، يخلق جواً أسرياً يسوده الهدوء والاستقرار والاتزان الانفعالي، والتسرع في اختيار شريك الحياة والتغاضي المؤقت عن العيوب تحت تأثير الحب أو غيره، تلعب دوراً كبيراً في عدم تحقيق التوافق الزواجي.
تقارب الزوجين، من حيث السن والمستوى الاجتماعي والثقافي والقيمي والديني، يجعل التفاهم ممكناً، ويسمح بدرجة عالية من التواصل بين الطرفين، وكثيراً ما يحاول البعض القفز فوق قواعد التكافؤ اعتقاداً بأن الحب كفيل بتجاوز الحدود العمرية والاجتماعية والثقافية والدينية، ولكن بعد الزواج حين تهدأ حرارة الحب، وتبدأ هذه العوامل في التكشف شيئاً فشيئاً وتنتج عنها عوامل شقاق عديدة.
خفض نفقات الزواج
يواجه الشباب عدداً من التحديات في هذا المجال، وتلعب الأسرة والمجتمع الدور الأكبر فيها، وتتمثل في: التباهي بكثرة حفلات التحضير للزواج، كحفل عقد القران «الملجة» - حفل الحناء - وحفل ليلة الزفاف وهو الحفل الرئيس، وتكليف العريس بما لا يطيق ودفعه إلى اقتراض المال، «الديون» الخارجة عن قدرته على سدادها لاحقاً، والتفاخر والتباهي بشراء الماركات العالمية من ملابس ومجوهرات وغيرها، مما يرهق كاهل العريس.
تجنب الخلافات في بداية الزواج
تواجه الشباب في سنوات الزواج الأولى العديد من المشكلات التي ترتبط في معظمها في شخصية الشباب إناثاً وذكوراً، ومدى وعيهم، والمهارات التي يمتلكونها والتي تتمثل في: «قلة وعي الأزواج بأدوارهم ومسؤولياتهم الحقيقية، وتتمثل في تحمل المسؤولية تجاه حقوق وواجبات الشريك، وغياب دور أولياء الأمور في توعية الأبناء، وضعف الثقافة الخاصة بالإنجاب، وضعف الوعي بالثقافة الصحية والنفسية الخاصة بالمرأة، ومشاكل حول سكن الزوجية وإدارة الأمور المالية للأسرة بشكل عام، وعدم القدرة على ترتيب أولويات الحياة الاجتماعية والمادية، وعدم تفهم أحد الأزواج لطبيعة عمل الآخر، وعمل المقارنات مما يولد الشعور بالنقص، وقلة الخصوصية بين الزوجين، وتدخل الأهل السلبي بين الزوجين».
التعامل مع اختلاف التوقعات في بداية الزواج
لا بد من وصول الطرفين للنضج الكافي لتحمل تبعات الزواج ومسؤولياته والقدرة على رعاية الأسرة، بحيث يجب أن يدرك الطرفان أن الزواج علاقة متعددة الأبعاد جسدية عاطفية عقلية اجتماعية روحية، وعليهما النظر إلى كل تلك الأبعاد عند التفكر في الزواج، والزواج الذي يقوم على بعد واحد مهما كانت أهميته، يصبح مهدداً بمخاطر كثيرة.
كما أن الزوجين اللذين يدخلان حياتهما الزوجية بأفكار وأخلاق وطباع وعادات وميول متباينة وفي مخيلة كل منهم توقعات مختلفة عن الحياة الزوجية وكل منهما يتوقع أن ينهل من العسل الصافي دون أن يتألم من لسع النحل، وفي بعض الأحيان تكون لدينا صورة للزوج المثالي، لكننا نتزوج شخصاً ليس كما تصورناه، حينئذٍ نكون أمام خيارين، إما أن نمزق الصورة ونقبل الشخص الذي أمامنا أو نمزق الشخص ونقبل الصورة.
الحفاظ على الزواج
النجاح في بناء بيت زوجية سعيدة يتطلب تفهم كل من الزوجين حقوق الطرف الآخر، وأن يدرك كل منهما أدواره ومسؤولياته وواجباته تجاه الآخر وتجاه نفسه ويتقبلها ويتحملها، إن المسؤولية في الحياة الزوجية هي مسؤولية مشتركة بين الزوج والزوجة.. هيئ لبيتك مناخاً عاطفياً إيجابياً، فبيتك هو جنتك التي تترعرع فيهار أزهار الألفة والمودة حينما تتوافر لها الظروف المناسبة، إن تهيئة مناخ عاطفي يعطيك ميزة التخلص من أسباب التوتر التي تؤدي للوقوع في الأزمات، فاحرصا على المحافظة على خلق جو هادئ نسبياً والحفاظ عليه، من خلال تقليل درجة الاندفاع لديهما إلى أدنى حد ممكن.
قيمة شريك حياتك
عامل شريك عمرك كما لو كنت تراه لآخر مرة، واجعل الامتنان للدور الذي يلعبه الطرف الآخر جزءاً رئيساً في حياتك، فالأشياء والأحداث من الممكن تأجيلها، لكن المشاعر لا يمكن تأجيلها لأن لها موعداً مناسباً ومكاناً محدداً، ابدأ يومك بالحب، واجعله أولوية قصوى، فإذا نظرت للحب كأولوية فستتجاهل توافه الأمور، وتذكر أن الأفعال أبلغ من الأقوال، ما فائدة أن تقول لشريك حياتك إنه أهم شخص في حياتك، وأنت تقضي الساعات الطويلة خارج المنزل أو على الهاتف، أو في مشاهدة التلفاز؟
تدريب حديثي الزواج على تجنب الخلافات
أوضحت أمل عزام الخبير الاجتماعي بمؤسسة التنمية الأسرية أن كل محور من المحورين الأساسيين للحملة يتضمن العديد من المحاور، منوهة إلى أن المحور الأول يتعلق بالأسر الناشئة ويتضمن التخطيط السليم للزواج لتجنب المشكلات التي قد تظهر على السطح وتتصاعد في البيت بسبب التكاليف العالية للعرس وتراكم الديون الناجمة عن ذلك، بحيث تهدف إلى التخطيط السليم لضمان الاستمرارية الزوجية.
المزيد:
كيف تستعد الأسرة لاستقبال عيد الفطر؟
كيف يؤثر ترتيبك في العائلة على شخصيتك؟