أفادت دراسة حديثة أن رائحة الذكور قد تكون مفيدة جدا إذا ما اشتمتها المرأة. أفادت الدراسة أن الفيرومون الموجود في عرق الرجال قد يكون له اثر فعال على النساء جسديا و نفسيا.
فقد أشارت الدراسة أن تعرض انف المرأة لرائحة العرق الذكري والذي يحتوي على الفيرومون يؤدي إلى تحسن جذري في مزاج المرأة ويساعد في إطلاق هرمونات في جسد المرأة تؤدي إلى تنظيم الدورة الشهرية عندها.
فقد تم اخذ بعض الإفرازات من تحت إبط الرجال وتم وضعه على شفاه النساء المشاركات في الدراسة من غير علمهن عن المادة الموضوعة. أفادت جميع النساء بعد ستة ساعات انهم يشعرن بتحسن واسترخاء اكبر بالإضافة إلى شعورهن بتوتر اقل.
كذلك توصل الباحثين إلى أن التعرض لرائحة عرق الرجال المحتوي على الفيرومون يؤدي إلى اختلاف في مستوى تدفق الدم و إلى ازدياد في إفراز هرمون يسمى (luteinizing hormone) هذا الهرمون يفرزه جسم المرأة بوفرة قبل الاباضة.
يعطف الباحثين حاليا على دراسة هذه الظاهرة بتعمق اكبر لمحاولة معرفة أسباب هذه التغيرات النفسية و الهرمونية التي تحدث للمرأة عندما قيامها بشم رائحة عرق الذكور.
حيث يضيف العلماء انه بمجرد معرفة الآلية التي تعمل بها هذه الفيرومونات سيكون بإمكان العلماء استخلاص هذه المادة بحيث يتم تصنيع مستحضر لزيادة الشعور بالاسترخاء و لمعالجة الأمراض النسائية الناتجة عن اختلال العادة الشهرية عند النساء.
وجاءت هذه الدراسة لتدعم دراسة سابقة أكدت نفس النتيجة حيث أنه وحسب بحث علمي فريد من نوعه، قال باحثون أميركيون إنهم وجدوا أن تعرق الرجال يؤثر نفسيا وبشكل إيجابي على النساء، إذ أنه ينعش مزاجهن، ويقلل توترهن ويزيد استرخاءهن، وأضافوا أن التعرق له تأثير مباشر على إفراز هرمون يؤثر بدوره على فترة العادة الشهرية للنساء وعلى موعدها.
ونشر علماء جامعة بنسلفانيا ومركز موني للحواس الكيميائية في فيلادلفيا، نتائج البحث على صفحات الموقع الإنترنتي لمجلة "بايولوجي أند ريبرادكشن" المتخصصة في علم الأحياء والإنجاب. وقال جورج بريتي الباحث في المركز الذي شارك في الدراسة إنه إذا كان تأثير الفيرومونات (مواد كيميائية يفرزها الجسم لاجتذاب الجنس الآخر) الأنثوية على العادة الشهرية للنساء الأخريات معروفا، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتعرف فيها العلماء على دور الفيرومونات الذكرية عليها.
وحول الموضوع نفسه، أظهرت دراسة أجريت مؤخراً في دائرة علم النفس التابعة لكلية الجامعة في لندن أن هرمون أندرستنول الذي يحتويه عرق الإبط لدى الرجال يملك خواص استثنائية مؤكدة.
فقد أشارت الدراسة التي اشتملت على 76 متطوعاً من الطلاب من الجنسين أن الإناث اللواتي تعرضن للاندرستنول تفاعلن اجتماعياً مع الذكور بشكل أكبر من اللواتي لم يتعرضن له.
كان العلماء يعتقدون لسنوات طويلة أن الاستجابة للروائح بين البشر درست بشكل كامل وأن الناس لا تثيرهم الروائح. ولذا فقد تم إسقاط النظرية القائلة بأن إفرازات الجسم تؤثر على السلوك. لكن الباحث جيه.جيه. كولي يشير إلى أن الاتصالات بين الناس عن طريق حاسة الشم تحدث بالفعل.
ويدعي جورج دود من جامعة وارويك أنه اكتشف هرمونا من الكورتيزون أسماه "أوسمون" يعتبر مؤشرا على الاندروستنون الذي يتميز بخصائص مهدئه في المعالجة العطرية. ويربط دور ذلك بحقيقة غربية تقول إن النساء أكثر حساسية بألف مرة من الرجال لرائحة السترويدز.
كذلك وجد باحثون آخرون فيرمونات في اللعاب والسائل المنوي (مواد كيماوية يفرزها الجسم لاجتذاب الجنس الآخر) وتكهنوا بشأن فعاليتها. وحتى سيغموند فرويد كانت له نظرية حول السبب الذي يحدو بالناس لكبح جماح حساسيتهم للروائح التي كانت آلية تلتصق بأسلافنا من ساكني الأشجار.
إن اكتشاف الفيرمونات البشرية يمكن أن يطلق العنان لازدهار تجارة العطور ولكن النظرة الاجتماعية نحو الروائح الطبيعية يجب أن تتغير.
وقد سجل مخترع بريطاني ذكي طريقة لانتزاع الدفعات من المدنيين الذين يمتنعون عن الدفع من خلال طلاء رسائل المطالبة بمادة مستخلصة من 13 هرموناً ذكرياً من أجل خلق استجابة واستسلام لدى المدنيين كردة فعل للروائح المسيطرة والمهددة رقم 2241437. وقد سجل الاختراع تحت رقم GB 2241437.
ومن جانب آخر، جاء في دراسة أجراها علماء بريطانيون أن الإنسان الباحث عن شريك ينجذب أساسا إلى شخص يحمل جينات مماثلة ورائحة شبيهة برائحته الطبيعية.
وتبين هذه الدراسة أن العالم "فرويد" كان محقا حين قال إن الرجال والنساء ينجذبون إلى أشخاص يذكرونهم بأمهاتهم أو بآبائهم أو على الأقل يشبهونهم.
ويقول أحد الأطباء المساهمين في هذه الدراسة: "عندما نختار شريكا فإننا في اللاوعي نجري تقويما لقدرته من الناحية التطورية على أن يصبح أما أو أبا بمعنى رعاية الأطفال أو تأمين الحماية".
وقد بينت النتائج أن الرجال ينجذبون للنساء اللاتي تشبه رائحتهن رائحة أمهاتهم، كما تنجذب النساء لرجال لهم رائحة آبائهم. صحيح إن البيئة تقوم إلى حد بعيد بتشكيل الميول الشخصية، لكن الأدلة تكشف يوما بعد يوم أن "الجينات" تلعب دوراً مهما في خياراتنا._(البوابة)