لماذا نشعر بالألــم ؟

تاريخ النشر: 14 نوفمبر 2006 - 09:12 GMT

الألم هو جهاز الإنذار في الجسم  الذي ينبه الشخص إلى وجود شيء خطأ في جسمه . الجمعية العالمية  لدراسة الألم ، تعرفه بأنه شعور بغيض يرافق تلف حدث أو يحتمل حدوثه  لأنسجة جسم الشخص . توجد خلايا الجهاز العصبي ،التي ترسل إشارات تدل على الألم ، في جميع أجزاء البشرة وأنسجة الجسم الأخرى . تستجيب هذه الخلايا لأشياء مثل الإصابة أو تلف الألياف. 

 

 عند ما يلامس شيء ما ، كسكين حاد مثلا ، بشرة شخص تنتقل إشارات كيماوية من الخلايا العصبية الموجودة في البشرة إلى الدماغ عبر الأعصاب الموجودة في الحبل الشوكي فيفسرها الدماغ بأنها ألم .

 

أغلب أنواع إلتهاب المفاصل ترافقها آلام تنقسم إلى فئتين ، هما الألم الحاد والألم المزمن . الألم الحاد يكون مؤقتا ويدوم بضعة ثوان أو أكثر ولكنه يتلاشى مع حدوث الشفاء . الحروق والجروح والكسورهي امثلة على الأشياء التي تسبب آلاما حادة . أما الأمثلة على الآلام المستعصية فمنها آلام ترقق العظام والروماتيزم والتهاب المفاصل وتكون عادة خفيفة أو حادة وتدوم مدة أسابيع أو شهور أو سنين أو طيلة الحياة .

 

هذا ومن جانب اخر ، فمن غير المفاجئ للبعض أن يعرف أن الرجال اقل حساسية من النساء على الأقل في الشعور بالألم. فقد اكتشف العلماء أن الهرمون الذكري المسمى تيستوستيرون يعمل على تكميم الشعور بعدم الارتياح.  

 

هذا الأمر يؤدي إلى مساعدة الرجال في الحفاظ على الجلد والطاقة أثناء المشاجرات وذلك بسبب ارتفاع معدلات الهرمونات الذكرية أثناء العراك. 

 

يضيف الأطباء انه كلما كان الذكور اقل إحساسا بالألم كلما كانت لديهم الرغبة اكبر بالعراك ولهذا نجد الكثير من المشاجرات اليومية التي تحدث بين الذكور في مختلف بقاع الأرض. 

 

قام العلماء بإعطاء عصافير الدوري بعض الجرعات من التيستوستيرون وتم فحص استجابتها للألم. تبين أن هذا الهرمون يزيد من قدرة الطيور على تحمل الألم لفترات أطول مما يشير أن هذا الهرمون يقوم بإخفاء الألم أو تأجيل الشعور به لبعض الوقت. 

 

يعتقد العلماء أن هذا الهرمون الذكري يقوم بإطلاق بعض ردود الفعل الطبيعية التي تؤدي نفس عمل مسكنات الألم الطبيعية والتي تسمى enkephalins .  

 

لذلك يقترح العلماء أن يتم إعطاء بدائل لهذا الهرمون إلى الرجال الذين يعانون من الأمراض المزمنة، لان هؤلاء الرجال عادة ما يتناولون عقاقير تخفف من نسبة مستوى التيستوستيرون في الدم مما يعني زيادة معاناتهم من الآلام بسبب انخفاض نسبة مسكنات الألم الطبيعية. 

 

ومن جانب آخر ، فالسؤال هو كيف يشعر الناس بالألم؟! أفادت دراسة سابقة على دماغ الإنسان أن الألم الذي قد يسبب انهمار الدموع من عيون بعض الناس يمكن أن لا يشعر به آخرون وأن ذلك قد يشكل معضلة للأطباء حين يقررون العلاج. وتقول الدراسة إن بعض الناس يشعرون بالألم أكثر من غيرهم.  

 

قال رورت كوغهيل من المركز الطبي التابع لجامعة ويك فورست، اجتمعنا مع أناس حساسين جدا للألم بالإضافة إلى آخرين يبدو أنهم يتحملون الألم بشكل جيد جدا.  

 

ويضيف الباحث الذي رئس الفريق الذي أجرى الدراسة والتي نشرت في موقع الأكاديمية القومية للعلوم على شبكة الإنترنت، "لغاية الآن لا يوجد دليل موضوعي يؤكد أن هذه الاختلافات في الحساسية للألم واقعية حقا".  

 

وأظهرت الدراسة التي أجريت على نشاط الدماغ أن بعض الناس يستجيبون أو يظهرون ردة فعل بشكل أقوى من غيرهم نحو الألم. قال كوغهيل، "من الأشياء المهمة أن الدراسة توفر للأطباء الدليل الذي يحتاجون إليه للوثوق بما يذكره مرضاهم بشأن الألم واستخدام ذلك للاستنارة بنوع العلاج".  

 

وقد استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي MRI في دراسة الدماغ لدى 17 متطوعا . وقام العلماء بتعريض الجهة السفلية من الساق اليمنى للمتطوعين للحرارة. وبعد ذلك طلب من المشاركين بتقديم تقييم لمدى الألم الذي شعروا به.  

 

وقد صنف عدد من المشتركين الألم الذي سببته الحرارة من منخفض إلى عالي. وحين قارن الباحثون صور الدماغ مع تصنيفات المشتركين للألم وجدوا أن أجزاء الدماغ المسؤولة عن الألم كانت أكثر نشاطا لدى أولئك الأشخاص الذين ذكروا أنهم شعروا بألم شديد.  

 

ووجد العلماء على وجه الخصوص نشاطا متزايدا في الجزء من الدماغ الذي يعالج موقع الألم وشدته وكذلك في الجزء المسؤول عن الشعور بالانزعاج الذي يسببه الألم.  

 

لكن الباحثين وجدوا فرقا ضئيلا بين الأشخاص فيما يتعلق بنشاط "المهاد" الذي يساعد على إرسال إشارات الألم من الحبل الشوكي إلى مناطق الدماغ . ويمكن أن يشير ذلك إلى أن الإشارات الخاصة بالألم والقادمة إلى الدماغ من الحبل الشوكي تنتقل بنفس الطريقة بين مختلف الناس ولكن عند وصول هذه الإشارات إلى الدماغ يتم التعامل معها بطرق مختلفة.  

 

وفي ذات السياق قال كوغهيل إن الدراسة لم تكشف فرقا من الاستجابة لألم الحرارة بين الرجال والنساء . وجاءت هذه الدراسة بعد ستة شهور من تقرير أصدره باحثون في جامعة متشيغن يقولون فيه إنهم اكتشفوا جينا يجعل الناس أكثر أو أقل حساسية للألم استنادا إلى الوراثة.  

 

وفي هذه الدراسة أظهرت الصور التي التقطت للدماغ أن المواد الكيماوية المسكنة للألم والتي تسمى إندورفينز كانت أكثر نشاطا في أدمغة الأشخاص الذين ذكروا أنهم شعروا قليلا بالألم نتيجة تعريض سيقانهم للحرارة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن