في محاولة لوضع استراتيجيات لمكافحة الانتشار المتزايد للبدانة حول العالم، يحاول العلماء حاليًاً استكشاف العلاقة بين الشهية، وعلم الوراثة، والبيئة. ومن المعروف جيدا أن أبناء هذا الجيل أثقل في الوزن من الأطفال في الأجيال السابقة. وفي تقرير جديد صدر هذا الأسبوع من قبل مجلة أسن الطبية الأميركية لطب الأطفال، أشار العلماء إلى تجذر هذه الظاهرة في البيئات التي تتوفر فيها الأطعمة الغنية بالطاقة والتي يتم تسويقها بشكل مكثف كما تكون متاحة بسهولة. وبعبارة أخرى، فأطفال اليوم لديهم سهولة في الوصول إلى السعرات الحرارية العالية، والأطعمة الغنية بالسكر، والأطعمة عالية الدهون التي يتم الإعلان عنها باستمرار من قبل الشركات الكبرى.
ولكن العلماء يقولون إن مسألة البدانة في مرحلة الطفولة تتخطى العوامل البيئية، حيث قام الباحثون في جامعة كوليدج في لندن بدراسة مستفيضة على التوائم لتحديد مدى تأثير عوامل الوراثة في تطوير الشهية والسمنة. درس الباحثون التوائم في الخمسة عشر شهراً الأولى في حياتهم مع تعقب شهيتهم بعناية. وقد وجد الباحثون أن علامات البدانة يمكن أن تكون مرئية حتى في هذه المرحلة المبكرة.
وفي دراسة أخرى، فحص الباحثون الأطفال الأكبر سناً في متوسط سن العاشرة. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الاستجابة المنخفضة للشبع يمكن أن تنتج عن الاستعداد الوراثي لتناول الطعام في كثير من الأحيان، لا عن البيئة الغنية بالمواد الغذائية فقط.
عموما، يرى الباحثون أنه يجب على الآباء مراقبة مسار النظام الغذائي وشهية أبنائهم من سن مبكرة، حيث تشير النتائج إلى أن متابعة الأم لشهية طفلها وإبلاغها بها لطبيب الطفل قد تكون مفيدة في تحديد الأطفال المعرضين لخطر تطوير السمنة.